منبر التراث
تحدث إلىّ الكثير من الدارسين اليمنيين وغير اليمنيين في جامعات بريطانيا المختلفة بأنّ الوثائق البريطانية التي تتناول القضايا السياسية اليمنية في إبان إحتلال عدن وحتى خروجها من جنوب اليمن في الثلاثين من نوفمبر سنة 1967م مازالت محبوسة بين الجدران في أرشيف المُتحف البريطاني في لندن وتحتاج منا إلى إخراجها إلى حيز النور وذلك من خلال حصر ، وجمع الوثائق البريطانية المتعلقة بقضايا اليمن المتنوعة واختيار أهم تلك الوثائق والعمل على ترجمتها ومن ثم تحليلها وشرحها وتفسيرها. [c1]قطرة في بحر[/c]حقيقة أنه قام عدد من المؤرخين الكبار في اليمن بزيارة أرشيف المتحف البريطاني بلندن وبذلوا جهوداً يشكر عليها في البحث والتنقيب عن تلك الوثائق البريطانية التي تتحدث عن فترة تاريخ اليمن الحديث سواء في شماله أو جنوبه ولكن مهما أوتي هؤلاء المؤرخين من نشاط وهمة كبيرين في نشر تلك الوثائق البريطانية عن اليمن ، فإن جهودهم كانت بمثابة قطرة في بحر واسع وعميق. والبعض الآخر زار بعض المكتبات البريطانية للبحث في المخطوطات اليمنية العتيقة والنادرة التي تبحث في قضايا تاريخنا اليمني الإسلامي . [c1]إعادة كتابة التاريخ[/c]والحقيقةإنّ تاريخنا اليمني الحديث مازال الكثير منه يلفه الغموض ، وهو في أمس الحاجة إلئ من يكشف عنه النقاب ، وتمحيص الحقائق التي لازالت حتى هذه اللحظة في طي النسيان , و إذا ظهر الكثير والكثير جداً منها إلى السطح فإن معلومات قيمة و جديدة ومثيرة تاريخية سنطلع عليها ، وربما تعيد النظر في كثير من القضايا التاريخية المسلم بها ، وكشف الخيط الأبيض من الخيط الأسود. وبتعبير آخر هو إعادة كتابة التاريخ .[c1]واقع أرشيفنا [/c] والحقيقة ، أنّ واقع أرشيفنا التاريخي مع الأسف الشديد إنّ وجد ، فإن الوثائق فيه في وضع غاية في السوء سواء في تخزينه والحفاظ عليها أو الوصول إليها بخلاف الأرشيف البريطاني الذي في الإمكان الحصول على الوثائق اليمنية منه بسهولة ويسر وخصوصاً عندما دخلت الأجهزة التقنية في سرعة توصيل المعلومة . علماً أنه لدينا كوادر متخصصة في علم المكتبات والتوثيق والأرشيف ولكن ليس لديها الإمكانيات التقنية التي تساعدهم على حصر ، وتنظيم الوثائق سواء المكتوبة باللغة الإنجليزية أو باللغة العربية بالصورة المطلوبة . [c1]مراكز الدراسات التاريخية[/c] ولقد انتشرت في ربوع العاصمة اليمنية ( صنعاء) عدداً من مراكز الدراسات التاريخية والذي من أهدافها الرئيسة هو توثيق التاريخ اليمني ولكن لم نلحظ من تلك الأهداف عبارة ترجمة الوثائق الأجنبية المرتبطة بالقضايا التاريخية اليمنية الحديثة . [c1]مقترح[/c]وكيفما كان الأمر ، فإن على الجهات العلمية سواء الرسمية المتمثلة بالجامعات والمستقلة وهي مراكز الدراسات التاريخية وما إلى ذلك وضع خطة عملية وعلمية في كيفية القيام بحملة واسعة في ترجمة الوثائق البريطانية التي تتحدث عن تاريخنا اليمني الحديث وبذلك نشكل ثروة خصبة وضخمة ثقافية يستفيد منها الباحثون الناشؤن والدارسون اليمنيون وغير اليمنيين والمؤرخونن . فهل في الإمكان تحقيق ذلك .