الخرطوم/14 أكتوبر/اندرو هيفنز: أفاد السودان يوم أمس الجمعة إنه يعتقد أن إسرائيل وراء هجومين على من يشتبه بأنهم مهربون مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 40 شخصا في منطقة نائية بشمال البلاد في يناير وفبراير. وقال علي الصادق المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية إن الاعتقاد الأول كان هو أن الأمريكيين هم من فعلوا ذلك وأن السلطات السودانية اتصلت بالأمريكيين فنفوا بشكل قاطع أن يكونوا ضالعين في الأمر. وتابع أن السلطات ما زالت عاكفة على التحقق من الأمر. ورجح أن يكون الأمر له علاقة بإسرائيل. وتعتبر تصريحات الصادق أول تأكيد رسمي من جانب الحكومة السودانية بوقوع الهجومين اللذين كانت صحيفة الشروق المصرية أول من نشرت تقريرا بشأنهما في وقت سابق من الأسبوع. وصرح الصادق بأنه يعتقد أن الهجوم الأول وقع في الأسبوع الأخير من يناير بينما وقع الثاني في منتصف فبراير. وأشار إلى أن السلطات لم تعرف بالهجوم الأول إلى أن وقع الهجوم الثاني وذكر أن الهجومين وقعا في منطقة قريبة من الحدود المصرية وهي منطقة صحراوية نائية ليس بها سكان. وأضاف أن السودان يجمع الأدلة من موقع الهجمات. وقال انه ما من دليل على أن القوافل التي تعرضت للهجوم كانت تحمل أسلحة ورجح أن تكون لتهريب البضائع مشيرا إلى أن الشاحنات كانت صغيرة ومن المستبعد حمل أسلحة في شاحنات كتلك. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس الجمعة أن طائرات حربية إسرائيلية هاجمت قافلة من الشاحنات في السودان في يناير للحيلولة دون وصول ما يشتبه أنها شحنة أسلحة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة. ومثل هذه المهمة يتعين أن تشمل خرقا للعديد من نقاط التفتيش المصرية في وادي النيل وشبه جزيرة سيناء وهو ما يرى محللون انه بعيد الاحتمال. وقال ايساندر العمراني المحلل المتخصص في شؤون مصر وشمال إفريقيا بالمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات “إنني متشكك في أن يمر مثل هذا العدد الكبير من الأسلحة التي تشمل صواريخ بعيدة المدى عبر مصر دون أن يراها أحد.” وقال “مضمون هذا هو أن مصر نقطة عبور رئيسية .. للأسلحة إلى غزة. وهذا زعم كبير للغاية.” وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت قد قال أمس الأول الخميس أن إسرائيل تعمل “حيثما نستطيع” لضرب أعدائها لكنه لم يشر تحديدا إلى الهجوم في السودان. وأضاف “لا جدوى من الخوض في التفاصيل.. كل شخص يستطيع أن يستخدم خياله... ومن ينبغي أن يعرف فليعرف انه لا يوجد مكان لا تستطيع دولة إسرائيل العمل فيه.” وصرح الصادق بأنه إذا كانت إسرائيل هي المتورطة فهي قد تحركت بناء على معلومات خاطئة مفادها أن العربات كانت تحمل سلاحا وتحدث عن عدم شرعية التعدي على سيادة دولة أخرى. وقال أن السودان لن يرد على الهجمات بينما التحقيق جار. وأضاف أن السودان يحتفظ بحق الرد لاحقا وانه حتى الآن لم يتأكد أن الفاعل هو إسرائيل. وتكهنت صحف إسرائيلية بأن يكون الهجوم استهدف صواريخ بعيدة المدى قالت أن إيران شحنتها إلى السودان لنقلها إلى الناشطين في غزة. وأشار مسئولو مخابرات إسرائيليون إلى السودان كمسار لاستيراد الذخيرة إلى الجيب الساحلي بما في ذلك صواريخ صينية بعيدة المدى. وأثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة تمكنت حماس من ضرب أهداف في إسرائيل تصل إلى مسافة نحو 50 كيلومترا شمالي الأراضي الفلسطينية. لكن الحركة الإسلامية التي تسيطر على غزة قالت أنها فشلت في تمديد مرمى الصواريخ لابعد من ذلك. وقالت الصحف استنادا إلى تقارير أجنبية انه من بين الأسلحة التي تحاول إيران شحنها صواريخ يصل مداها إلى نحو 70 كيلومترا وهو ما يضع وسط إسرائيل وعاصمتها التجارية تل أبيب داخل مرمى هذه الصواريخ.
أخبار متعلقة