إسلام أباد / 14 أكتوبر / رويترز:ذكرت صحيفة دون الباكستانية في عدد يوم أمس السبت أن باكستان التي تتمتع بقدرة نووية وضعت قواتها في حالة تأهب قصوى بعد أن اتصل شخص تظاهر بأنه وزير الخارجية الهندي بالرئيس الباكستاني اصف علي زرداري وتحدث بطريقة تنطوي على تهديد في 28 نوفمبر تشرين الثاني بعد يومين من بدء هجمات مومباي.وقال دبلوماسي على علم بالمكالمة الهاتفية لرويترز عندما سئل ما إذا كان تقرير الصحيفة صحيحا “انه حقيقي.”وتجاهل المتصل الأسلوب الودي الذي تحدث به زرداري وهدد مباشرة بشن عمل عسكري اذا لم تتخذ باكستان خطوات فورية ضد المتورطين المفترضين في هجمات مومباي.وأفاد تقرير الصحيفة بأنه خلال الأربع والعشرين ساعة التالية للمكالمة وضع السلاح الجوي الباكستاني “في حالة تأهب قصوى” كما تأهب الجيش تحسبا لأي إشارة إلى عدوان هندي.وقال مسؤول حكومي باكستاني كبير لرويترز إن باكستان تتحقق مما جاء في تقرير دون. ويقوم زرداري حاليا بزيارة رسمية إلى تركيا.وألقت الهند باللوم على متشددين إسلاميين مقرهم باكستان في هجمات مومباي التي استمرت ثلاثة أيام في العاصمة المالية الهندية وأسفرت عن سقوط 171 قتيلا.ونقلت دون عن مسؤول باكستاني كبير قوله “ربما لم تكن الحرب وشيكة إلا أنه لم يكن من الممكن المجازفة.”ونجح المتصل في الوصول إلى زرداري لان بعض الأعضاء البارزين في طاقم العمل الرئاسي قرروا التغاضي عن إجراءات متعارف عليها مثل التأكد من شخصية المتصل وصلته بالبعثات الدبلوماسية.وذكرت الصحيفة أن المتصل الذي تظاهر بأنه وزير الخارجية الهندي براناب مخيرجي حاول أيضا الاتصال بوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ولكن من جراء تحريات محددة يقوم بها مسؤولون أمريكيون لم يجر توصيل المكالمة لرايس.وقالت الصحيفة التي ذكرت أن تقريرها مصدره دبلوماسيون ومسؤولون سياسيون وأمنيون إن هذه المكالمة أثارت حملة دبلوماسية دولية مكثفة وشعر بعض زعماء العالم بالخوف من إمكانية انزلاق الهند وباكستان صوب حرب بطريق الخطأ.وكان البلدان اللذان يتمتعان بقدرة نووية على شفا حرب عام 2002 في أعقاب هجوم شنه مسلحون على البرلمان الهندي في ديسمبر كانون الأول عام 2001 .وقالت دون إن رايس اتصلت بمخيرجي أثناء الليل وسألته عن السبب الذي دفعه للحديث بلهجة تنطوي على تهديد لكنه أكد لها أنه لم يتصل هاتفيا بزرداري.وقال مخيرجي ان المناقشات التي أجراها مع نظيره الباكستاني شاه محمود قريشي الذي زار نيودلهي في نفس اليوم كانت تسودها أجواء ودية.وتبادلت واشنطن وإسلام أباد ونيودلهي المكالمات الهاتفية لتهدئة الأجواء وعاد الهدوء مساء يوم السبت الموافق 29 نوفمبر تشرين الثاني الماضي.وخلال الساعات التي سادها الغموض بعد المكالمة الهاتفية قررت الحكومة الباكستانية التراجع عن قرارها الأصلي بإرسال رئيس مخابراتها إلى نيودلهي لمساعدة الهند في تحقيقاتها في هجمات مومباي.وأشار مسؤولون أمنيون باكستانيون بارزون إلى نبرة وزير الخارجية الهندي العدائية في مؤتمر صحفي عقدوه في 29 نوفمبر الماضي.وحذروا في رسالة واضحة للولايات المتحدة من أنه إذا شعرت باكستان بتهديد فإنها ستحرك عشرات الآلاف من القوات من حدودها مع أفغانستان حيث تحارب مقاتلي تنظيم القاعدة وحركة طالبان إلى حدودها مع الهند وستتخلى عن الحرب ضد الإرهاب.وأشارت صحيفة دون إلى أن البلدين يجريان تحقيقات لتحديد من أجرى المكالمة الهاتفية مضيفة أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت أجريت من الهند أم من باكستان.وتابعت أن مسؤولين باكستانيين قالوا إن المكالمة أجريت من هاتف في دلهي ويعتقد البعض أن المكالمة أجريت من وزارة الشؤون الخارجية الهندية لكن مسؤولين هنودا نفوا هذا الأمر لنظرائهم الأمريكيين وقالوا إن من الممكن أن يكون تم التلاعب في الرقم.ويشتبه مسؤولون هنود وأمريكيون أن تكون جماعة عسكر الطيبة تقف وراء هجمات مومباي.
أخبار متعلقة