سكان اليمن بين أمراض غريبة وجهود مفككة
افراح صالح يوماً بعد يوم نسمع ونقرأ عن انتشار مرض ما في محافظة ما من محافظات الوطن اليمني مما يثير التساؤل عن ذلك وما اذا كان السبب يعود الى فيروسات تنقلها الرياح او عبر تلوث في البيئة ولم تهتم الجهات المعنية بمعالجته ولكم يزعج المرء ان يكون انتشار هذه الامراض سريعاً مثل مرض السرطان الذي انتشر في منطقة ( يبعث ) في محافظة حضرموت ، وانتشار مرض آخر في محافظة ابين يؤدي الى زغللة في العيون وحمى وفتور ولم يعرف له سبب ولا علاج فقط ينصح المصابون به بوضع كمادات على العيون وتناول قرص ( بندول ) فقط وكذلك الحال مع مرض ( الشيجيلا ) .. عانت محافظة الجوف من وباء ( الشيجيلا ) الذي لا يؤدي الى الموت الا في حالة اهمال المصاب لكن من ناحية اخرى ينهكه بسبب الاسهال الشديد الذي قد يؤدي الي الوفاة في حالة اصابة الاطفال به كونهم فئة ضعيفة ومقاومتها محدودة . وكانت لجنة الصحة والسكان بمجلس النواب قد زارت محافظة الجوف واظهرت هذه الزيارة انعدام شبه كامل للرعاية الصحية الاولية والخدمات الطبية العلاجية في هذه المحافظة . وبعد الجوف رصدت الصحف انتشار مرض السرطان في حضرموت بمنطقة ( يبعث ) حيت ما زال السبب مجهولاً والامر لم يحظ بعد باهتمام وزارة الصحة للبحث عن اسبابه التي تشكك الصحف انها ذات علاقة بأحد امرين : المبيدات الحشرية المستخدمة في الزراعة او بالحفر الذي تم قبل فترة لبئر ثم جرت عملية دفنه !! الحصبة*مرض الحصبة الذي جرى محاصرته مؤخراً عبر حملة تحصين تفاجأ الناس به حيث لم يكن وبحسب رأي بعض من سكان مديرية الشيخ عثمان انه لم يكن على البال كما لم يسمع الا بأصابات بسيطة جداً . على عكس ما هو حاصل مع مرض الملاريا والتيفوئذ اللذين لا يستطيع الاطباء التفريق بينهما مما يدفع بالمريض الى تناول ( كرس ) الملاريا وعندما لا يؤتي بنتيجة بأخذ ( كرس ) التيفوئذ وبين الدوائيين ينهار المريض لقوتهم ولانه يفقد الشهية وتظل الحمى في ارتفاع مخيف . اسباب قابلة للتفسير *كانت وما زالت هناك شكوك في ان استخدام المزارعين للمبيدات الحشرية ورشها بكميات كبيرة وهي شكوك مقلقة خصوصاً وان المنتجات الزراعية في اليمن لم تعد مرتبطة بالمواسم كما هو متعارف عليه حيث ان هناك خضاراً وفواكه صيفية واخرى شتوية وهناك ما للخريف واخرى للربيع . في اليمن اليوم كل المنتجات متوفرة لكنها تحت علامة سؤال ؟ اذ اننا عندما نحاول نتذوقها نجدها بلا ذوق ويفهم انها انضجت عبر الادوية . ولان المزارع مواطن يعاني مثل كل الناس من قلة ما في اليد من مال يضطر الى التحايل لزيادة الفائدة عبر استخدام ادوية لانضاج المنتجات الزراعية دون مراعاة للضرر الناتج عنها ولا نجد من الجهات ذات العلاقة بالمزارع اهتماماً بتوعيته او معاقبته عند الاكثار من استخدام المبيدات الحشرية او الادوية المنضجة للمنتجات الزراعية وهذا يؤدي الى ظهور امراض يعاني منها سكان اليمن وهي امراض متنوعة وعلاجها مكلف فكيف الحال مع الامراض الجديدة التي انتشرت مؤخراً ( كالشيجيلا ) والسرطانات . من ينقذ المواطن ؟ *وزارة الصحة والسكان طرف من بين اطراف معينة بحماية وانقاذ المواطن ودورها مازال قاصراً بالنظر الي ما تفاجئنا به الايام من امراض واوبئه كان قد تم القضاء عليها من سنين فعادت لاسباب بسيطة كالقمامة التي لا تنقل بانتظام والتلوث الناتج عن مياه الامطار والمجاري والمبيدات وهكذا فان اكثر من وزارة معنية بانقاذ المواطن وكل وزارة لديها خطط فلماذا لا يتم تنفيذها تحت مظلة جهة واحدة وبخطة عمل مشتركة ؟!!