وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يتحدث في مؤتمر صحفي باسطنبول يوم 22 يونيو 2010.
أنقرة/14أكتوبر/رويترز:أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن تركيا ستقطع علاقاتها مع إسرائيل ما لم تتلق اعتذارا عن هجوم إسرائيلي على سفينة مساعدات تركية كانت متجهة إلى قطاع غزة لكن إسرائيل أشارت يوم أمس الاثنين إلى أنها ليس لديها أي نية للاعتذار.وهذه أول مرة منذ بدء الأزمة تهدد فيها تركيا صراحة بقطع العلاقات مع إسرائيل وكانت تكتفي من قبل بالتصريح بأنها تعيد النظر في العلاقات.وجاءت التصريحات المتبادلة بخصوص العلاقات بعد أن أجرى الجانبان محادثات الأسبوع الماضي لتسوية الخلاف لكن كلا منهما تشدد في موقفه فيما يبدو.من جهة أخرى أوضح داود أوغلو في تصريحات لصحيفة « حريت » نشرتها امس الاثنين أن أمام إسرائيل ثلاثة خيارات: اما أن تعتذر واما أن تقبل نتائج لجنة دولية تحقق في الهجوم واما تقطع تركيا العلاقات.وكانت تركيا قد أكدت مرارا أنها تريد من إسرائيل أن تعتذر عن الهجوم الذي وقع يوم 31 مايو وتدفع تعويضات وتوافق على أن تجري الأمم المتحدة تحقيقاً في الحادث وترفع الحصار عن قطاع غزة.إلى ذلك أكد وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان أن إسرائيل ليس لديها نية للاعتذار.وقال ليبرمان للصحفيين خلال زيارة للاتفيا « ليس لدينا أي نية للاعتذار. نعتقد أن العكس هو الصحيح».وكان داود أوغلو قد التقى بوزير التجارة والصناعة الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر الأسبوع الماضي في بروكسل في مسعى لإصلاح العلاقات. في حين قالت تركيا آنذاك إنها أبلغت إسرائيل بمطالبها.لكن داود أوغلو أفاد في تصريحاته لصحيفة حريت أن الرسائل التي تم نقلها إلى بن اليعازر للحكومة الإسرائيلية قد وصلت ولن ننتظر ردا إلى الأبد.وأردف: « سيكون كافياً أن ترى لجنتهم (التي تجري التحقيق) أن الهجوم كان ظالما وأن يعتذروا تماشيا مع قرار اللجنة.. لكن علينا أن نرى القرار أولا.»وقد قتل تسعة نشطاء أتراك مناصرين للفلسطينيين عندما اقتحمت قوات كوماندوس إسرائيلية السفينة (مرمرة) التي ترفع علم تركيا يوم 31 مايو في إطارعملية لمنع قافلة مساعدات من الوصول إلى قطاع غزة المحاصر.وسحبت تركيا سفيرها من إسرائيل بعد الحادث وألغت مناورات عسكرية مشتركة ومنعت الطائرات العسكرية الإسرائيلية من دخول مجالها الجوي.وتريد الولايات المتحدة من إسرائيل وتركيا تسوية النزاع بينهما وإعادة العلاقة الودية التي كانت مفيدة لسياستها في الشرق الأوسط. ويلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن اليوم الثلاثاء.لكن إسرائيل أكدت أن جنود الكوماندوس لم يفتحوا النار إلا بعد تعرض مجموعة منهم للهجوم على أيدي نشطاء مسلحين بالعصي والسكاكين على ظهر السفينة.من جهة ثانية أشارت إسرائيل إلى أن حصار غزة ضروري لمنع وصول أسلحة إلى حركة حماس.وعلى الصعيد نفسه أوضح ليبرمان أن إسرائيل لديها بواعث قلق بشأن سياسة تركيا الخارجية بما في ذلك اعتراضها عند التصويت في مجلس الأمن على قرار فرض عقوبات جديدة على إيران.وكانت تركيا والبرازيل الدولتين الوحيدتين في مجلس الأمن اللتين صوتتا ضد القرار.وأضاف ليبرمان: « نحن نرى بعض التغييرات الكبيرة حقا في سياستهم. لكنه حقهم وقرارهم».