في منتدى بن شامخ :
في ليلة بهيجة تزامنت مع مناسبات عدة جاء الأديب عبد الرحمن السقاف إلى منتدى الفنان الراحل محمد سالم بن شامخ ليحتفي بأصدقائه الذين أفتقدوه بعد فترة غيابه القسري عنهم نظراً لظروفه الصحية التي ارغمته على البقاء في البيت. من أهم تلك المناسبات الذكرى (34) لرحيل رائد الرومانسية في الشعر اليمني الأستاذ لطفي جعفر أمان الذي يعتبر الشاعر عبد الرحمن السقاف أحد تلامذة هذه المدرسة. وكانت الأمسية مساء الخميس 15/ ديسمبر/2005م حيث بعث حضوره البهجة والسرور لدى زملائه الذين اكتظ بهم المنتدى وكان أول المتحدثين الصحفي والإعلامي الكبير الأستاذ عبد القادر خضر الذي استهل حديثه بالقول:من الأشياء الجميلة في حياتنا أن نلتقي بأناس لهم مكانة كبيرة في قلوبنا مثل الأستاذ الشاعر والأديب الممثل والمخرج الفنان والإنسان الشامل عبد الرحمن السقاف وأننا سعداء أن يكون بيننا هذا المساء بعد أن غاب عنا نتيجة مرض وإحباط كان الله فيها معه وكانت قلوبنا تدعو له بالشفاء.ولقد استجاب الله لدعائنا وعاد إلينا صديقنا عبد الرحمن معافى متوهجاً وأضاف إنني تعرفت على عبد الرحمن السقاف من أوائل ستينيات القرن الماضي كممثل مسرحي وقد أخرجت له عملاً مسرحياً حيث لي الشرف بأنني أول من قدم عبد الرحمن السقاف الشاعر، وقلت في ذلك اليوم انني إذا كنت أقدم عبد الرحمن في برنامج مواهب ولكنني أقدمه شاعراً متكاملاً ونمت مواهب عبد الرحمن إلى أن دخل المجال الإعلامي وعمل في التلفزيون كمعد ومقدم للبرامج الثقافية، وعندما أقول أن عبد الرحمن فنان شامل ومن سوء حظنا جميعاً أن نواجه ذلك الإحباط الذي واجهنا لأنه من شروط العمل في المجال الإبداعي لا يكفي أن تكون مبدعاً حقيقياً ولكن لا بد من الخضوع إلى مقاييس أخرى كالحزبية والقبلية وغيرها من العلاقات المتخلفة التي لا تمت إلى الإبداع بصلة.. ولكن صديقنا عبد الرحمن كان سلاحه الوحيد هو إبداعه وكانت لديه قدرات حقيقية ويعرف طبيعة العمل التلفزيوني لأنه بدأ فيه كموهبة إلى أن وصل ليكون أحد أعمدته.ولكن عندما أحبط عبد الرحمن وأضطر للغياب غابت البرامج الثقافية ذات المستوى والقيمة الثقافية الراقية.أما فيما يتعلق بعبد الرحمن السقاف الشاعر فقد عبر عبد القادر خضر عن إعجابه بأشعار عبدالرحمن السقاف وحرصه على متابعتها لأنها تعبر عن أحاسيس الناس.- أما الأستاذ الفنان عصام خليدي وهو في نفس الوقت كاتب وباحث فني والذي كان أيضاً السبب الرئيسي في قيام هذه الفعالية من خلال مقالته التي نشرها في صحيفة 14 أكتوبر حول الشاعر عبد الرحمن السقاف ودعوته له للحضور إلى المنتدى. فقد قال:-رغم الإنشغالات التي تفرضها طبيعة الحياة إلا أنني كنت شديد الحرص على التواصل والشاعر عبد الرحمن السقاف وليس من قبيل المصادفة أن نحتفي اليوم بعبد الرحمن السقاف بالتزامن مع الذكرى (34) لرحيل الشاعر لطفي أمان ولعل وجه الشبه هو حالة الخلق والإبداع وذلك الإمتداد الذي جسده هذا الشاعر المبدع كونه شكل إمتداداً للطفي أمان، وإذا قد فقدنا لطفي أمان ولم نستطع أن نعبر عن تقديرنا له ولما صنعه في حياتنا الإبداعية فأنه من الأجدر بنا أن نقدم ما نستطيع لعبد الرحمن السقاف. وأضاف الأستاذ الفنان عصام خليدي مستعرضاً بداية تعرفه بالشاعر عبد الرحمن السقاف وقال تعرفت به من خلال قصيدة (ولما التقينا) ومن هذه القصيدة تعرفت على مفردات جديدة خاصة وانني كنت في بداية حياتي الفنية.وأضاف لقد كان الهم الأكبر عند عبد الرحمن السقاف انشغاله بتقديم نص غنائي جديد يشتمل على مشروع غيّر مجرى الأغنية ليس على مستوى اليمن وإنما على مستوى أوسع وأشمل.وقال إن غنائيات السقاف شكلت منعطفاً جديداً في صياغة النص الغنائي كونه يوجد بداخله تميز لوجود الإيقاع والموسيقى داخل النص.أما المحطة الثانية في علاقة الخليدي الفنان بالسقاف الشاعر فقد كانت مصادفة في إحدى الأمسيات الرمضانية حين التقينا في مدينة كريتر وطلب منه السقاف أن يجري معه لقاء إذاعي لإذاعة عدن وبالفعل تم اللقاء ومن هذا اللقاء بدأت العلاقة والمعرفة الشخصية عن قرب بينهما ثم قدم الشاعر السقاف عدداً من النصوص الغنائية للفنان عصام خليدي ذكر منها قصيدة (افتقدتك) وقد قام الفنان عصام بقراءة النص الجميل على مسامع الحاضرين.- أما الشاعر والناقد هاني جرادة فقد بدأ ملاحظته معلقاً على النص الغنائي (إفتقدتك) وقال أن هذا النص كان ذا أسلوب رائع وعلى الرغم من أن عنوانه (إفتقدتك) إلا أنه لا يوجد به أي افتقاد ولكنه عبارة عن ذكرى ولكن كون عبد الرحمن شاعراً جميلاً يعرف كيف يختار عناوينه والحالات التي يمر بها المبدعون ليست جديدة كون جميع المبدعين يمرون بمثل هذه الظروف.وأضاف الأستاذ هاني جرادة مخاطباً صديقه عبد الرحمن السقاف قائلاً:إنني تعرضت لمثل هذه الإحباطات التي مرت بك ولكن مع ذلك لا أملك إلا أن أقول لك:-صبراً جميلاً وأظهر الجلدلا تكتئب وتنفس الصعداءليس الزمان يسر صاحبه في كل حين كلما وعدبل قد يسيء وقد يضرببه حداً يلف حباله مسداوأنعم بعيشك هانئاً جزلاًفي ظل من شنأ ومن حمداسترى الحياة جميلة خلقت لم تأل جهداً أن تمد يداحتى وأن حظيت بجاهلها صاحبه بالبؤس الذي عهدالتراك كفؤاً غالباً وترى فيك الفتى والأهل والولداوكان للإعلامي القدير الأستاذ صلاح بن جوهر مشاركة في هذه الفعالية حيث قال:-عبد الرحمن السقاف من أسرة عريقة في مجال الفكر والأدب وهذا دليل على أن عبد الرحمن استطاع أن يثبت وجوده في الساحة الأدبية من خلال حضوره القوي. ولم ينشأ فكر عبد الرحمن السقاف من فراغ الحالة الأدبية أو على هامش الإهتمام بمجال الأدب ولكنه يحمل اليوم مشعل الأسرة وكان نعم الفارس الذي أمتطى صهوة الأدب وكنت أشعر أحياناً بالشفقة من الوضع الذي كان يعيشه عبد الرحمن السقاف نتيجة وضعه في مكان لا يلبي طموحات الشاعر ولا ينسجم مع تجلياته الفكرية إجمالاً.وأضاف أن عبد الرحمن لم يقدم حتى الآن إلا الجزء اليسير من عطاءاته الإبداعية.ثم جاء دور الشاعر علي حيمد رئيس جمعية تنمية الموروث الشعبي ليدلي بدولة في الحديث عن الشاعر عبد الرحمن السقاف حيث قال:-أنا فخور جداًبعلاقتي بعبد الرحمن السقاف وحبي لعبد الرحمن هو تجسيد لحبي لعدن المدينة والبحر والحب والجمال، حبي لفن لطفي أمان وأحمد قاسم والمرشدي والجراده والزيدي ومصطفى خضر وأعتبر عبد الرحمن السقاف في مستواه الأدبي لا يقل أهمية عن كبار شعراء الأغنية في عدن.إن النصوص الغنائية التي يكتبها عبد الرحمن السقاف تذكرني بما كتبه الشاعر الكبير أحمد شريف الرفاعي لما تحمله من روح ومشاعر محب صادقة.وعبد الرحمن السقاف له بصمة كبيرة في مجال الأغنية فالكل يتذكر غنائياته الرائعة الوطنية منها والعاطفية مثل:-(صفقوا للنور يطلع في النهار) وهي من ألحان وغناء الفنان أنور مبارك.وأغنية (لو بيدي يا حبيبي) من ألحان الفنان أحمد بن غوذل وغناء الفنانة وفاء أحمد سعيد.وأغنية (مش لوحدك في حياتي )من ألحان أنور مصلح وغناء الفنانة أمل كعدل.ومن أغانيه الحديثة التي استمعت اليها من الصديق الفنان عصام خليدي أغنية (على راسي ) وأغنية (إفتقدتك). أتمنى أن تنال نصيبها من التسجيل لوسائل الأعمال حتى تجد طريقها إلى المستمع.وأضاف الشاعر علي حيمد قائلاً إن الإحتفاء اليوم في هذا المنتدى الطيب منتدى الفنان محمد سالم بن شامخ إحتفاءً بهيجاً بالصديق الشاعر عبد الرحمن السقاف الذي جاء ليزرع فينا الفرح وذلك بعد فترة غياب حجبته عن أنظار أصدقائه ومحبيه لفترة طويلة من الزمن وأن المقالة التي نشرت اليوم في صحيفة 14 زكتوبر بقلم الأستاذ عصام خليدي جعلتنا نحس بالسعادة والبهجة والسرور كونها كانت مكرسة لهذا الشاعر الجميل الذي عانى الكثير من التجاهل وعدم الإهتمام من قبل وسائل الإعلام ومن قبل الكتاب والنقاد وبالفعل فإن هذه الفعالية تعتبر تجسيداً وتعبيراً عن الوفاء والمحبة التي يكنها الجميع لهذا المبدع. ثم تحدث الأخ الشاعر والكاتب جمال شراء عن علاقته بالشاعر عبد الرحمن السقاف وقال أنه كان بالنسبة لي الأستاذ والمرجع الذي كنت أرجع إليه كثيراً عندما أكتب أي محاولة شعرية وكان يوجهني وينصحني ويصحح أخطائي.كما تحدث الفنان الشاب نجوان شريف ناجي معبراً عن مشاعر المحبة التي يكنها للشاعر عبد الرحمن السقاف.ثم ألقى الشاعر عبد الرحمن السقاف قصيدة أهداها للحاضرين تحت عنوان (سيدتي) جاء فيها:-سيدتي.. عبرت خلال عينيكدخلت مدائن العبقوطفت عوالم البشرىلأبلغ لحظة الألقِوجئتك حاملاً روحي مبعثرة على الورقيدنرن سرها النشوانويرقص في دنا العشقفإن طفقت أغاريدي محلقة على الأفقفبعض الشعر (فاتنتي) يكون عصارة القلقورب قصيدة ولدت من الأعصاب والأرقثم توجت الأمسية بباقة غنائية رائعة أهديت للشاعر عبد الرحمن السقاف وللحاضرين من قبل الفنانين نجوان شريف ناجي وعباد الحسيني.حضر الفعالية عدد كبير من الشخصيات الأدبية والفنية والاجتماعية.