الإعلام الأجنبي لم ينقل الصورة الحقيقية للدمار الذي حل بلبنان
فلسطين المحتلة/ بيروت/ وكالات:غداة هجوم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على وسائل الإعلام العربية والعالمية واتهامها بالانحياز إلى جانب حزب الله في تغطيتها للعدوان الإسرائيلي على لبنان، كشفت مؤسسة إعلامية إسرائيلية عن رصد جديد يثبت عكس ذلك. وأكد موقع "أوميديا" المختص بالشؤون الإعلامية والمعروف بتوجهاته اليمينية في تقرير شامل بعنوان "الحرب في عيون الصحافة الأجنبية" أن معظم وسائل الإعلام غير الإسرائيلية أيدت العمليات العسكرية ضد لبنان. وأشار التقرير إلى أن بيان الدول الثماني الكبرى الذي حمل حزب الله المسؤولية عن الأزمة أسهم في إحداث الانقلاب في موقف الإعلام الدولي وفي الرأي العام الأوروبي لصالح إسرائيل. وقدم التقرير نماذج من هذه الموقف ومنها افتتاحية وردت في صحيفة اليسار الإيطالية واسعة الانتشار "لي ربوبليكا" والمعروفة بمواقفها الناقدة لإسرائيل وجه فيها الفيلسوف أدريانو سوفري المعروف بصداقته لإسرائيل انتقادات لناشطي سلام وخاطبهم بالقول "توقفا عن الترهات فمعارضة استخدام القوة في هذه الحرب غير معقولة".كما أشار التقرير إلى أن صحيفة" الأوبزيرفر" البريطانية المعروفة بتحفظها من إسرائيل قد اعتمدت تحليلا للوضع دافعت فيه عما سمته حق إسرائيل بالرد على اختطاف الجنديين الذي تم في عملية حربية خارج حدود لبنان الدولية. ونوه التقرير إلى افتتاحية "الغارديان" من السادس عشر للشهر الجاري التي روت كيف أن تاريخ الشرق الأوسط يكتب مرة أخرى بدماء اليهود والمسلمين وسط تفرج العالم، مذكرة بأن الانفجار نجم عن اختطاف جنود إسرائيليين.واقتبس التقرير تصريحات مراسلين أجانب وصلوا لإسرائيل لتغطية الحرب لصحيفة "معاريف" قالوا فيها إنهم يلمسون تغييرا في مواقف وسياسات وسائل الإعلام والعاملين فيها لصالح إسرائيل منهم دانئيل بلومنتال مراسل الإذاعة الاسبانية كوبا". وقدم التقرير نماذج أخرى لتغطيات أقل تفهما لإسرائيل إضافة إلى تقارير أخرى أكثر حدة وأحادية في انتقاداتها العمليات الإسرائيلية.ونوه التقرير إلى أن عنصر الزمن يعمل في غير صالح إسرائيل في الحلبة الإعلامية الدولية، مرجحا أن تتصاعد الانتقادات لإسرائيل مع استمرار تزايد المعاناة الإنسانية في لبنان، ولكن يعود ويقول إنه حتى بداية انهيار جدار الدعم الإعلامي لتل أبيب فعليها أن تستمتع قليلا على انحسار أمواج هذا الدعم.في هذا الإطار أكدت إعلامية عربية من حيفا تعمل مساعدة في وسائل إعلام أجنبية منذ سنوات وفضلت حجب هويتها أن الصحافة الأجنبية في العدوان الراهن تتبنى الرواية الإسرائيلية، لافتة إلى أن بعض المراسلين الأجانب باتوا كاثوليكا أكثر من البابا. ونوهت الإعلامية العربية إلى أن شبكة (سي أن أن) الأميركية على سبيل المثال أوفدت إلى إسرائيل سبعة مراسلين منهم مدير دائرة الشرق الأوسط مقابل إيفاد مراسلين اثنين فقط إلى لبنان. وأشارت الإعلامية إلى أن تدهورا واضحا طرأ على وسائل الإعلام الأجنبية في تعاملها مع الصراع العربي الإسرائيلي منذ هجمات سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة 2001.وأضافت أنها كل يوم تسمع المراسلين الأجانب يرددون أن إسرائيل ضحية حزب الله والفلسطينيين " الوحوش" ويقاربون بينه وبين القاعدة وبين زعيمه حسن نصر الله وبين زعيم القاعدة أسامة بن لادن.