الجيش الأمريكي يصد هجمات في مدينة الصدر ويقتل ثلاثة
رئيس وزراء العراق نوري المالكي
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال رئيس الوزراء العراقي أمس الاثنين ان حملة على ميليشيات شيعية أثبتت أن حكومته ليست طائفية وذلك ردا على اتهامات مستمرة من العرب السنة بأنه يحابي الشيعة منذ توليه السلطة. وأمر نوري المالكي وهو شيعي بالقيام بعملية ضد ميليشيات شيعية في مدينة البصرة بجنوب العراق في أواخر مارس لإنهاء سيطرتهم على مركز تصدير النفط العراقي. وأثار الهجوم مقاومة شرسة من ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وبينما خفت حدة القتال مع قوات الأمن في البصرة خلال أسبوع اشتدت الاشتباكات مع مسلحين شيعة في مدينة الصدر معقل رجل الدين الشيعي ببغداد حتى جرى التوصل في مطلع الأسبوع إلى اتفاق لوقف القتال. وقال المالكي عن حكومته التي يقودها الشيعة في كلمة أمام البرلمان أن الأحداث التي وقعت الأسابيع الماضية أثبتت أن الحكومة محايدة وليست متحيزة وإنها لم تتخذ جانب هذا الحزب أو هذه الطائفة ضد أخرى. وأضاف أن الحكومة برهنت أيضا على انه لا امن لأي طائفة إلا إذا ضمنته الطوائف الأخرى. ومنذ تولى رئاسة الوزراء في مايو 2006 يواجه المالكي انتقادات مستمرة من الأقلية السنية بأنه قدم مصالح الأغلبية الشيعية على تلك الخاصة بالجماعات الطائفية والعرقية الأخرى بالبلاد. وتوصل التيار الصدري في البرلمان والائتلاف الشيعي الحاكم إلى اتفاق يوم السبت لإنهاء القتال في مدينة الصدر والسماح للمساعدات بالوصول إلى قاطني الضاحية وعددهم مليونا نسمة.، غير أن وقوع اشتباكات متقطعة يشير إلى أن بعض المسلحين الموالين للصدر يتجاهلون الاتفاق. وليس من الواضح منذ فترة طويلة إلى أي مدى يسيطر الصدر المناهض للولايات المتحدة على بعض المسلحين ممن يعلنون الولاء له. وقال الجيش الأمريكي أمس إن قواته قتلت ثلاثة مسلحين هاجموا دورياتهم أمس الأول الأحد وخلال الليل في مدينة الصدر. وانسحبت الكتلة السنية الرئيسية من حكومة المالكي في أغسطس الماضي شاكية من تهميش السنة وعدم حصولهم على قدر كاف من الفصل في الشؤون الأمنية. واحتشد السياسيون من مختلف المشارب السياسية والعرقية في العراق باستثناء التيار الصدري وراء حملة رئيس الوزراء على الميليشيات. وقال المالكي إن هذه العمليات تهدف إلى فرض الأمن والنظام في العراق. ويتهم مسئولون من التيار الصدري المالكي باستهداف ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر وبمحاولة تهميش التيار الذي يحظى بشعبية قبل انتخابات المحافظات في أكتوبر. ومن المتوقع أن يبلي التيار الصدري الذي قاطع الانتخابات الأخيرة للمحافظات في 2005 بلاء حسنا على حساب الأحزاب الشيعية الأخرى التي تدعم المالكي خاصة في الجنوب الشيعي. وأعرب ساسة عن أملهم في أن تستمر الهدنة في مدينة الصدر، وقال علي الأديب عضو الكتلة البرلمانية للائتلاف الشيعي الحاكم في مؤتمر صحفي مع التيار الصدري انه يأمل أن يكون ذلك الاتفاق أساسا لاتفاق أوسع يمنع الجميع من العودة إلى التوترات الأمنية التي كانت قائمة في وقت من الأوقات بين أحزاب عدة. وأضاف صلاح العبيدي المتحدث باسم الصدر أن الاتفاق هو أساس للجهود الرامية لإنهاء هذه الأزمة. وأضاف أن الجانين عليهما الآن واجب العمل من اجل تحقيق ذلك. وقال الأديب في وقت سابق ان إيران المجاورة لعبت دورا بارزا في الاتفاق الذي وقعته الفصائل الشيعية لإنهاء سبعة أسابيع من القتال في مدينة الصدر، وأضاف ان وفدا برلمانيا عراقيا ذهب إلى طهران طلبا لمساعدة إيران نظرا لما لها من تأثير على التيار الصدري. ويقول المسئولون الأمريكيون أن الصدر يعيش في إيران حيث يعتقد انه يتلقى دروسا إسلامية متقدمة.، وتوضح تصريحات الأديب النفوذ المتنامي لإيران الشيعية في العراق ويمكن أن تقلق واشنطن. وأعلن الجيش الأمريكي أمس إنه سيحد من عملياته داخل حي مدينة الصدر وحولها لرؤية ما إذا كان المسلحون ملتزمين بالاتفاق. وانهارت في الماضي اتفاقات لإنهاء القتال بين جيش المهدي الموالي للصدر وقوات الأمن العراقية. ويدعو الاتفاق رجال الميليشيات إلى تسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة بما في ذلك القاذفات الصاروخية وقاذفات المورتر التي يقول الجيش الأمريكي إنها استخدمت في إطلاق أكثر من ألف قذيفة على المنطقة الخضراء التي تضم مقر الحكومة والبعثات الدبلوماسية في بغداد منذ أواخر مارس.