صنعاء / سبأ:التقى فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية يوم أمس الاثنين بجامع الصالح بالإخوة رجال الدين.وخلال اللقاء أعرب فخامة الأخ الرئيس عن سعادته بالالتقاء برجال الدين ممن لهم باع طويل في الخطابة والإرشاد والموعظة الحسنة “التي نحن بحاجة إليها في مثل هذه الظروف الصعبة التي تشتعل فيها من وقت لآخر بعض القلاقل والفتن”. وأشار فخامة الأخ الرئيس إلى أهمية دور رجال الدين في هذه المرحلة ليوجهوا عامة الناس وعلى وجه الخصوص المغرر بهم ممن يقلقون السكينة العامة في محافظات أبين ومأرب وشبوة ولحج في ما يسمى بتنظيم القاعدة.
وقال فخامته:” رجال الدين على علم مسبق على أيدي من تربى، وعلى أيدي من ترعرع هؤلاء المغرر بهم، من الذي رباهم وترعرعوا في كنفه، والآن يقلقون السكينة العامة، ويقتلون النفس المحرمة ويقطعون السبيل، هم يتحدثون الآن عن الأجانب بينما هم تربوا على يد الأجانب، ويعرفون أين تربوا وتعلموا الإرهاب.. في أفغانستان عندما جندوا من قبل من يقولون عنهم الأجانب أو الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، لمواجهة ومقارعة المد الشيوعي في ذلك الوقت، وتحركوا مواكب إلى أفغانستان، وذلك لمقارعة المد الشيوعي والآن ارتدوا وعادوا ليقتلوا إخوانهم وأبناءهم وآباءهم المسلمين في باكستان في اليمن وفي المملكة العربية السعودية، وفي مصر وفي الأردن وفي الجزائر في كثير من البلدان الإسلامية”.وتساءل فخامة الرئيس «بأي حق تقتل النفس المحرمة.. هنا يأتي دور رجال الدين في الإفتاء والإرشاد والموعظة الحسنة لأن يعود هؤلاء الشباب إلى جادة الصواب ونحن حاورناهم أكثر من مرة وأطلقنا سجناءهم ومرة أخرى يعودون لإقلاق الأمن والسكينة العامة».
وتابع فخامته:” أخرجناهم من السجون عدة مرات بموجب ضمانات وكفالات، وتوعية من رجال الدين، وبعد أن قالوا أن هؤلاء أصبحوا صالحين، لكنهم عادوا مرة أخرى لإقلاق السكينة العامة، ولكننا سنتصدى لهم بكل قوة، ومعنا كل أبناء الوطن الشرفاء في كل مكان لمواجهة الإرهاب.. اقلقوا التنمية اقلقوا السكينة العامة” .ووجه فخامة الأخ الرئيس بتشكيل لجنة من رجال الدين “لتكون مرجعية لكل هذه الحوادث والظواهر السلبية التي تظهر من وقت لآخر، وكذا مرجعية لما دعونا القوى السياسية إليه من إجراء حوار وطني شامل وكامل يبحث في كل قضايا الوطن الصغيرة والكبيرة دون اللجوء إلى إقلاق الأمن وتبني ثقافة الكراهية أو المناطقية أو السلالية أو العصبية”.
وتابع:« كما شكلنا لجنة حوار، ونريد من لجنة رجال الدين أن تكون مرجعية لكل القضايا، ولكل الظواهر السلبية ومنها مرجعية للجنة الحوار المشكلة من كل أطياف العمل السياسي، واللجنة على النحو التالي الشيخ عبد المجيد الزنداني والقاضي أحمد محمد الشامي ومحمد إسماعيل العمراني وحسين محمد الهدار وعلي بارويس وأحمد بامعلم ومحمد علي مرعي وعبد الملك الوزير وعمر بن حفيظ وناصر الشيباني وعبدالله باهرمز والباب مفتوح لكل من يرغبون في الانضمام إلى هذه اللجنة أو ترغب اللجنة بانضمامهم إليها وهي المرجعية لكل هذه القضايا وما اختلفنا فيه سياسيا واجتماعيا وثقافيا رجعنا فيه إلى شرع الله». وأعرب فخامة الأخ الرئيس عن شكره رجال الدين، كما أعرب عن تقديره لنصائحهم وخطاباتهم ووعظهم وإفتائهم .. مؤكدا أننا في اليمن نحكم في كل قضايانا شرع الله .. داعيا بـ “التوفيق والسداد والنجاح وأن يجنب الله الوطن كل سوء ومكروه، خواتم مباركة وعيد مبارك وكل عام وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.وتحدث في اللقاء الذي بدأ بآي من الذكر الحكيم تلاها الشيخ عبدالله بارجاء، الشيخ عبدالمجيد الزنداني حول الأمن وأثره في نماء البلاد واستقرار العباد.. حيث أشار إلى أن في السلام والأمان سعادة للبشر، وبه تنهض الأمم والشعوب وتستقر الأمور لتدبير معاشهم وبناء حضارتهم..موضحا أن كل ما بني في سنوات يمكن أن تدمره الحروب والفتن في أيام وساعات لذلك شدد الدين الإسلامي بأحكامه وشرائعه على كل ما يؤدي للسلام والاستقرار والأمن فهو دين السلام والعدل والحق وأن إقامة العدل هو أساس الاستقرار والأمن.وأشار إلى أن المسلمين مستهدفون لإثارة الفتن في بلدانهم والبحث عن التناقضات في ما بينهم وإثارة النعرات والعنصرية أو الطائفية والمناطقية والفوضى في صفوفهم ولهذا فان النجاة للأمة هو أن ترجع كل نزاع إلى شرع الله.. موضحا أن قيادات اليمن قد اجتمعت من اجل الحوار وهو أمر طيب وان الحوار يمكن أن ينجح من خلال الاحتكام إلى شرع الله.وتحدث الشيخ محمد علي مرعي عن الإرهاب وأثره في تدمير البلاد وسفك دماء العباد... حيث أشار في حديثه إلى أن الله أمرنا بالأمن والاستقرار وتأمين الناس في البدو والحضر وحثنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على الحفاظ على ذلك وان نكون ملتزمين بالأمن والاستقرار والطمأنينة وما يحدث في بلادنا فيما يسمى بالإرهاب هو من شباب غرر بهم وأرسلوا لتوجيه هذه الرسائل في الظلام وأصبح كل واحد من هؤلاء مناهضاً لدين أهله ووطنه ومجتمعه.وقال” إن المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، وان ديننا أعطى الدماء و المال والأعراض حرمة ولا يجوز التعدي عليها أو سفك الدماء وارتكاب القتل وإزعاج الأمن والسكينة العامة”. وقال “ إن أي مجتمع لا يخلو من السلبيات والايجابيات ولكن علينا أن نوعي ونرشد إلى ما يصلح السلبيات ويعزز الايجابيات ولا ننكرها وهناك إيجابيات كثيرة ملموسة في مجتمعنا”.وأضاف أن على رجال الدين واجب توجيه الشباب وإرشادهم وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم ومعرفة طريق الإسلام الصحيح فالمسلم الحقيقي لا يلجأ للإرهاب وتخويف الآمنين وعلى الشباب أن يخافوا الله وأن يعملوا وفقا لما جاء به كتاب الله وسنة رسوله وليس بحسب الأهواء وغياب الأدلة الصحيحة فالإرهاب في كل الأحوال منبوذ ومن يلجؤون إليه آثمون ومخالفون للعقيدة وما أنزل الله سبحانه وتعالى.وتحدث الشيخ حسن محمد الهدار عن الدعوات الهدامة الهادفة إلى تمزيق صفوف الأمة ، مشيراً إلى أن الدعوة إلى للانفصال نقض للثوابت الدينية والوطنية، داعيا إلى تعزيز الصفوف و الحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى من يثيرون الفتنة من دعاة الانفصال أن يتذكروا قول الله تعالى “ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا “ .وقال” إن الدعوة للخروج عن طاعة ولي الأمر مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله، والله قد بين حكم من يقطع الطريق ومن يقتل النفس التي حرم الله ومن يروع الآمنين من الأطفال والشيوخ والنساء”... مستنكرا ما تعرض له الجنود والآمنين من المواطنين من اعتداءات غادرة من قبل بعض المجرمين والخارجين على شرع الله.ودعا كل من تم التغرير بهم إلى العودة إلى جادة الحق والصواب وأن يستكين الناس للهدوء والأمن والاستقرار وهذا فيه مصلحة للجميع وأن واجب النصح مسئولية تقع على عاتق الجميع حيث أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالنصح لما فيه خير الأمة وصلاحها.فيما تحدث القاضي احمد محمد الأكوع حول الوحدة اليمنية باعتبارها فريضة شرعية وضرورة حياتية، مستدلا بالآيات في محكم الكتاب العزيز وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الداعية إلى الوحدة والاعتصام بالله وعدم التفرق والتشتت والخلاف... مشيرا إلى أن مؤسساتنا الدستورية مستمدة أسسها من الشريعة الإسلامية التي تدعونا إلى توحيد الصف والكلمة وإلى التآخي والمحبة والتآلف والعمل لكل ما فيه الخير والصلاح .وتحدث عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد مقبل مرشد الكدهي بكلمة قال فيها :” إن الدين الإسلامي ليس مصدر شقاء ولكنه منبع سعادة، وليس دعوة إرهاب لكنه رسالة رحمة، وليس جانب خوف ولكنه ميثاق أمان”. ولفت إلى أن الدين يخرج نخبا عقلاء وليس مسؤولا عن الحمقى والأغبياء..كما انه ينتج عباقرة أبرارا ولا يصنع أقزاما أشرارا وأن الدين يخاطب العقل السوي والفطرة الرشيدة والضمير الحي والروح المهذبة ولا يتحمل تبعة النفس اللئيمة والخلق الدنيء والطباع المدنسة والأفكار الموبوءة مستشهدا بقوله تعالى : (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون).وأكد أهمية المحافظة على أفكار الشباب من الانحرافات المسمومة التي تؤدي بهم إلى أعمال مذمومة وتكون عواقبها مشؤومة لأننا أمام مسلكين خطيرين الأول مسلك التطرف والفجور ممثلا بالقاعدة والثاني الانحراف والغرور ممثلا بالحوثيين.. معتبرا هذين المسلكين مصدر شقاء الفرد والمجتمع والأمة جمعاء لأنه في صعدة دمرت المساجد وخربت المدارس ودمرت الطرقات وقضي على البنية التحتية لا لأجل شيء إلا بدعوى باطلة تدعي حقاً غير مشروع وأصبحوا مصدر إفساد في الأرض. وقال عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد :” إن تنظيم القاعدة أصبح أداة بأيدي من صنعهم من أعداء الإسلام بعد أن حملوا السلاح على المسلمين”.وأضاف :” نريد أن نعزز وحدتنا والائتلاف لا الاختلاف وان نعزز المحبة لا التباغض والاتفاق بدلا من الافتراق وأن على العلماء أن يقفوا إلى جانب ولي الأمر بالدعاء له وتسديده ونصحه وطاعته من طاعة الله”. ودعا الجميع إلى التوسط ونبذ العسر وإلى الاعتدال بدلا من الغلو، وقال : “يجب علينا أن لا نبطن غير ما نظهر، لأننا لسنا بحاجة إلى لبس الأقنعة والاختفاء في الظل والتستر في الظلام .. الذي نقوله في المجلس نعلنه في المسجد .. الذي ندعو إليه في الاجتماع المغلق نعلنه في المهرجان”.وتساءل عما كسبه الذين حملوا السلاح على أمتهم ومجتمعاتهم بغير حق.. حكموا على دعوتهم بالموت وعلى رسالتهم بالانتحار.وقال الكدهي :” هل اهتدى على أيديهم ضال وهل تاب بدعوتهم عاص وهل اسلم على أيديهم كافر.. بل خاف منهم القريب قبل البعيد وكذب بهم الصديق قبل العدو وحذر منهم العالم والجاهل وخدموا بأعمالهم أعداء الإسلام واضروا بالمسلمين”. كما تحدث احمد علي الفران عن فضائل الوحدة وأهميتها في حياة أبناء اليمن كنعمة ينبغي الحفاظ عليها .. داعيا الجميع إلى الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق وإلى الاتعاظ من أحداث الماضي وعبره.وقال “لقد أنعم الله علينا بالوحدة وأنقذنا بها ولقد مرت باليمن الكثير من المحن والتحديات ولكن بفضل من الله وتلاحم أبناء اليمن أطفئت نيرانها ووصل اليمن اليوم إلى ما وصل إليه من نعمة الوحدة والأمن والاستقرار”.. داعيا الشباب إلى نبذ كل الأفكار الغريبة التي تشوش عقولهم وتنحرف بهم عن دينهم ويضرون بها وطنهم.وقد أقام فخامة الأخ رئيس الجمهورية مأدبة إفطار رمضانية لرجال الدين تكريماً لهم وللدور الذي يضطلعون به في خدمة الدين والوطن.. حيث تبادل التهاني معهم بمناسبة الخواتم المباركة وقرب حلول عيد الفطر المبارك.. سائلين الله أن يعيد هذه المناسبة الدينية الجليلة على شعبنا وامتنا وقد تحقق لها كل ما تصبو إليه من الرفعة والسؤدد والازدهار.