رجل يمشي بين أنقاض مزار داتا داربار في لاهور عقب الهجوم في 2 يوليو تموز 2010
لاهور /باكستان/14 أكتوبر/رويترز : يقول محللون إن الجماعات الإسلامية تكثف هجماتها الطائفية في إقليم البنجاب أكبر وأغنى الأقاليم الباكستانية في محاولة لإحداث مزيد من زعزعة الاستقرار في الدولة الحليفة للولايات المتحدة التي تخوض بالفعل حربا ضد القاعدة وطالبان.وكثف المتشددون الاسلاميون السنة المرتبطون بالجماعتين المتشددتين على مدى الشهرين الماضيين من هجماتهم على أتباع المذاهب الاسلامية الاخرى في البنجاب بعد أن تعرضت معاقلهم في جنوب غرب البلاد لهجمات عسكرية مكثفة.ففي مايو أيار الماضي قتل أكثر من 80 شخصا واستهدف المتشددون مسجدين في لاهور للطائفة الاحمدية الذين يعتبرون أنفسهم مسلمين ولكن باكستان تعتبرهم غير مسلمين.وبعد شهر هاجم المتشددون مزار داتا داربار الذي يحظى بمنزلة خاصة لدى المتصوفة.ويقول محللون ان الهجمات في البنجاب تعتمد على استراتيجية مشتركة.وتحاول جماعات سنية متشددة استفزاز الطوائف الباكستانية المختلفة في محاولة لاشعال الاضطرابات الاهلية ما يؤدي في نهاية المطاف الى زعزعة استقرار حكومة تتعرض بالفعل لضغوط من جانب الولايات المتحدة وبلدان أخرى لاتخاذ اجراءات متشددة ضد المتشددين الذين ينشرون غالبا عنفهم خارج باكستان.والبنجاب تقليديا قاعدة السلطة للمؤسسة الحاكمة في باكستان التي تعد حليفا حيويا للجهود الامريكية لتحقيق الاستقرار في أفغانستان المجاورة وعليه فإن عدم الاستقرار في البنجاب ومن ثم في باكستان كلها مصدر قلق كبير للولايات المتحدة.وقد يؤثر عدم الاستقرار كذلك على العمليات العسكرية ضد المتشددين في الاقاليم الشمالية الغربية على الحدود مع أفغانستان.وقال المحلل الامنى والسياسي حسن عسكري ريجفي “الجماعات العسكرية الطائفية أصبحت الان أنشط في اقليم البنجاب.” ومضى يقول “هذه الجماعات تريد الآن نشر الاضطراب الاجتماعي بنشر العنف الطائفي في البلاد.”وأضاف “انها محاولة على ما يبدو من قبل المتشددين لصرف الانتباه بعيدا عن شمال غرب البلاد بفتح جبهة جديدة يتعين على الحكومة أن تتعامل معها.“ويريد هؤلاء المتشددون إضعاف معنويات الناس من خلال هذه الهجمات وزيادة الضغوط على الحكومة كي توقف عملياتها ضد معاقلهم في شمال غرب البلاد.”والعنف الطائفي ليس جديدا على باكستان وخصوصا في البنجاب الذي كان مستنبتا للعداء بين متشددين من السنة والشيعة على مدى عقود من الزمن. وفي التسعينات قتل مئات في العنف الطائفي بين السنة والشيعة هناك.وتزايدت هذه الحوادث بعد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان حيث ركزت الجماعات المتشددة اهتمامها على محاربة القوات الغربية عبر الحدود ثم لاحقا ضد الجيش الباكستاني في شمال غرب البلاد.ويقول مسؤولون ان الجماعات المتشددة في البنجاب وبعضها كان يحارب القوات الهندية في اقليم كشمير المتنازع عليه انقسمت على نفسها وأقامت علاقات مع القاعدة على مدى سنوات لكن هذه الجماعات تحظى بقدر من الاحترام بين كثير من الباكستانيين كمقاتلين من أجل استقلال كشمير.وهذا هو السبب في أن بعض المنتقدين يقولون ان حكومة البنجاب التي يقودها حزب رئيس الوزراء الاسبق نواز شريف ترفض اتخاذ اجراءات صارمة ضد الجماعات المتشددة خوفا من أن تفقد الدعم السياسي الذي تستمده من قواعدها المحافظة.ومع هذا أحدث الهجوم على داتا داربار صدمة بين أتباع الصوفية. والغالبية العظمى من الباكستانيين مسلمون سنة ومعظمهم ينتمون للصوفية. ورغم أن جماعة طالبان المتشددة من السنة الا أنهم يرفضون الصوفية.ونظمت جماعات المتصوفين مظاهرات مناهضة لطالبان في أرجاء البلاد منذ الهجوم على داتا داربار ويعتزمون تنظيم مظاهرة ضخمة في لاهور في التاسع من أغسطس اب الجاري للضغط على الحكومة من اجل تكثيف الاجراءات الصارمة ضد المتشددين الطائفيين.