كثر الحديث عن النوع الاجتماعي وانشئت لاجله المراكز البحثية والاجتماعية وعقد بشانه الندوات والمؤتمرات وبات ادماجه في الدراسات والابحاث الاكاديمية وفي قضايا التنمية من الاوليات الملحة ووضعت له الخطط والاستراتيجيات الوطنية ولكن ماذا بعد ذلك ؟مع هذا فلم تظهر على الافق نجاحات بارزة على مستوى تحقيق الاهداف المنشودة ولا تحسن في وضع المراة الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي ! بالتاكيد هناك جملة من الاسباب تقف عائقا امام كل ذلك ، ولعل نظرة متفتحه لواقع النوع الاجتماعي في المجتمع ، قد توصلنا الى معرفة موطن الخلل !!- هل لان النوع الاجتماعي ( الجندر ) فلسفة نسوية غربية تعبر عن ازمة الفكر الغربي في مرحلة ما بعد الحداثة .- هل لان هذه الفلسفة لا تقوم على اسس عملية .- هل لان هذه التجربة لم تعط دليلا ناجحا في أي مجتمع من المجتمعات- هل هناك تقصير من القائمين على تنفيذ سياسات النوع الاجتماعي .- ام ان المجتمع لا يستوعب بعد خصوصية وفلسفة النوع الاجتماعي ويراه عائقا امام تطوره ومدمرا لعاداته وتقاليده .كل هذه الاسئلة مطروحة للنقاش ، والتي من خلالها نستطيع تشخيص الواقع والمضي قدما نحو تصحيح الاخطاء في الحياة العملية فيما يخص النوع الاجتماعي .اذ لا جدوى من الحديث عن قضايا النوع الاجتماعي في كل المناسبات طالما الجهود المبذولة التي لم تؤث ثمارها . حيث يجب التنويه هنا الى ضرورة وقفة تقويمية من قبل الجهات المعنية بالنوع الاجتماعي ، لتضع الخطط القابلة للتنفيذ لا الخطط الطموحة التي لم تجد طريقها للتنفيذ لاسباب يدركها القائمون على صياغة تلك السياسات ، خطط تتماشى مع خصوصية المجتمع وواقعه الاقتصادي والاجتماعي .لا ننسى في هذا الصدد ان اليمن وقع على عدد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المهمة جدا بالنسبة للمراة منها : - الاعلان العالمي لحقوق الانسان - العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية - العهد الدولي للحقوق الاكاديمية والثقافية والاجتماعية - الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل - الاتفاقيات الدولية للقضاء على كافة اشكال التمييز ضد المراة - اتفاقيات منظمة العمل الدولية حول الاجور المتساوية ، و التمييز في التوظيف والتعيين وحول العاملين المحليين كما وضعت الحكومة اليمنية عددا من الخطط الوطنية التي تستهدف المراة وتهدف بشكل خاص الى سد الفجوة في النوع الاجتماعي في مختلف قطاعات التنمية منها :ـ-الاستراتيجية الوطنية للمراة اليمنية - الاستراتيجية الوطنية لتعليم الفتاة - الاستراتيجية الوطنية حول عمالة المراة - استراتيجية النوع الاجتماعي في المجال الاجتماعي - الاستراتيجية الوطنية حول ادماج النوع الاجتماعي في التيار الرئيسي في الزراعة والامن الغذائي الى جانب ذلك هناك استراتيجيات وطنية اخرى حاليا ذات تاثيرات مهمة على المراة وعلاقات النوع الاجتماعي ، منها : - الاستراتيجية الوطنية للتنمية البشرية - الاستراتيجية الوطنية لادماج الشباب في التنمية - السياسة السكانية الوطنية 2001ـ 2020م كما بذلت جهود خاصة لدعم مشاركة المراة في الحياة العامة والسياسية من خلال : - دعم مشاريع الشباب للانتخابات النيابية في مجلس النواب والمجالس المحلية - ترشيح النساء لمختلف المناصب الحكومية بما في ذلك المناصب القيادية - دعم المشاريع التنموية التي تستهدف المراة والنوع الاجتماعي ـ دعم ارساء قواعد اليات المجلس الاعلى لشئون المراة ( اللجنة الوطنية والامانة العامة ) انطلاقا من ذلك ، فان امكانية تصحيح وضع النوع الاجتماعي ، فعلا يحتاج الى وقفة صادقة حتى لا نجد انفسنا دائما في منتصف الطريق ، وان نستطيع ان نواصل المسار لتحقيق كامل الاهداف المناطة بالنوع الاجتماعي .[c1]كفاح داود علي احمد[/c]
|
ومجتمع
النوع الاجتماعي بين النظرية والواقع والطموح
أخبار متعلقة