بغداد / 14 أكتوبر / رويترز:بدأ جنود الجيش والشرطة والسجناء والنازحون التصويت مبكرا يوم أمس الأربعاء قبل انتخابات مجالس المحافظات في العراق التي ستحدد المشهد السياسي في أنحاء البلاد مع انسحاب القوات الأمريكية. وهذه الانتخابات هي الأولى في العراق منذ عام 2005 وإجراء الانتخابات سلميا سيكون أفضل اختبار لاستقرار العراق الضعيف وهو يخرج من سنوات الحرب الطائفية. وفي الجنوب الشيعي يأمل رئيس الوزراء نوري المالكي في الفوز بتأييد في المحافظات التي هيمنت عليها لفترة طويلة أحزاب منافسة. وفي أجزاء أخرى من البلاد يسعى السنة الذين قاطع كثيرون منهم الانتخابات المحلية السابقة إلى الفوز بنصيب أكبر في سلطة المحليات. وقال رئيس الوزراء في كلمة في حشد انتخابي أذاعها التلفزيون في مدينة العمارة الجنوبية انه لم تتبق سوى ساعات تفصل بينهم وبين هذا اليوم الذي لا ينسى وهو يوم الانتخابات. وقال المالكي الذي يواجه أيضا انتخابات برلمانية هذا العام إن ما يجعلهم سعداء هو أن الاستعدادات التي يشهدونها اليوم هي صفعة على وجه أولئك الذين يراهنون على أن العراقيين لن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع لأنهم يشعرن باليأس. ولم يتم الإبلاغ سوى عن حوادث أمنية طفيفة في النصف الأول من اليوم تمثلت في انفجار قنبلة على جانب طريق أسفرت عن إصابة مدني بجروح في هجوم على قافلة جيش في بلدة شمالي بغداد وقتل مسلحون مدنيا في متجر لإصلاح ماكينات الحياكة في كركوك. ووجهت الدعوة إلى إجراء الجولة المبكرة للتصويت الخاص اليوم أمس الأربعاء حتى يتمكن جنود الشرطة والجيش من القيام بعملهم في العملية الأمنية الكبيرة أثناء الانتخابات الرئيسية التي ستجري يوم السبت حيث سيفرض حظر علي سير العربات في الشوارع. وقال اللواء عبد الأمير رضا محمد وهو قائد فرقة عراقي بينما كان يرفع أصبعا غمست في الحبر لإثبات انه أدلى بصوته في مدينة كركوك الشمالية حيث أجلت الانتخابات الرئيسية إلى أجل غير مسمى لكن يمكن للقوات من أجزاء أخرى التصويت أن هذا اليوم هو يوم انتصار لكل العراقيين. وإجراء انتخابات ناجحة اختبار مهم لقدرة القوات العراقية على المحافظة على السلام عندما يبدأ 140 ألف جندي أمريكي في الانسحاب. ويريد الرئيس الأمريكي باراك اوباما الإسراع بإيقاع الانسحاب بعد أن وعد سلفه جورج بوش بسحب القوات بحلول نهاية عام 2011 . وأقبل العراقيون على التصويت بحماس. وسجل نحو 14400 مرشح بينهم نحو 4000 امرأة أسماءهم للتنافس على 440 مقعدا بمجالس المحافظات. وعلقت اللافتات الانتخابية على الجدران الواقية من التفجيرات والتي انتشرت في أنحاء البلاد بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 . وقال سجين يرتدي الزي البرتقالي في سجن المعقل بالبصرة حيث ضرب الحراس العديد من الصحفيين لالتقاط صور تبين وجوه السجناء «إنني لا اعرف لمن أصوت لكن شيخا كتب هذا الرقم على يدي وسوف أصوت لصالح هذا الرقم.» ولم تشهد الحملة الانتخابية حتى الآن أي تصاعد في أعمال العنف كان يخشاه القادة الأمريكيون والعراقيون. واغتيل اثنان من المرشحين على الأقل لكن الهجمات في مجملها بقيت في إطار المستويات المنخفضة منذ بدء الحرب. وعزز رئيس الوزراء قبضته خلال العام الماضي بعد أن كان ينظر إليه على انه زعيم ضعيف وشن حملة على المتشددين وفاز بالتزام أمريكي بالانسحاب خلال ثلاث سنوات. لكن قاعدة سلطته مازالت محدودة في المحافظات. وقال الشرطي محمد خلف صالح الذي وقف في صف خارج مدرسة ابتدائية في البصرة حيث وضع أفراد الشرطة مسدساتهم على منضدة في الخارج قبل أن يدخلوا للإدلاء بأصواتهم أن المالكي أعطاهم الأمن وأعطاهم في الشرطة والجيش بعض الاحترام في المجتمع. ويأمل القادة الأمريكيون في أن تؤدي الانتخابات إلى خفض أعمال العنف في الشمال المشتعل حيث سيطر الأكراد على السلطة وشعر السنة بأنه تم استبعادهم منذ أن قاطع كثيرون منهم الانتخابات المحلية التي جرت في عام 2005 . وقد يمر شهر قبل أن تتضح النتائج. ولن تتوفر النتائج الأولية قبل عدة أيام أما النتائج النهائية فستعلن بعد أسابيع. وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع أخرى إلى أن تجتمع المجالس من الائتلافات لاختيار المحافظين الجدد.