المعارك تستعر بين الكوماندوس الهنود والخاطفين
مومباي / 14 أكتوبر / رويترز :قاتل رجال كوماندوس هنود متشددين إسلاميين من غرفة إلى غرفة في اثنين من الفنادق الفاخرة من اجل إنقاذ العشرات من الأشخاص المحاصرين أو المحتجزين كرهائن في الوقت الذي أنحى فيه رئيس الوزراء باللائمة على دول مجاورة. وأنحى مانموهان سينغ رئيس الوزراء باللائمة على جماعات متشددة تتخذ من دول مجاورة للهند مقرًا لها وعادة ما يقصد باكستان في شن الهجمات التي أدت إلى قتل 109 أشخاص وإصابة 313 آخرين ما أثار المخاوف من تجدد التوتر بين الخصمين المسلحين نوويا. وحلقت طائرات هليكوبتر بينما هللت الحشود عندما تحرك رجال الكوماندوس بوجوههم المطلية بالسواد إلى داخل فندق ترايدنت اوبروي حيث يعتقد أن ما بين 20 و30 شخصا احتجزوا كرهائن وأن أكثر من 100 حوصروا في غرفهم. وانطلقت السنة لهب هائلة من طابق علوي في الفندق. وفي وقت سابق هزت انفجارات فندق تاج محل المقام منذ 105 أعوام ويعد معلمًا تاريخيًا مطلاً على النهر في المدينة حيث قامت القوات بطرد آخر المسلحين من هناك. وارتفعت ألسنة اللهب والدخان من نافذة مفتوحة. وقال ديباك دوتا لمحطة (اندي - تي - في) الإخبارية بعد إنقاذه «الكوماندوس يسيطرون على الموقف.» وبينما كان الجنود يرافقونه عبر ممرات الفندق طلبوا منه ألا ينظر إلى الجثث. وقال «قتل الكثير من المتدربين على الطهي في المطبخ.» وقتل ستة أجانب على الأقل بينهم استرالي وبريطاني وايطالي وياباني. وروى الناجون قصصا مرعبة عن مواجهات وشيكة. وقالت الممثلة الاسترالية بروك ساتشويل التي ظهرت في مسلسل «جيران» التلفزيوني انها نجت بالكاد من المسلحين بالاختباء داخل خزانة في الحمام. وقالت الممثلة في رعب للتلفزيون الاسترالي «كان هناك أشخاص يتعرضون للقتل في الممر وقتل شخص امام الحمام. والشيء الوحيد الذي اعرفه بعد ذلك هو أنني جريت بسرعة هابطة السلم وكان هناك قتيلان آخران عليه . كانت فوضى.» وتجمع الكوماندوس أيضًا أمام مركز يهودي حيث يعتقد أن حاخامًا احتجز كرهينة داخله لكن يبدو أنهم قرروا في وقت لاحق ألا يهاجموا. وأجرى مسلح متحصن داخل المركز اتصالا هاتفيا مع قناة تلفزيونية هندية عارضًا إجراء محادثات مع الحكومة من اجل اطلاق سراح الرهائن وليشكو من إساءة المعاملة في كشمير التي خاضت الهند وباكستان حربين من حروبهما الثلاثة بسببها. وقال الرجل الذي قالت القناة الهندية إن اسمه عمران وهو يتحدث بلغة الأوردو بلهجة كشميرية على ما يبدو «اطلبوا من الحكومة أن تتفاوض معنا ونحن سنطلق سراح الرهائن.» وقال «هل تعرفون عدد الأشخاص الذين قتلوا في كشمير؟ هل تعرفون كيف قتل جيشكم المسلمين؟ هل تعرفون عدد من قتل منهم في الأسبوع الحالي؟» وكان حوالي 20 من المسلحين في اوائل العشرينات من عمرهم يحملون بنادق آلية و قنابل يدوية وعلى ظهورهم حقائب مملوءة بالذخيرة قد نزلوا على الشاطئ أمس الأول الأربعاء وانتشروا في قلب المنطقة المالية والسياحية في مومباي. واستولوا على سيارة وأمطروا المارة بطلقات الرصاص وأطلقوا النار بلا تمييز على محطة للقطارات ومستشفى ومقهى يرتاده السياح. وهاجموا أيضًا اثنين من افخر فنادق المدينة المزدحمة بالسياح ومديري الأعمال. وقالت اسبرانزا اجواير مدير الحكومة الإقليمية في مدريد «القينا بأنفسنا تحت مكتب الاستقبال وخلعت حذائي وتركنا المكان يدفعنا موظفو الفندق. ولم أر أي إرهابي أو شخص مصاب. شاهدت فقط الدماء التي تعين أن أسير عليها بلا حذاء.» وقال سينغ إن نيودلهي «ستقف بشدة» ضد استخدام أراضي الدول المجاورة في شن هجمات على الهند.وقال في خطاب للأمة «الهجمات المخطط لها جيدًا والمنسقة جيدًا لها على الأرجح صلات خارجية وهي تستهدف خلق جو من الإرهاب باختيار أهداف بارزة.» وأعلنت جماعة (مجاهدي الدكن) غير المعروفة على نطاق واسع المسؤولية عن الهجمات. وهزت الهجمات التي وقعت في ساعة متأخرة من الليل الاقتصاد الهندي الذي يتعرض بالفعل لضغوط وأغلقت السلطات الهندية أسواق الأسهم والسندات والصرف الأجنبي بينما فرضت الشرطة وقوات الكوماندوس حصارًا على المسلحين. وجاءت الهجمات التي نفذتها مجموعات صغيرة مسلحة بأسلحة آلية وقنابل على الفندقين ومواقع أخرى في المدينة وسط انتخابات في ولايات منها ولاية كشمير وتنذر بزعزعة استقرار البلاد قبل الانتخابات العامة العام القادم. ومن المتوقع أن تخيف الهجمات المستثمرين في واحد من أكبر اقتصاديات آسيا وأسرعها نموًا.وشهدت مومباي عددًا من الهجمات في الماضي لكنها لم تكن هجمات تستهدف الأجانب بهذا الوضوح. وكان الأجانب قد باعوا بالفعل كثيراً من أصولهم في الهند ويخشى الآن حدوث انخفاض كبير في قيمة الروبية. ووصف وزير التجارة الهندي كمال نات الهجمات بأنها «حادث مؤسف» لكنه لا يتوقع تباطؤا في الاستثمارات. ويمكن أن توجه هذه الهجمات ضربة للحكومة الهندية التي يقودها حزب المؤتمر قبل الانتخابات العامة المقررة عام 2009 . وكانت الحكومة قد تكبدت خسائر في عدد من انتخابات الولايات خلال عام. وانتقد حزب المعارضة الرئيسي بهاراتيا جاناتا الهندوسي الذي حقق نتائج طيبة في انتخابات الولايات الحكومة لتهاونها مع الإرهاب في أعقاب سلسلة من الهجمات وقعت في مدن هندية هذا العام. ووصل عدد كبير من المهاجمين بالزوارق أمس ألأول الأربعاء قبل أن يهاجموا بمجموعات صغيرة فندقي تاج محل واوبروي كما هاجمت مستشفى ومحطة للسكك الحديدية ومقهى (كافيه ليوبولد) الذي ربما يكون أشهر الأماكن المفضلة للسياح في المدينة وأخذوا يطلقون النار بشكل عشوائي ويلقون القنابل. وقال الخبير الاستراتيجي اوداي بهاسكار إن الهجمات يمكن أن تذكي التوترات بين المسلمين والهندوس. وأغلقت مدارس مومباي وفرض حظر تجول حول بوابة الهند وهي نصب من فترة الاستعمار لكن حركة القطارات لم تتوقف وتوجه الناس إلى أشغالهم وهم مذهولون.وقالت الشرطة الهندية إن 12 شرطيًا قتلوا في الهجمات من بينهم هيمانت كاركاري رئيس فرقة مكافحة الإرهاب في مومباي. من ناحية أخرى ذكر مسؤول بالسفارة الإسرائيلية في نيودلهي أن عشرة إسرائيليين على الأقل وربما أكثر محتجزون في مبان أو اتخذهم مسلحون رهائن في العاصمة المالية للهند مومباي. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته «يمكن أن يكونوا من عشرة إلى 20 ويمكن أن يكونوا أكثر.» وأضاف «لا اعتقد أنهم اقل من عشرة.»