قرويون باكستانيون يفرون من هول المعارك في وزيرستان
تانك (باكستان) / 14اكتوبر/ رويترز:هاجمت القوات الباكستانية المدعومة بنيران المدفعية حركة طالبان أمس الاثنين مع تحرك الجيش من أجل السيطرة على معاقل المتشددين في وزيرستان الجنوبية الواقعة على الحدود مع أفغانستان.ويمثل القتال اختبارا جديدا لتصميم الحكومة على مواجهة التمرد المتصاعد الذي شهد سلسلة هجمات في أجزاء مختلفة من البلاد منها هجوم على مقر للجيش قتل فيه أكثر من 150 شخصا.وأكد الجيش بعد ظهر أمس الاثنين ان 18 متمردا وجنديين قتلوا في الأربع والعشرين ساعة الماضية ليصل عدد قتلى المتشددين إلى 78 قتيلا إضافة إلى تسعة جنود قتلوا منذ بدء الهجوم الذي طال انتظاره في وقت مبكر من صباح السبت الماضي.ولم يتسن الحصول على تأكيدات مستقلة عن عدد القتلى.وترقب الولايات المتحدة وقوى أخرى لها وجود في أفغانستان الصراع وأمس زار الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في المنطقة باكستان لإجراء محادثات.ويقاتل نحو 28 ألف جندي ما يقدر بنحو عشرة آلاف من مقاتلي طالبان الأساسيين ومنهم نحو ألف من المقاتلين الاوزبك الأشداء وبعض أعضاء تنظيم القاعدة من العرب.ويؤكد الجيش انه طوق المتشددين في منطقتهم الرئيسية في شمال وزيرستان الجنوبية وان الجنود يهاجمونهم من الشمال والجنوب الغربي والجنوب الشرقي.لكن المتشددين أعدوا على مدى أعوام خنادقهم في المنطقة الجبلية الجرداء والصحراء المترامية.وذكر الميجر جنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش أن الجنود سيطروا على مناطق مرتفعة حول بلدة كوتكاي الصغيرة، في حين أوضح مسئول حكومي بارز يقيم في بلدة تانك أن القوات لم تواجه سوى مقاومة ضئيلة بشكل مفاجئ حتى الآن.وذكر المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه “المقاومة كانت أقل من المتوقع إذ أن المنطقة التي يدور فيها القتال جرداء ومن السهل قصفهم فيها بمقاتلات هليكوبتر.”وأضاف “لكن فور دخولهم مناطق الغابات فاننا نتوقع معركة حقيقية.”وعلى مقربة تكدست شاحنات ترافقها سيارات جيب مسلحة بمدافع آلية تنقل الجنود والإمدادات للجبهة.ولا يسمح للصحفيين الاجانب بدخول المنطقة كما أن من الخطر أن يزورها الصحفيون الباكستانيون. وغادر العديد من الصحفيين الباكستانيين المتمركزين في وزيرستان الجنوبية المنطقة.وفر أكثر من مئة ألف مدني من جنوب وزيرستان تحسبا للهجوم وخرج من المنطقة نحو 20 ألف في الأيام القليلة الماضية. وأكد ضابط بالجيش أن عدد الفارين قد يصل إلى 200 ألف.وفي حين اعتاد المستثمرون في سوق الأسهم الباكستانية على الهجمات إلا أن أعمال العنف على مدى الأسبوعين الماضيين اثارت قلقهم ودفعت أسعار الأسهم للهبوط بحدة يوم أمس الاثنين لتغلق على انخفاض بنسبة 4.34 بالمئة ويسجل مؤشر البورصة 9411.29 نقطة.وسبق أن شن الجيش هجمات في وزيرستان الجنوبية لم تستمر طويلا وكان أولها عام 2004 عندما مني بخسائر جسيمة قبل أن يوقع اتفاقا للسلام.ولكن محللين يقولون هذه المرة ان الجيش والحكومة والمواطنين اتفقوا جميعا على أن الوقت حان للتعامل مع حركة طالبان الباكستانية.وقد يكون هذا الهجوم أصعب اختبار للجيش الباكستاني منذ أن انقلب المتشددون على الدولة ولعله يأمل في أن تظل فصائل طالبان الافغانية في أماكن أخرى في وزيرستان الجنوبية ووزيرستان الشمالية خارج المعركة.ويتوقع المحللون ان تضعف المقاومة اذ ان أعضاء الفصيل الرئيسي لحركة طالبان في باكستان اجبروا على الخروج من معاقلهم.وقال البريجادير المتقاعد اسعد منير المسؤول السابق بالمخابرات الداخلية “عندما تسيطر القوات على وزيرستان تضعف المقاومة بالتأكيد.” واشار الى انه يتوقع ان يستمر الهجوم ستة أسابيع على الاقل.وقال ان المتشددين قد يكثفون الهجمات بالقنابل في المدن في بادئ الامر لكن فور خروجهم من معاقلهم “فان قدراتهم الاساسية على التدريب واطلاق الناس في مختلف ارجاء باكستان.. ستخف بدرجة كبيرة.”وليس من المتوقع ان يسفر خروج المدنيين عن أزمة انسانية شبيهة بتلك التي وقعت العام الحالي عندما فر نحو مليوني شخص من الهجوم الذي شنه الجيش في وادي سوات بشمال غرب اسلام أباد اذ يقيم معظمهم مع أصدقائهم أو في عقارات خاصة بهم.والعديد من سكان جنوب وزيرستان وعددهم 500 الف لديهم منازل في مناطق تسيطر عليها الحكومة في الشرق. وعادة ما يتجه الناس الى وزيرستان في الصيف.