أضواء
مطلق مساعد العجمي :وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية توافدوا إلى جدة أمس الأول(الثلاثاء 3سبتمبر) لعقد الدورة ( 108) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون. والمجلس الوزاري يتكون من وزراء الخارجية وهو السلطة التي تلي سلطة المجلس الأعلى لمجلس التعاون الذي يتكون من زعماء الدول الست الأعضاء.. وقد مضى على تأسيس مجلس التعاون (G.C.C) سبعة وعشرون عاما، إذ نشأ العام (1981) ..وإذا قسمنا عدد الدورات التي عقدها المجلس الوزاري وهو (1981) على عدد سنوات عمر المجلس فإن معدل الاجتماعات يبلغ اربعة اجتماعات في السنة، وهذا يدل على المسؤوليات الكبيرة التي يضطلع بها المجلس الوزاري ويدل على المثابرة ومواصلة العمل بشكل مكثف حتى ولو جاءت الحصيلة أحيانا متواضعة لأن الظروف ليست على الكيف ولا المشتهى دائما!! وسنعطي فيما يلي مثالا حيا على تحمل وزراء خارجية دول مجلس التعاون ما لا يتحمله اي وزراء للخارجية في العالم مجتمعين او منفردين، والمثل هو الموضوعات الواردة على جدول أعمال الدورة (108)للمجلس الوزاري واهمها تطورات الاوضاع في العراق (يعني مصيبة العراق) وبلاوي لبنان .. وكوارث فلسطين والأزمات الكبرى القائمة في السودان والصومال وقضية الجزر الإماراتية .. والعلاقات الإيرانية الخليجية التي توترها إيران يوميا .. وتطورات العلاقة بين وكالة الطاقة الذرية الدولية وإيران .. فقط لاغير!! وكل واحدة من هذه القضايا والمصائب والكوارث والأزمات التي ذكرناها كفيلة بإشعال إقليم مكون من عدة دول عدا دولنا المذكورة -المشتعلة منذ سنين وعقود- أو بتفجير حرب عالمية ثالثة .. وربما رابعة ؟! ورغم ذلك فإن وزراء خارجية التعاون يذهبون ويعودون من اجتماعاتهم الدورية وهم يبتسمون لكاميرات المصورين والصحافيين .. وحتى لا يتطير المتطيرون من وزراء خارجيتنا الأعزاء، نبادر بالقول «عيوننا عليكم باردة؛..وخمسة وخميسة» و«حصوة في عين إلي مايصلي على النبي».. و«عين الحسود فيها عود»!! وأتحدى دول العالم وأقاليمه أو اتحاداته الإقليمية، أن يكون لديها نصف ما لدى عالمنا العربي -والخليج جزء منه- من المصائب والكوارث والأزمات والعواصف السياسية، وأن يتحمل وزراء خارجيتها ربع ما يتحمله وزراء الخارجية في إقليمنا الخليجي او العربي .. مستحيل أن يحدث ذلك .. وإذا حدث لديهم ذلك فإن وزراءهم سيعمدون الى الانتحار أو التنحي عن مناصبهم او يتحولون الى مرضى نفسيين وعقليين لهول الصدمات التي يتعرضون لها ..فلم ينتحر منهم أحد لأن الانتحار حرام .. ولم يتنح منهم أحد لأن المشاكل المحيطة بهم ليست من صنعهم، بل من صنع بعض السفهاء منا، ومن صنع الأعداء والحاسدين، ولم يصب أحد منهم بصدمة تجعله مريضا عقليا ونفسيا لأنهم اعتادوا على الصدمات، وأصبح لديهم مناعة !! لذلك فقد أتقدم لمؤسسة كتاب «جينيس» للأرقام القياسية وأدعوها لقياس تحمل وزراء الخارجية لدينا بتحمل نظرائهم عند غيرنا. وأنا على يقين من أننا سنفوز برقم قياسي عالمي لم يسبقنا إليه أحد .. ولن يخلفنا فيه أحد وهذا إنجاز كبير .. إن جاز التعبير !! وياصبرنا على بلاوي غيرنا! [c1]عن/ صحيفة (أوان) الكويتية [/c]