بسبب الضربات الصاروخية الأمريكية
بيشاور (باكستان) / 14 أكتوبر / رويترز:قال متحدث حكومي باكستاني يوم أمس الخميس إن باكستان تريد من الولايات المتحدة أن تعيد التفكير في استخدامها لطائرات دون طيار لمهاجمة متشددين وذلك بعد ساعات من مقتل 11 شخصا في هجومين صاروخيين. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما اليوم الجمعة نتيجة مراجعة بشأن السياسة الأفغانية والباكستانية. وقال اوباما إن الولايات المتحدة لا تنتصر في أفغانستان وذلك بعد أكثر من سبع سنوات من إطاحة قوات بقيادة أمريكية بحركة طالبان. وأشارت صحيفة (نيويورك تايمز) الصادرة الأسبوع الماضي إلى تقرير لها أن الولايات المتحدة تفكر في توسيع الحرب السرية التي تشنها في باكستان. وقال متحدث باكستاني إن الحكومة تأمل أن تعيد واشنطن التفكير في الضربات الصاروخية. وفي بيان صحفي دوري قال عبد الباسط المتحدث باسم وزارة الخارجية : «كما قلنا فإن هذه الهجمات تؤدي إلى نتائج عكسية ونأمل كنتيجة لمراجعة السياسة في واشنطن أن يكون لدينا نتيجة إيجابية.» وذكر مسؤولون بالمخابرات الباكستانية في منطقة وزيرستان الشمالية أن صواريخ يعتقد أن طائرة أمريكية من دون طيار أطلقتها في وقت مبكر يوم أمس الخميس قتلت أربعة أشخاص في المنطقة. وبعد ساعات قتلت ضربة أخرى سبعة أشخاص في إقليم وزيرستان الجنوبية المجاور. وبدأت الولايات المتحدة التي شعرت بالإحباط منذ العام الماضي لحصول تمرد متصاعد في أفغانستان على دعم من الجانب الباكستاني من الحدود تشن المزيد من الهجمات باستخدام الطائرات دون طيار. وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن النجاح في أفغانستان مستحيل بدون التعامل مع ملاذات المتشددين في شمال غرب باكستان. واتهم زعيم للقاعدة في أفغانستان الحكومة الباكستانية بمساعدة الولايات المتحدة في شن ضربات جوية. وقال مصطفى أبو اليزيد في شريط فيديو على مواقع إسلامية على الانترنت إن حكومة باكستان تفتح مطاراتها في مناطق القبائل امام طائرات التجسس الأمريكية وتقدم لها المعلومات للقصف والتدمير والقتل. ويشير إحصاء يستند إلى تقارير من مسؤولين باكستانيين وسكان ومقاتلين إلى أن طائرات أمريكية بلا طيار شنت اكثر من 30 ضربة جوية منذ العام الماضي قتل فيها نحو 300 شخص بينهم عدد من أعضاء تنظيم القاعدة من المستوى القيادي المتوسط. وبهذا الصدد يشكو الجيش والحكومة في باكستان من أن سقوط ضحايا من المدنيين في الضربات الصاروخية الأمريكية يغذي التأييد للمتشددين. وأشار مسؤولون في المخابرات إلى أن أربعة قرويين قتلوا في الهجوم الصاروخي بالقرب من بلدة مير علي في وزيرستان الشمالية. لكن مسؤولا عسكريا قال إن الانفجار لم يكن بسبب صاروخ وإنما بسبب متفجرات تحملها شاحنة. وتطرق مسؤولو المخابرات إلى أن أربعة متشددين من العرب كانوا ضمن القتلى في هجوم وقع أمس الأول الأربعاء على مركبتين في وزيرستان الجنوبية معقل بيت الله محسود زعيم حركة طالبان الباكستانية. وفي تطور آخر قال مسؤولون إن مفجرا انتحاريا قتل تسعة أشخاص في مطعم يرتاده متشددون معارضون لمحسود في بلدة جاندولا في وزيرستان الجنوبية. وتزامنت الهجمات الصاروخية مع إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أو تحديد موقع محسود وسراج الدين حقاني الذي يتزعم فصيل حقاني المتشدد والذي تتمركز شبكته في وزيرستان الشمالية وإقليم خوست الأفغاني المجاور. ووالد سراج الدين الذي يدعى جلال الدين حقاني هو قيادي مخضرم للمجاهدين الأفغان وأقام صداقة مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في الثمانينات عندما كانا يقاتلان القوات السوفيتية في أفغانستان. واتهم مسؤولون باكستانيون ووكالة المخابرات المركزية محسود بالوقوف وراء اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في ديسمبر كانون الأول 2007. وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن حقاني لم ينف إلقاء المسؤولية عليه في محاولة اغتيال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في ابريل نيسان من العام الماضي. ويعتقد أيضا أن جماعة حقاني كانت وراء تفجير انتحاري قتل فيه العديد من الأشخاص خارج السفارة الهندية في كابول في يوليو تموز الماضي.وفي حينها ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) في تقرير لها أن المخابرات الأمريكية لديها دليل على أن المهاجمين على اتصال بعملاء باكستانيين. وذكرت يوم أمس الخميس صحيفتا (نيويورك تايمز) (ووول ستريت جورنال) أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن عملاء باكستانيين يدعمون طالبان ومتشددين آخرين في أفغانستان. ورفض المتحدث عبد الباسط التقارير باعتبارها «ليست سوى صحافة تسعى للإثارة.» وقال «هذا يفوته الحقيقة الأساسية أن هناك تعاونا قويا وارتباطا بين باكستان وأفغانستان والولايات المتحدة ودول أخرى في مكافحة الإرهاب.» وعلى الصعيد نفسه ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن مسؤولي المخابرات الأمريكيين والباكستانيين يعدون قائمة بأهداف للطائرات بدون طيار وأن المسؤولين الباكستانيين يريدون إضافة المتشددين الذين يقفون وراء الهجمات داخل باكستان إلى القائمة.