بغداد / 14أكتوبر / رويترز : قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس خلال زيارته للعراق أمس الثلاثاء ان انسحاب القوات الامريكية المقاتلة من قواعدها في المدن يحقق اهدافه حيث تتولى القوات العراقية زمام الوضع الأمني الهش. ومن المتوقع ان يتناول جيتس مبيعات السلاح المحتملة للعراق خلال زيارته ويحاول المساعدة في رأب الصدع بين الاغلبية العربية والاقلية الكردية التي يخشى كثيرون ان يقوض الشقاق بينهما المكاسب الامنية التي تحققت حتى الآن. وقال جيتس عن التعاون الامريكي العراقي في اعقاب 30 يونيو حزيران الذي كان الموعد النهائي لانسحاب القوات المقاتلة الامريكية من قواعدها في المدن «لا يوجد ولي أمر و لا محتل أو مهما كان المسمى الذي تطلقه وانما هناك احساس حقيقي بتمكين العراقيين.» وكان الانسحاب علامة بارزة في خطة سحب جميع القوات الامريكية من العراق بحلول عام 2011 لكنه اثار المخاوف لدى بعض العراقيين من ان القوات المحلية التي لم تختبر من قبل لن تكون قادرة على منع العراق من الانزلاق نحو اراقة دماء أشد. وقال جيتس للصحفيين بعد القاء خطاب امام الجنود الامريكيين في قاعدة طليل الجوية التي تكسوها اشعة الشمس في احد ايام الصيف الحارة «اشعر حقا بالتشجيع رغم انه مر اقل من شهر على الانسحاب.» وقال ان الوضع الأمني «مختلف بصورة مذهلة» عما كان في زيارته الاولى للعراق كوزير للدفاع في ديسمبر كانون الاول عام 2006 في ذروة اراقة الدماء الطائفية التي ادت الى قتل الآلاف من العراقيين منذ الغزو الامريكي في عام 2003. واجتمع جيتس مع نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي ومن المقرر ان يجري محادثات مع وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم. كما يزور وزير الدفاع الامريكي المنطقة الكردية شبه المستقلة في شمال العراق حيث تزداد الفجوة فيما يبدو بين المسؤولين هناك والحكومة المركزية في بغداد التي يهيمن عليها العرب في خلافات حول النفط وأراض متنازع عليها ومن المتوقع ان يجتمع برئيس الاقليم الكردي مسعود البرزاني. ويصر الاكراد على مواصلة مطالبتهم بمناطق مثل كركوك المنتجة للنفط في اطار حرصهم على سيطرة اكبر على احتياطيات النفط والغاز. وتسعى الولايات المتحدة لمنع اي اشتباكات قد تعود بالنفع على مقاتلين من السنة يسعون الى تصوير انفسهم على انهم حصن للعراق من التعديات الكردية. وقال مسؤول وزارة الدفاع الامريكية الذي طلب عدم نشر اسمه «نحن الآن في موقف يمكننا من القيام بدور الوسيط النزيه.» وصرح بأن القوات الامريكية في شمال العراق تقوم بدور هام « لبناء الثقة» في نزاعات ذات صلة بقوات أمن كردية متمركزة خارج كردستان. وأضاف «البعد العربي-الكردي هو على الارجح الاكثر إلحاحا في الوقت الراهن فيما يتعلق بالقضايا التي تحتاج الى التعامل معها لتعزيز مكاسبنا الامنية.» واجرى الاقليم الكردي انتخابات برلمانية ورئاسية في الاسبوع الحالي وبالرغم من وجود تحد غير مسبوق للمعارضة فليس من المتوقع ان تطيح بالسلطة الحاكمة حاليا. ويأمل جيتس ان يبني محادثاته على ما تحقق خلال المحادثات التي جرت الاسبوع الماضي بين المالكي والرئيس الامريكي باراك أوباما في واشنطن في اطار السعي الى ما وصفته الدولتان بروابط ثنائية « أكثر طبيعية» مع تواصل الانسحاب التدريجي للقوات الامريكية من العراق. وجزء من هذا هو مليارات الدولارات التي من المتوقع ان ينفقها العراق على الاسلحة. وأبلغ الفريق أنور أحمد قائد القوات الجوية العراقية رويترز في مارس آذار ان بغداد تريد ان تشتري في البداية 18 طائرة اف 16 هذا العام بهدف الحصول على 96 طائرة بحلول عام 2020 مشيرا الى مخاوف من ايران وسوريا. وقال المسؤول الامريكي «قلنا اننا نعتقد انها فكرة جيدة ان يحصلوا على مقاتلة متعددة المهام تكون من انتاجنا. «نعتقد ايضا انه من مصلحة العراق ان يشتري سلاحه من أقل قدر ممكن من الموردين لانك تتحدث هنا عن عمليات نقل وامداد وصيانة والتشغيل المتناسق» مع الاسلحة الاخرى. وأبلغ الكونجرس الامريكي بالفعل بصفقات سلاح محتملة مع العراق قيمتها تقدر بتسعة مليارات دولار منها دبابات ام1 ايه1 التي تنتجها شركة جنرال دايناميكس وطائرات هليكوبتر حربية اما من بوينج او تكسترون بالاضافة الى طائرات شحن طراز سي-130 جيه من انتاج لوكهيد. وكانت فرنسا والصين وروسيا من الدول التي باعت اسلحة للعراق في الماضي. وصرح المسؤول الامريكي بأن وزير الدفاع العراقي أبلغ مسؤولي الدفاع الامريكيين خلال اجتماع عقد الاسبوع الماضي بمقر وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان العراق تحدث مع «اناس آخرين» بشأن المقاتلات المتعددة المهام.