قال : سنستمر في المصالحة مع حماس وفي العمل السياسي والمفاوضات مع إسرائيل
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمر صحفي في القاهرة يوم الثلاثاء
رام الله (الضفة الغربية)/14اكتوبر/ (رويترز) - أبقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس السبت الباب مفتوحا أمام المصالحة الفلسطينية بين حركة فتح التي يتزعمها وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة بعد يوم من اصداره مرسوما رئاسيا حدد فيه 24 يناير كانون الثاني موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.وقال عباس في كلمة له أمام اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله أمس السبت “سنستمر في المصالحة (مع حماس) وفي العمل السياسي والمفاوضات (مع اسرائيل) حسبما الزمنا انفسنا به وهو الشرعية الدولية.”واوضح عباس ان اصدار المرسوم الذي حدد اجراء الانتخابات في موعدها الدستوري في 24 يناير كانون الثاني بعد ان كان قد قبل بتأجيلها حتى شهر يونيو حزيران جاء بسبب فشل جهود المصالحة مع حماس والتي تتوسط فيها مصر وأضاف “الآن هناك استحقاق دستوري.. هناك قانون وهناك واجب.. هذا الموضوع (اصدار المرسوم) ناقشناه في كل المؤسسات قبل ان نعلنه اليوم في الصحف.”وتابع “نحن مستمرون في الاستحقاق الدستوري المطلوب منا ان نعمله... وسنسير الى الامام ونأخذ الامور بمنتهى الجدية ولا يظن احد اننا... نناور في موضوع المرسوم ونتائج المرسوم وتطبيق المرسوم.”ورفضت حماس التي فازت باغلبية ساحقة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت عام 2006 دعوة عباس لاجراء الانتخابات في موعدها الدستوري قبل التوصل لاتفاق مصالحة وقالت انها لن تسمح باجراء الانتخابات في قطاع غزة الذي تسيطر عليه مشيرة الى أنها قد تجري انتخابات من جانبها في غزة وهو ما قد يوجد رئيسين وبرلمانين ورئيسي وزراء متنافسين.ورفض عباس ما ذهبت اليه حماس من تشكيك في قانونية المرسوم الذي اصدره مساء يوم الجمعة.وقال “لابد ان تنتهي معاناة الشعب الفلسطيني في غزة ومعاناة مئة الف فلسطيني لا زالوا يعيشون في العراء وحماس تعيش في بحبوحة في كل مكان.”وفي قطاع غزة قال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس عن كلمة عباس في رام الله “هذا الخطاب مليء بالكذب والتضليل والمتناقضات.”وأضاف أن عباس “حاول أن يؤلب الرأي العام على حركة حماس وعلى المقاومة الفلسطينية.”ويعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية دورة عادية تحت اسم (القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة) يناقش فيها الأوضاع السياسية الداخلية اضافة الى المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي ومن المتوقع ان تحظى دعوة عباس إلى إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري بدعم من المجلس المركزي.وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد دعا أول أمس الجمعة إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 يناير كانون الثاني لكنه لا يواجه أي سيناريوهات جيدة:- اذا لم يتم التوصل لاتفاق بين حركة فتح التي يتزعمها عباس ومنافسيه الاسلاميين في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) فان الرئيس الفلسطيني المدعوم من الغرب سيضطر الى خوض الانتخابات بمفرده ويختار مرشحين في قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حماس التي سيكون من السهل عليها تعطيل الانتخابات. وقد يؤدي اجراء الانتخابات بهذه الطريقة إلى تعزيز الانقسام في صفوف الفلسطينيين.- حماس التي فازت بآخر انتخابات برلمانية فلسطينية قالت انها ستمنع اجراء الانتخابات ما لم تتوصل لاتفاق مع حركة فتح. وقال مسؤول بارز في حكومة حماس المقالة في قطاع غزة ان الحركة الإسلامية تبحث إجراء انتخابات منفصلة ردا على مرسوم عباس.- وقد تعين حماس رئيسا من جانب واحد مع انتهاء فترة رئاسة عباس في يناير وهي خطوة ستعمق الشقاق. وكان عباس عرض إرجاء الانتخابات حتى يونيو حزيران إذا وافقت حماس على اتفاق مصالحة تتوسط فيه مصر لكن حماس ترفض التوقيع على الاتفاق حتى الآن. وقال مساعد لعباس يوم الجمعة انه لا تزال هناك إمكانية لإبرام اتفاق بين الحركتين.- ومن غير المرجح أن تسمح الحكومة الإسرائيلية ذات التوجه اليميني بإجراء انتخابات في القدس الشرقية العربية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 وضمتها إليها فيما بعد في خطوة لا تحظى بتأييد المجتمع الدولي. وقد يضعف إصدار إسرائيل قرارا بحظر التصويت في القدس -رغم أن إسرائيل سمحت بذلك تحت ضغط دولي عامي -1996 و2006 من عباس ويثير تساؤلات حول شرعية التصويت وهي ورقة قد تستغلها حماس جيدا.- وقد يؤدي إجراء انتخابات دون حماس إلى أن يكون للفلسطينيين رئيسان وبرلمانان ورئيسان للوزراء ما سيمثل انتكاسة كبيرة لمساعي الفلسطينيين إقامة دولة لهم في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية.- وإذا تم التوصل لاتفاق في اللحظة الاخيرة بين فتح وحماس ما يمهد الطريق أمام إجراء الانتخابات في يونيو فان عباس قد يعلن تأجيل الانتخابات حتى صيف العام المقبل.