القاهرة /14اكتوبر/ آية الحمصاني: من أنت ؟ سؤال ربما يكون من الصعب أن نجد إجابة عليه ، لأن الإبحار في عالم الشخصيات يضعنا أمام العديد من الاستفسارات والرؤى التي قد تقودنا إلي عالم غامض مليئ بالدهشة والحيرة .. والمواقف التي يضع فيها الشخص نفسه قد تكون عاكسة لقوة هذه الشخصية أو ضعفها - فمن الأزمات تصنع الرجال- ونحن خلال رحلتنا عبر الشخصيات سوف نتعرف على أنواع عديدة من هذه الشخصيات ونعرف أسباب وملابسات تكوينها .. في خطوة للوصول إلي معرفة أنفسنا والتعرف علي سماتها التي تميزها وإليك التفاصيل. من أهم أنواع الشخصيات الانعزالية .. مايعرف بالشخصية الانعزالية وشعارها المفضل ( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب) وهي تتميز بالخجل الشديد لدرجة أن صاحبها لايستطيع أن يقيم علاقات اجتماعية مع الآخرين وإذا حدث ذلك فيكون مع عدد محدود ممن تضطره الظروف إلي الاقتراب منهم وغالباً ما يكونون مثله . فصاحب هذه الشخصية يجد متعته وحيداً أما إذا اضطرته الظروف للقاء الآخرين فإنه يفقد الشعور بالطمأنينة والراحة ، يكره المناسبات الاجتماعية لأنه يضطر فيها للقاء الآخرين لذا فهو يظل منعزلا ومنغلقا علي نفسه ولعل هذا هو السبب الذي يجعله لا يستطيع أن يعبر عن ذاته وعواطفه فهي مختزنة بداخله ولا يظهرها ولكن الآخرين يظنون خطأ أن عواطفه متبلدة!!والغريب أن الإنطوائي يكون سعيداً كلما بقي منعزلاً عن الآخرين ولعلنا نلاحظ أن تركيزه محدد بحيث إنه لا يستطيع أن ينجز إلا إذا ركز في عمل واحد وله مقدرة فريدة علي الصمت. [c1]شخصية قهرية [/c]تتصف بالانضباط والالتزام الشديدين لدرجة يصعب تصديقها فهي تلتزم بأدق الأشياء من خلال العرف والقوانين وترفض أن ينتقدها أحد. ويتميز صاحبها بشدة العناد والتمسك برأيه > لآخر نفس <كما يقال بالعامية . فليس عنده أي استعداد للتنازل عن رأيه . وهو صريح ومباشر ولا يعرف أساليب اللف والدوران ولا يهمه رأي الناس لذا فعندما يتحدث يقول دون مجاملة فهو جامد ومتماسك إلي حد كبير ، لا يقبل الأعذار ومبدؤه أنه مادام قال شيئاً فيجب الالتزام به.هذه النوعية من الشخصيات عندما تقول تفعل وإذا وعدت فلا خلف والوقت عنده مقسم لاهتمامات لايطغي بعضها على بعض فمثلما ينتقد البعض الانطوائي بأن عواطفه متبلدة فالشخصية القهرية تنتقد بقلة الذوق والنفور منها لأن صراحتها لا تعجب أحدا.[c1]هستيرية [/c]أما الشخصية الهستيرية فتري أن > أحباء الأمس قد يصيرون أعداء اليوم < فهذه هي القاعدة أو الرؤية التي لديها ، ويالها من شخصية مثيرة للجدل هوائية في تصرفاتها ، سريعة التقلب ، وإذا تكلمت معها تجدها تتحدث معك وتوهمك بنها تفكر فيك شخصياً ولكنك لابد أن تدرك الحقيقة المؤلمة وهي أنها لا تفكر في أحد ولاتهتم إلا بنفسها فقط تحاول أن تجذب انتباهك إليها وهي في الحقيقة شخصية سريعة التقلب ليس لديها استمرار في العلاقات الاجتماعية . ويالها من أزمة تواجهها هذه الشخصية إذا تغير شيئ في جسدها مثل زيادة وزنها بضعة كيلو جرامات ، أو زحفت علي وجهها بعض التجاعيد البسيطة فسرعان ما تتوتر وتتردد علي الأطباء حتي تطمئن علي أن جمالها لم يمس لأنها هيستيرية ، وعلي المستوي الانفعالي لو تعرضت لأي موقف صعب أو أزمة فسرعان ما تنهار وتفقد السيطرة علي نفسها فهذه الشخصية تحقق نجاحاً في الأعمال الفنية والعلاقات العامة والدعاية والإعلان فهي تستطيع أن تلفت الانتباه إليها وإلي عملها من خلال مهاراتها الاستعراضية التي تجعلها مركزاً لاهتمام الآخرين. [c1]مزاجية [/c]وهي صاحبة مزاج متقلب وتختلف تماماً عن الهستيرية فهي تتغير في نوبات ومواقف دون وجود أي أسباب ظاهرة واضحة فمزاجها يتغير من الهدوء للانفعال ، ومن الخمول للنشاط وتتحول من النقيض للنقيض دون أي أسباب واضحة ..إلخ ، فقد تراها مقبلة اجتماعية وفجأة تتحول إلي الانعزالية أو قد تكون كسولة في حياتها ثم تتحول لشعلة نشاط، وثمة نوعان من هذه الشخصية: الأولي تغلب عليها نوبات التشاؤم والحزن وقليلة الابتسامة. علاقاتها الاجتماعية قليلة فهو ينظر عبر دائرة سوداء وعادة ما تقول عنها بالعامية > نكدية< لأنها تجعل الحزن والنكد أولوية لديها أما النوع الثاني فهي المرحة الاجتماعية فتجدها مقبلة علي الحياة وتحب الضحك والترفيه ومتفائلة وتتمتع ببشاشة تشيع البهجة في المكان الموجودة فيه ، وهناك ما يسمي بمريض المرح والاكتئاب وهذا يختلف كلية عن الشخصية المزاجية فالأخيرة يمكن أن تتفاعل مع الآخرين وهذا التجاوب يزيد وينقص تبعاً للحالة المزاجية بينما مريض المرح والاكتئاب ينعزل في حالة اكتئابه ويبتعد أيضاً في حالة مرحه فهو لا يستطيع أن يسيطر علي انفعالاته ، فاضطراب المرح والاكتئاب يستلزم علاجاً طبياً لكي يعيده إلي حالته الطبيعية ، أما الشخصية المزاجية فلا تحتاج لعلاج لأنها تتعرض لذبذبات ونوبات مرضية صعوداً أو هبوطاً ولكنها لا تصل إلي حد المرض.[c1]نرجسية[/c] أما الشخصية النرجسية فهي تحب ذاتها إلي درجة العشق وإلي الحد الذي يمكن أن يلغي الآخرين وتهتم بذاتها لدرجة الأنانية المفرطة وكما يقال > كالطاووس < والنرجسي معجب بصورته التي أحبها ويريد أن يفرضها علي من حوله ويظن أنه المحرك الوحيد لما يحدث ولولاه ماتم إنجاز أي شئ فهو ينسب كل شيئ لنفسه ويعتقد وهماً إن كل شيئ سيوقف وينهار إذا غاب أو انسحب ونراه مغروراً ومتكبراً ويتعامل مع الآخرين من طرف أنفه ويحاول دائماً أن يبالغ ويفخم في قدراته لكي يجعل من حوله يدركون أنه الأفضل والأحسن ويحاول دائماً لفت الأنظار إليه من خلال سلوكه وملابسه وتصرفاته لكي ينزع إعجاب الناس [c1]سيكوباتية [/c]كثيراً ما تسمع هذه الكلمة في الأفلام السينمائية ونتساءل ما الشخصية السيكوباتية؟ ! إنها نمط من الشخصيات تصطدم دائماً مع الأعراف والقوانين السائدة في المجتمع ، والسبب هو أنها تحس بمتعة وسعادة لأي عمل تؤديه حتي لو جاء علي حساب مشاعر ومعاناة الآخرين، صاحب هذه الشخصية عواطفه متبلدة ولايراجع نفسه فيما يقوم به من أفعال سيئة كما لا يتواني عن ارتكاب أي فعل ما دام فيه مصلحة فالذي يهمه هو نفسه فقط.[c1]اعتمادية [/c]الشخصية الاعتمادية تحب الاعتماد الكلي علي الآخرين والانسياق وراءهم وتتبعهم ومن ثم فهي غير مستقلة بذاتها ويشعر صاحبها أنه عاجز عن إتمام أي موقف لديه كإبداء رأي أو اتخاذ قرار، ويتنازل عن إرادته ويعطي قراره للآخرين برضائه لأنه لو اتجه للطريق المعاكس فهذا يعني الاستقلال وهو لا يقدر عليه ويمكن أن تزداد مخاوفه لو سار في ذلك الطريق لذا فهو يرضخ لرغبات ومطالب الآخرين وبالتالي تلغي شخصيته . وعن ظهور الشخصية الاعتمادية فهذا يرجع إلي التنشئة منذ الصغر داخل الأسرة. [c1]عدوانية [/c]صاحب الشخصية العدوانية تجده غير واضح ، ملتوياً في أساليبه يستطيع أن يخدع الآخرين بأساليب غير مشروعة يجمع صاحبها بين السمات السلبية والعدوانية في آن واحد وهو دائماً يستخدم أسلوب النسيان والمط والتطويل والتأجيل. [c1]بين بينين[/c]وأخيراً فالشخصية البين بينين وقد سميت كذلك لأننا يمكن أن نصفها تحت تشخيص معين في أوقات ثم ندرجها تحت مسمي آخر في أوقات لاحقة وصاحبها دائم التوتر في علاقاته مع الآخرين فيمكن أن يقدس الآخرين ويحترمهم ثم بعد فترة يقلل من مكانتهم ولذلك فمن السهل أن تتبدل علاقاته بمن يحيطون به فهو يحتاج لشخص آخر يتحمس به. وصاحب هذه الشخصية يحاول أن يقترب ممن حوله لدرجة الالتصاق الاجتماعي فهو من الممكن أن يقبل كل ما تقوله الشخصية التي أمامه عن ترحيب وبعد فترة ينقلب الحال ويتجنبه ويبتعد عنه ، فهذه الشخصية تحتار كثيراً في عملها بني العديد من التخصصات لا تستطيع أن تحدد مسار دراستها لأنها ليست واثقة من قدرتها لذا فهو لا يستطيع أن يتخذ القرار الحاسم ، فتجده يفعل مايريد ثم بعد ذلك يفكر فيما يحدث ويسمي ذلك في علم النفس باسم الاندفاعية أي أن الشخص يندفع بسلوكه دون تفكير وعادة ماتكون هذه الاندفاعية ذات اتجاهات ومسارات غير مشروعة مثل الإسراف والانتحار.وهذه الشخصية تتصرف باندفاعية سلوك وليس اندفاعية هدف فنحن لانستطيع أن نمنعها من شيئ لأنها تفاجئ صاحبها كما تفاجئ الآخرين فمزاجها متقلب تبعاً للمؤثرات الخارجية. [c1]توازن واستواء[/c]وفي تعليقه علي هذه النماذج يقول د. هاني السبكي استشاري الطب النفسي أن تعدد أنواع الشخصيات يأتي من كونها في المقام الأول شخصية سوية أو غير سوية ، فالشخصية هي حالة المرء واتجاهاته نحو نفسه والمجتمع وربه ولو توازنت هذه النقاط الثلاث في ثلاثة خطوط متساوية لصنعت مثلثاً متوازناً بداخل الإنسان وبذلك تتكون اتجاهاته الفكرية التي تحمل عاداته وتقاليده وبذلك تتنوع تصرفات وأساليب التفكير وبالتالي تتنوع الشخصيات ، وقد تتساءل: هل لابد من أن يتمتع الفرد بشخصية واحدة محددة الملامح كأن يكون انطوائياً أو قهرياً أو غير ذلك ويجيب إن الإنسان يحمل من كل بستان زهرة فالأنواع المتعددة للشخصية يدخل عدد منها في التركيب البنائي للشخصية بنسب مختلفة حسب ظروف النشأة ويظهر نوع من الشخصيات بصورة واضحة أكثر من الأنواع الأخري، وتسمي الشخصية باسم هذا النوع والذي يعني في الغالب ( تصرفاته ) ومن هنا ينفرد كل منا بشكل معين في تصرفاته وسلوكياته رغم اشتراكه مع الأخرين في أكثر الأنواع. ويضيف د. هاني أن الشخصية عادة لاترتبط بنوع الجنس ولكن ترتبط بنوع النشأة ولكن شكل التصرف يختلف باختلاف الجنس فالشخصية تؤثر في أسلوب ممارسة المهنة ولكن الأخيرة لا تؤثر فيها. وعن سن اكتمال الشخصية يوضح د.هاني أنها تثبت عند 81 سنة وما قبل ذلك يكتسب المرء كل المعطيات التي تؤدي لاتجاه واضح للشخصية ، لذا فهي تثبت ما بين 21-18 سنة لذا يسمي هذا بسن الرشد.
|
اتجاهات
من أنت فــي هـؤلاء
أخبار متعلقة