الرئيس الأمريكي باراك اوباما خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل أول أمس
طهران/14أكتوبر/باريسا حافظي: أشاد الرئيس الأمريكي باراك اوباما بشجاعة الإيرانيين الذين يحتجون ضد انتخابات متنازع عليها في مواجهة العنف “الفظيع” في الوقت الذي دعا فيه رجل دين إيراني إلى إعدام “مثيري الشغب” الرئيسيين.ورفضت السلطات دعوة لإلغاء الانتخابات من جانب رئيس الوزراء الإصلاحي السابق مير حسين موسوي الذي قاد الاحتجاجات الجماهيرية بعد إعلان احتلاله المركز الثاني بفارق كبير وراء الرئيس محمود احمدي نجاد بعد الانتخابات التي جرت قبل أسبوعين .وأوضح اوباما الذي تخوض إدارته إلى جانب القوى الكبرى خلافا مع إيران بشأن برنامجها النووي أن حملة القمع التي أعقبت الانتخابات ستؤثر على أمل إجراء حوار أمريكي مع إيران.وقال اوباما في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض “ما من شك في أن أي حوار مباشر أو دبلوماسية مع إيران سيتأثر بأحداث الأسابيع العديدة الماضية، “لن نعرف بعد كيف سيتأثر أي حوار محتمل مع إيران إلا بعد أن نرى ما يحدث داخل إيران.”واستخدمت السلطات الإيرانية مزيجا من التحذيرات والاعتقالات والتهديد بقيام الشرطة بعمل لتفريق التجمعات الحاشدة من شوارعها منذ يوم السبت مع تفريق تجمعات اصغر بالغاز المسيل للدموع والهراوات .واتهمت السلطات موسوي بالمسؤولية عن إراقة الدماء في حين يقول هو أن الحكومة هي المسؤولة. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن 20 شخصا قتلوا في أعمال العنف.وذكر احمد خاتمي وهو عضو في مجلس الخبراء القوي انه لا بد وان توجه الهيئة القضائية اتهاما”لمثيري الشغب “الرئيسيين بوصفهم “محاربين “ أو أشخاصا يشنون حرباً ضد الله.وأردف قائلا للمصلين في جامعة طهران “أريد من القضاء أن... يعاقب قادة المشاغبين بقسوة ودون إظهار الرحمة كي يتعظ الجميع.”وأشار أوباما إلى أن رئيس الوزراء الإيراني السابق مير حسين موسوي المنافس الرئيسي للرئيس محمود أحمدي نجاد “أسر خيال” الإيرانيين الذين يريدون الانفتاح على الغرب. وأشاد بأنصار موسوي خلال المؤتمر الصحفي.وأضاف أن “شجاعتهم في وجه الوحشية دليل على سعيهم الدائم إلى العدالة. العنف الذي تعرضوا له فظيع.”وقال انه لا ينظر بجدية إلى دعوة أحمدي نجاد له كي يعتذر عن انتقاده طهران “ولاسيما في ضوء حقيقة أن الولايات المتحدة قد خرجت عن طريقها بعدم التدخل في عملية الانتخابات في إيران.”وكانت واشنطن تأمل بإقناع طهران بالتخلي عما تشتبه بأنها خطط لصنع قنابل نووية في الوقت الذي تسعى فيه أيضا لتعاونها في تحقيق الاستقرار في أفغانستان والعراق. وتقول الحكومة الإيرانية أن برنامجها النووي يهدف إلى توليد الكهرباء.وأردف اوباما أن “حيازة إيران لأسلحة نووية سيثير سباقا للتسلح في الشرق الأوسط وهو (أمر) سيء بالنسبة للأمن في المنطقة بأسرها، “حتى ونحن نتحدث بوضوح وبصوت موحد ضد العنف الذي وقع في إيران يجب علينا أيضا أن نظهر عزما قويا لدى إدراك أن حيازة إيران لأسلحة نووية ستكون مشكلة كبيرة.”وأعرب وزراء خارجية مجموعة الدول الثمان الصناعية الكبرى عن أسفهم لأعمال العنف الناجمة عن الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في إيران ولكنهم تركوا الباب مفتوحا أمام طهران كي تشارك في محادثات بشأن برنامجها النووي .وقال بيان مجموعة الثماني “نأمل بصدق أن تستغل إيران هذه الفرصة لإعطاء الدبلوماسية فرصة..”وفجر الخلاف بشأن الانتخابات شقاقا علنيا لم يسبق له مثيل داخل الصفوة الحاكمة في إيران.وأوضح عباس علي كدخدائي المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور انه من اجل إزالة كل الغموض بشأن الانتخابات فسوف يعاد فرز عشرة في المائة من صناديق الاقتراع في وجود مسؤولين كبار يمثلون الحكومة والمعارضة.وذكر لوكالة الطلبة للأنباء انه يجب على شخصيات سياسية ودينية أن ترسل إلى المجلس أسئلة تتعلق بالانتخابات وان أمام المرشحين الخاسرين 24 ساعة لتقديم ممثليهم لحضور عملية إعادة الفرز.ولا يترك بيان مجلس صيانة الدستور الإيراني المكون من 12 عضوا مجالا للمزيد من الطعون القانونية على نتائج الانتخابات ولم يختلف في رأيه عن موقف الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الذي عبر عن تأييده لاحمدي نجاد.ويرأس الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني حليف موسوي مجلس الخبراء الذي يملك السلطة الدستورية لخلع خامنئي. ولم يقدم المجلس من قبل على فعل ذلك ولا يتوقع من رفسنجاني أن يخطو هذه الخطوة , وقال موسوي انه عازم على مواصلة الطعن في نتائج الانتخابات رغم الضغوط الواقعة عليه للتوقف.