المالكي: العراق لن يسمح باستخدام أراضيه لتهديد جيرانه
قره غول/بغداد/طهران/14 أكتوبر/حيدر صلاح الدين: دفن رجال العشائر قتلاهم جنوبي بغداد أمس السبت بعد أن قتل انتحاري 23 شخصا على الأقل في حادث يؤكد على تنامي دور العشائر فيما تقترب الانتخابات المحلية. واستهدف الانتحاري تجمعا في مأدبة غداء تهدف إلى توحيد عشيرة القره غولي وكثير منهم يعيشون في قرية قره غول جنوبي العاصمة. ودعي أفراد العشيرة من أجزاء أخرى من العراق وحضر الحدث مرشحون سياسيون. وأظهرت لقطات مصورة عقب التفجير مشاهد من الفوضى في حديقة خارج منزل الشيخ محمد عبد الله صالح حيث كانت الجثث وقطع اللحم البشري متناثرة وسط العشرات من الكراسي البلاستيكية التي كانت موجودة من أجل المأدبة. وقال جاسم محمد رئيس بلدية القرية إن الحشد كان يهدف إلى جمع شمل زعماء العشيرة في الشمال والجنوب من أجل توحيدهم. ولكن الهجوم وقع مسببا مقتل عدد من «إخوتنا». وتشهد البنى العشائرية تناميا في العراق ومن المتوقع أن تزداد قوة في الانتخابات الإقليمية التي ستجرى في 31 يناير على حساب الأحزاب السياسية التي تعتمد على الطائفية والتي اقتسمت القوة بعد انهيار نظام صدام حسين. وفي المناطق السنية لعبت العشائر دورا حاسما في تقليل العنف في العراق من خلال الانقلاب على متشددي القاعدة السنة في عامي 2006 و2007. وفي مناطق أخرى أقامت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي مجالس عشائرية مما أدى في بعض الأحيان إلى إغضاب الأحزاب الشيعية والكردية. ويقول زعماء سياسيون إنه إذا ما تنامى الدور السياسي للعشائر والقبائل العراقية فإن ذلك من شأنه أن يساعد في تخفيف الانقسامات العرقية والطائفية التي اتسمت بها الساحة السياسية العراقية وغذت أعمال العنف الدامية. وعشيرة القره غولي التي استهدفت في هجوم أمس الأول عشيرة سنية بالأساس ولكن أفرادها في جنوب البلاد شيعة. وهم يتحدثون العربية ويعدون أنفسهم عربا ولكن اسم العشيرة من أصل تركي. وأعربت الأحزاب التي تمثل الأغلبية التركمانية تضامنها عقب الهجوم. على صعيد أخر قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي بدأ أمس السبت زيارة إلى إيران للتلفزيون الرسمي الإيراني إن حكومته لن تسمح بأن يستخدم العراق قاعدة لتهديد جيرانه. وقالت قناة العالم الإخبارية الإيرانية الناطقة باللغة العربية في موقعها على شبكة الانترنت إن المالكي صرح لها أمس بأن العراق لن يسمح بأن تستخدم أراضيه نقطة انطلاق لتهديد أي دولة. وأصبحت القوات الأمريكية في العراق تعمل تحت سلطة العراق اعتبارا من أول يناير وهي خطوة قال المالكي إنها أعادت السيادة للعراق بعد قرابة ست سنوات من إطاحة غزو قادته الولايات المتحدة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ودخلت إيران في نزاع مع الولايات المتحدة حول خططها النووية حيث رفضت واشنطن استبعاد الحل العسكري إذا فشلت الدبلوماسية في إنهاء النزاع. وتتهم واشنطن وحلفاؤها إيران بالسعي للحصول على أسلحة نووية وهو اتهام تنفيه طهران. ويقول محللون إن أي هجوم أمريكي على إيران سيتضمن على الأرجح غارات جوية وليس غزوا بريا. واستخدمت واشنطن قواعدها في دول إقليمية لمهاجمة العراق عام 2003. وتبادلت واشنطن وطهران الاتهامات حول المسؤولية عن العنف في العراق. ويقول مسئولون أمريكيون إن إيران تدعم الميلشيات العراقية. وتلقي طهران باللائمة على وجود القوات الأمريكية في العراق وتقول إنها يجب أن تنسحب من العراق والمنطقة كلها. وحثت بغداد الجانبين كثيرا على عدم استخدام العراق كأرض للمعركة بينهما بالوكالة. وتراجع مستوى العنف في العراق في الآونة الأخيرة لكن الهجمات الفتاكة بالقنابل والأسلحة النارية لا تزال مستمرة. وأكد المالكي أيضا أن العراق سيفتح كل الملفات العالقة مع الدول المجاورة وغيرها في سبيل بناء علاقات سليمة معها. وأضاف أن العراق سيصبح محورا للعلاقات الايجابية مع إيران. وقالت الحكومة العراقية يوم الأربعاء إنها ترغب في رحيل 3500 عضو من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من معسكر أشرف شمالي بغداد. وتعتبر إيران هذه الجماعة منظمة إرهابية ويعارضها العديد من الإيرانيين لأنها انحازت إلى جانب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أثناء الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات من القرن العشرين. ويقول محللون إنه من الصعب تقدير حجم الدعم الذي تحظى به المنظمة داخل إيران. وكرر المالكي في تصريحاته لقناة العالم دعوة حكومته لأعضاء المنظمة بمغادرة العراق. وأضاف أن العراق لن يجبرهم على الرحيل إلى إيران أو إلى دولة أخرى لكنه سيترك لهم الاختيار.