الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزيرة الخارجية الامريكية رايس
فلسطين المحتلة/14 اكتوبر/أرشد محمد: حثت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إسرائيل أمس الثلاثاء على تجنب تقويض جهود السلام مع الفلسطينيين عقب تقرير أشار إلى أنها ضاعفت تقريبا البناء في المستوطنات اليهودية. وفي سابع زيارة لها هذا العام في مسعى للتوصل إلى اتفاق سلام صعب المنال بحلول يناير قالت رايس إن الجانبين « اقتربا بعض الشيء» في محادثاتهما المغلقة رغم الشكوك العامة العميقة بشأن فرص إنهاء الصراع المستمر منذ نحو ستة عقود. وقالت حركة السلام الآن الإسرائيلية نقلا عن معلومات من مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي إن البناء بدأ في أكثر من 443 وحدة سكنية في الضفة الغربية المحتلة منذ يناير مقارنة مع 240 وحدة تم البدء في إنشائها في الفترة نفسها من عام 2007. وقالت رايس في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية «النشاط الاستيطاني لا يساعد على خلق بيئة للمفاوضات.» وأضافت «لكن المفاوضات مستمرة.» وعقب محادثات في وقت سابق اليوم مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في القدس قالت رايس في إشارة إلى المستوطنات «ينبغي تجنب أي شيء يقوض الثقة بين الطرفين.» ويقول الفلسطينيون إن البناء الاستيطاني يحرمهم من أراض يريدون إقامة دولة متصلة عليها. وتدعو خطة «خارطة الطريق» للسلام التي تدعمها الولايات المتحدة إسرائيل إلى وقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية كما تدعو الفلسطينيين إلى كبح النشطاء. وتقول إسرائيل أنها تنوي مواصلة البناء في كتل استيطانية تريد الاحتفاظ بها في أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين. وقالت ليفني إن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي تقلص «بشكل كبير للغاية» لاسيما في مناطق شرقي الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية وتصفه بأنه ضرورة أمنية بينما يعتبره الفلسطينيون استيلاء على الأراضي. وأضافت ليفني «عملية السلام لا تتأثر ولا ينبغي لها أن تتأثر بأي نوع من الأنشطة الاستيطانية.» وحذرت من السماح لما وصفته بأنه «جلبة» بإخراج مفاوضات السلام عن مسارها. وحثت ليفني الفلسطينيين على عدم استخدام البناء الاستيطاني «كمبرر» لتجنب المفاوضات لكنها أضافت أنها تتفهم «خيبة أملهم» في بعض الأحيان. وقالت رايس إنها لا تزال تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سلام بحلول يناير كانون الثاني عندما تنتهي رئاسة الرئيس الأمريكي جورج بوش. لكنها هونت من شأن فرص التوصل إلى أي اتفاق جزئي قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. وعبر عباس أيضا في تصريحاته في رام الله عن الدعم «لحل شامل». وقالت رايس انه بالعمل المتواصل على مدى الشهور المقبلة «تكون لدينا فرصة جيدة للنجاح.» لكن لا يعتقد عدد كبير من المحللين أن بإمكان رايس التي اجتمعت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت قبل لقائها مع ليفني تحقيق انفراجة كبيرة. وتعثر إحراز تقدم باتجاه توقيع اتفاق سلام بسبب العنف والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي وعدم اليقين السياسي في إسرائيل الناجم عن فضيحة فساد أجبرت أولمرت على إعلان خطط للتنحي.