ر الخرطوم /14 أكتوبر/ رويترز:قال مسؤولو مساعدات إنسانية أمس الجمعة إن السودان منع جميع وكالات المساعدات من الدخول إلى مخيم كلمة للنازحين في دارفور بعد مقتل خمسة أشخاص هناك وفرار الآلاف بسبب انقسامات بشأن محادثات السلام تحولت إلى العنف. ويعيش في كلمة ما يقرب من 100 ألف نازح دارفوري وهو معقل من معاقل جماعة جيش تحرير السودان المتمردة التي لا تشارك في محادثات السلام في الدوحة التي تسعى إلى إنهاء الحرب الدائرة منذ سبع سنوات. وتصاعدت الأزمة بين قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وبين حكومة جنوب دارفور والخرطوم منذ لجوء خمسة رجال وامرأة إلى نقطة شرطة قوة حفظ السلام في مخيم كلمة فرارا من العنف نهاية الشهر الماضي. كما فر آلاف الأشخاص من مساكنهم ولجؤوا إلى مكان بالقرب من قاعدة قوة حفظ السلام. وقال سام هندريكس المتحدث باسم الأمم المتحدة “ما زلنا على اتصال بالحكومة المحلية والحكومة الوطنية من أجل التمكن من الدخول إلى كلمة وبلال (قرية قريبة) لكنهما رفضا ” .وأضاف مصدر آخر بالأمم المتحدة لرويترز ان امدادات الطعام والمياه تتناقص في كلمة بينما ما زالت أصوات الأعيرة النارية تتردد في المخيم بشكل متفرق أثناء الليل على الرغم من الدوريات المكثفة التي تقوم بها قوة حفظ السلام. وقالت قوة حفظ السلام ان الأمطار الغزيرة التي تسقط على المنطقة في هذا الوقت من العام تهدد سكان المخيم بمخاطر صحية. وقالت في بيان “ما زالت جماعات المساعدات تنتظر التصريح لها بدخول المخيم.” ونفى جمال يوسف مسؤول المساعدات الأعلى في ولاية جنوب دارفور ان تكون المنظمات الإنسانية ممنوعة من دخول كلمة قائلا انه يعتقد أن أكثر الناس فروا إلى قرى شمالي وشرقي المخيم حيث سمحوا لمنظمات المساعدة بالدخول. وأضاف يوسف لرويترز من جنوب دارفور ان هذه المنظمات ستعود اليوم السبت ويمكن عندها مناقشة أمر كلمة معها. وأضاف هندريكس ان هذه القرى بها بعض الناس الذين فروا من كلمة لكن الكثيرين ما زالوا هناك. ووافق السودان على مضض بوجود قوة حفظ السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور في عام 2007 بعد شهور من المفاوضات لكن العلاقات متوترة منذ إنشاء القوة. وأضاف السودان ان الستة الذين لجؤوا لحماية القوة لهم مجرمون متهمون بالتحريض على العنف وطلب من قوة حفظ السلام تسليمهم متهما إياها بأنها تقيم “دولة داخل الدولة” في كلمة حيث لا وجود للحكومة السودانية بسبب عداء سكان المخيم الدافوريين. وترفض القوة المشتركة حتى الآن تسليم الستة في قضية يقول كثيرون انها فاصلة بالنسبة لمهمة القوة. وإذا كان الستة مدانين في جريمة فمعنى ذلك أن قوة حفظ السلام تنتهك حق السودان في القبض عليهم. لكن قوة حفظ السلام ستريد أن تضمن لهم محاكمة عادلة في حالة موافقتها على تسليم اللاجئين الستة إلى السودان.