بغداد/14 أكتوبر/محمد عباس: انتقد العراق الولايات المتحدة لعقدها محادثات مع جماعات مسلحة عراقية ترفض الوجود الأجنبي في العراق والعملية السياسية العراقية وتصفها الحكومة بأنها “مجموعات إرهابية”.وذكر علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية انه في إطار جهود لإنهاء هجمات المسلحين في العراق اجتمع مسئولون أمريكيون مع مبعوثين لجماعات مسلحة من دون إخطار السلطات العراقية.وأضاف قائلا “هذا الأمر لا يعني الحكومة العراقية بشيء...الحكومة العراقية غير ملزمة ولا تعترف ولا تقبل بأي مفاوضات ولا نتائجها إذا لم تراع ِ الثوابت الأساسية وهي نبذ العنف والقبول بالعملية السياسية ولا مفاوضات مع القتلة والإرهابيين.”وأضاف قائلا “أي عمل من أي طرف وبضمنها الولايات المتحدة... من دون موافقة الحكومة العراقية غير مقبول...سواء مفاوضات عقدت الآن أو في الماضي.”وسعيا منها لخفض التوترات بشان النزاع قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بعد اجتماع مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في واشنطن انها لم تعلم بالمحادثات إلا مؤخرا ووعدت بإبقاء الحكومة العراقية “على اطلاع كامل” في المستقبل.وأضافت كلينتون قائلة في مؤتمر صحفي مشترك مع المالكي “نريد التيقن من أن لدينا علاقة عمل وثيقة جدا وخط اتصال واضح جدا وذلك هو ما سنفعله ونحن نسير قدما.”وفي مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي قال علي الجبوري -وهو عراقي جرى تعريفه بأنه الناطق باسم المجلس السياسي للمقاومة العراقية- أن الجماعة السنية عقدت جولتي مباحثات إحداهما في مارس والأخرى في مايو “برعاية دولة مرموقة تمخضت عن توقيع وثيقة لتنظيم التفاوض بين الطرفين وتضمنت اعترافا بالمجلس السياسي للمقاومة العراقية.”وأضاف أن المجلس طلب من المسئولين الأمريكيين تقديم “اعتذار رسمي من الحكومة الأمريكية إلى الشعب العراقي ويتضمن تعويض كافة الشعب العراقي عما لحق به من أضرار جراء الغزو الأمريكي للعراق.”ويتكون المجلس السياسي من أربع فصائل مسلحة رئيسية تقاتل الوجود الأجنبي وترفض الاعتراف بالعملية السياسية في العراق. وهذه الفصائل هي الجيش الإسلامي في العراق وجماعة أنصار السنة (الهيئة الشرعية) والجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية والتي تسمى (جامع) وحركة المقاومة الإسلامية وتسمى (حماس العراق).وسئلت كلينتون عن هكذا اتفاق فقالت انه لم يتم تخويل أي مسئولين أمريكيين لتوقيع أي شيء. وامتنعت عن الإدلاء بمزيد من التعقيب.ومن جانبه سعى المالكي أيضا إلى التهوين من شأن الخلاف لكنه أكد الحاجة إلى “حوار مستمر”.وقال المالكي انه راض تماما عما سمعه من كلينتون بشأن هذه المسألة وانه حصل على تعهد بأن إدارة اوباما “لن تتفاوض أو تتوصل لاتفاقات مع أولئك الذين قتلوا الجنود الأمريكيين والجنود العراقيين والشعب العراقي.”وتعتقد الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة أن الاجتماعات عقدت في وجود مسئول تركي وطلبت إيضاحات من السفارتين الأمريكية والتركية في بغداد.ووصف هوشيار زيباري وزير خارجية العراق الحدث بأنه “كان كالصدمة”. وقال زيباري في تصريحات نقلتها قناة تلفزيون الحرة الممولة من الحكومة الأمريكية أن ماحدث “خلق ردة فعل سلبية من جانب الحكومة العراقية... استغربنا نحن في الحكومة كيف يلتقي ممثلون من الجانب الأمريكي والجانب التركي... بشبكات تؤمن بالقتل والتفجير وتستهدف الأبرياء.”وقال صالح المطلك رئيس كتلة الجبهة العراقية للحوار الوطني البرلمانية “ لا يمكن أن تنجح العملية (السياسية) من دون أن ينضم إليها هؤلاء الذين قدموا دماء كثيرا لكي يدافعوا عن العراق.”وأضاف قائلا “أتمنى على الحكومة العراقية أن تكون أكثر إنصافا من الأمريكيين في إنصاف من دفع ماله وجهده في الدفاع عن العراق.”وعقدت اللقاءات في وقت كانت فيه القوات الأمريكية في العراق تستعد للانسحاب من مراكز المدن والقرى العراقية حسب الاتفاق الأمني الذي وقع بين البلدين نهاية العام الماضي. وأكملت القوات الأمريكية انسحابها نهاية يونيو حزيران على أن تنسحب بشكل كامل من العراق في نهاية 2011.وتأتي هذه التطورات في وقت حرج للمالكي والولايات المتحدة. ومع إجراء انتخابات عامة في يناير كانون الثاني يحرص المالكي على إبراز صورته كوطني استعاد للعراق سيادته بعد سنوات من الاحتلال الأمريكي.وقال مسئولون عراقيون إن أحد أهداف زيارة المالكي لأمريكا هو الابتعاد بالعلاقة الأمريكية-العراقية عن التركيز على الجانب العسكري وتأكيد استقلال العراق.