إلى عهد قريب وقبل أن يسقط السَّفاح الكبير « شارون» في غيبوبته الأبدية كانت وسائل الإعلام العربية والإسلامية تطلق عليه «بالإرهابي» بصفته المسئول الأول عن قتل آلاف الفلسطينيين والعرب في أحداث مختلفة ولأن الإدارة الأمريكية متخصصة في صناعة الكذب وقلب الحقائق استطاعت خلع هذه الصفة عنه وإلباسها على كل من يتصدى ويقاوم سياستها الاستعمارية والتي هي من سياسة الكيان الإسرائيلي الذي مازال يمارس شتى أنواع الإرهاب ضد الفلسطينيين والعرب وذلك على مرأى ومسمع من دول العالم ومن الغريب أن ينجر إعلامنا العربي والإسلامي مع هذه الموجة الإعلامية الجديدة التي تتبناها الإدارة الأمريكية في الوقت الحاضر وتعتبرها من أنجح الوسائل لنشر العولمة وتشويه سمعة العرب والمسلمين وتلميع صورة الكيان الإسرائيلي وفي وقت لا يوجد اتفاق عالمي حتى الآن يعرف من هو الإرهابي الذي يجب محاربته وهذا يقودنا إلى التساؤل هل الكذب الذي تتبناه الإدارة الأمريكية علناً وسراً قد تحول بالفعل إلى عاهة مستديمة لا يمكن الشفاء منها لاعتقادها اليقين بأنها أصبحت الوسيلة الوحيدة التي تضمن لها عامل التعويض عن كل الانتكاسات والإخفاقات التي منيت بها من جراء سياستها الفاشلة في كل من أفغانستان والعراق ولبنان والصومال و من الدلائل على مسلسل أكاذيبها ما نسمعه من إعلامها هذه الأيام حول أفغانستان والعراق الذي كان يتحدث في السابق عن القضاء النهائي على طالبان وأصبح يلوح بأهمية الجوار معها كشريك رئيس في حل القضية الأفغانية وفي نفس الوقت المشهد يتكرر في العراق ولكن من خلال إخراج مختلف فبعد أن كان الإعلام الإمريكي الموجه يؤكد على طرد تنظيم القاعدة وإجهاض دور المقاومة وأن الأمور معظمها قد أصبحت في قبضة الجيش العراقي حديث التكوين نلاحظ أن هذا الإعلام قد غير من أسلوبه الخطابي خاصة بعد رفض المصادقة على الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية من قبل معظم الأطياف السياسية العراقية وتقضي بتسوية وضع القوات العراقية الأمريكية بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة في نهاية العام الحالي نفاجأ بقائد الجيش الأمريكي في العراق يحذر العراقيين من مغبة عدم المصادقة على الاتفاقية وذلك كما يزعم حفاظاً على المكاسب الأمنية التي تحققت في ظل الاحتلال كما أن ذلك سيؤدي إلى أن يتحول العراق مرة أخرى إلى ساحة مفرغة للإرهاب.وهذا يعني أن الإدارة الأمريكية بعد أن فشلت سياستها في العراق وما يمثله هذا الفشل في مواجهة استحقاقات الانتخابات الرئاسية القادمة بالنسبة للمحافظين المتشددين تريد أن تقول للشعب الأمريكي أنها لم تخسر الحرب والدليل على ذلك ما تتضمنه الاتفاقية من عناصر استقوائية تتيح أو تسمح لها بالاحتفاظ بخمسين قاعدة عسكرية في طول العراق وعرضه وذلك لاستكمال مشروعها القديم.. الهادف إلى إسقاط الأنظمة المعادية لسياستها القائمة يعني بالكلام البلدي الصريح « ديمة خلفنا بابها».