الزواج السياحي
محمد أحمد محمد المنبهي :خلق الله الزواج سنة الحياة حفاظاً على النسل ضماناً لاستمرارية الحياة ، لكن أصحاب القلوب المريضة والنفوس اللئيمة من تجردوا من إنسانيتهم فصاروا يفكرون إلا في بطونهم وإشباع رغباتهم الجنسية غير آبهين بأعراض الناس ولا بكرامتهم وإنسانيتهم.فقد ظهرت مؤخراً مشكلة كبيرة في بلادنا الحبيبة ما يسمى بالزواج السياحي ـ الخداع السياحي ـ وهو إغراء أولياء الأمور بمبلغ من المال لشراء فلذات الأكباد وزهور ربيعهم.من قبل أشخاص يعتقدون وأعوانهم أن بأمكانهم شراء أعراض الناس بالمال فيبدءون بدفع بعض الدراهم والدنانير والريالات للمرتزقة ليكونوا وسطاء في عملية الشراء هذه .فيبدأ المرتزقة بدورهم بالاقتراب من أولياء الأمور على أنهم وسطاء زاعمين بأنهم فاعلي خير لا أكثر يريدون الستر والحياة الكريمة للفتاة.وكذلك إطعام أهلها الفقراء مقابل زواج شرعي برجل ثري مادحين ذلك الرجل بأنه ابن أصول ومن أحد فاعلين الخير ينتسب إلى العائلة الفلانية في المنطقة الفلانية في دول الخليج.وإنه رجل مؤمن بالله يريد العفاف بالزواج على سنة الله ورسوله وإذا سألوهم أهل الفتاة إلى أين سوف يتزوجها فيقولون أولاً إلى الفندق ومن ثم سوف يأخذها إلى شقة مفروشة إلى أن يذهبا إلى الخليج في نهاية الصيف مؤيدين كلامهم بهذه الجملة التي يرددونها كثيراً لطمأنة الأهالي ( لو كان هذا الرجل الخليجي يريد الدعارة لذهب إلى أماكنها فهي اليوم كثيرة ومنتشرة ولما جاء يطرق بابكم يطلب يد ابنتكم بصورة شرعية).أتعرفون لماذا يأتون من هذه الثغرة ؟ لأنهم يعرفون بل يوقنون أنهم لن يستطيعوا الوصول إلى مآربهم إلا إذا اتخذوا الإسلام مبرر لمخططاتهم آه ،، كيف ينسجون تحت غطاء الإسلام شراكهم في يمن الإيمان والحكمة .فيبدأ أولياء الأمور يدرسون الموضوع فيبدوا لهم ـ بعد أن ملسه المرتزقة ـ أمر جيد فهم يحلمون بستر ابنتهم بتزويجها وكذلك الفتاة الزهرة الفواحة التي تعم كافة المجتمع بعطرها الذي لا ينقطع تحلم أيضاً بالحياة الكريمة في كنف رجل يكفل لها جميع حقوقها.فتقع وأهلها فريسة لأولئك المتثعلبون الذين يكشفون عن نواياهم السيئة ومآربهم الخبيثة بعد الزواج مباشرة أو بالأكثر في نهاية الصيف .فيبدأ الثعلب الثري يكشر أنيابه في وجه الصغيرة الممتلئة بالحب والأمل والتفاؤل بتعبيرها بأنها بنت ناس فقراء وأنه اشتراها بماله وله الحق بالتصرف فيها كما يشاء وقد يتطاول البعض منهم إلى أكثر من ذصنعالك أني لأستحي بل أعجز عن كتابة ما يفتخرون هؤلاء الحثالة بفعله محتسبون ذلك أنه من باب الكرم ورد الجميل لزملائهم الذين بالتأكيد قد فعلوا هذا من قبل او ساعدوهم في عملية الشراء فتبدأ الفتاة بالمعاناة فهو يجازيها بالمر بعد أن سلبها الغالي والرخيص سلبها بكارتها وريعان شبابها قطفها زهرة فواحة فامتص رحيقها وتركها تذبل دون أن يجزيها حتى بقطرة ماء تعيد لها ولو بعض من حيويتها.وبعد أن ينتهي الصيف فإنهم ينقسمون حسب علمي إلى ثلاثة أقسام:القسم الأول ـ وهم الألطف ـ يعيدون الفتاة إلى بيتها ويقولون بأنهم سوف يسافرون إلى بلدانهم ومن ثم يرسلون لهن التأشيرة وبأنهم سوف لن ينسوهن من النفقة حتى تأتي التأشيرة وهذا يحدث غالباً في حالة إذا كانت المرأة حملت منه وفي النهاية لا يصح شيء من وعودهم.أما القسم الثاني : فأنهم يرجعوهن إلى بيوتهن ومن ثم يرحلون دون أن يعلموهن وأهلهن فيذروهن كالمعلقات .أما القسم الثالث وهم الأقسى والأسود قلوباً فيتركوهن في أحد الفنادق ويرحلون أو يرسلوهن إلى أهاليهن عن طريق المواصلات العامة.وكلهم بذلك يرسلون رسالة إلى أهالي الفتيات وكأنهم يقولون خذوا سلعتكم هذه فما عدنا بحاجة إليها.فيا لها من رسالة حقاً تستدعي من كل أطراف المجتمع الوقوف صف واحد أمام هذه الظاهرة الخبيثة التي تخلف داء عياء وجرح لا يلتئم إلى الأبد .فالفتاة تصبح في المجتمع غير صالحة للزواج فالناس ينظرون للفتاة وأهلها على أنهم أناس طماعين بياعين وليس من المشرف مناسبتهم فتصبح حياة الفتاة جحيم ووجوه أهلها ملطخة بالعار .أني أجزم أنه لا يستطيع كاتب بل مؤلف كتب استيعاب حجم هذه المأساة لكن يمكننا تجنبها باتخاذ الحذر من هؤلاء الثعالب الجائعة الماكرة هم ومن يحبون أن تهتك أعراض الناس من المرتزقة الملاعين .حتى لا يتكرر ما حدث من مآسي لا تزال تعاني من آثارها الأسر الضحايا حتى اليوم فهذا الزواج ليس حلال بل محرم تحريماً قطعياً وهو ما يسمى في الشرع الإسلامي بزواج المتعة هذا ولا أرنا الله أي مكروه .