حزب اللّه : لا يعنينا سوى وقف النار وتبادل الأسرى
روما / وكالات : فشل مؤتمر روما أمس في التوصل إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل, غير أنه أيد في بيانه الختامي نشر قوة دولية في جنوب لبنان بتفويض من الأمم المتحدة.وتلا وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما البيان الختامي الذي نص على ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار قابلا للاستمرار ودائما وكاملا. ودعا البيان إسرائيل إلى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس في عملياتها على الأرض، مرحبا بالاتفاق مع تل أبيب على إنشاء ممرات إنسانية والسماح برحلات جوية إنسانية إلى لبنان. وفي مؤتمر صحفي شارك فيه إلى جانب داليما, الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة, قال وزير الخارجية الإيطالي إن المساعدات يجب أن تدخل لبنان بواقع أربع رحلات يوميا, مشددا على أن يدخل هذا القرار حيز التنفيذ فورا. كما قال إن المشاركين يطالبون بتمكين الحكومة اللبنانية من السيطرة على أراضيها. وقال داليما إن مؤتمرا للجهات المانحة من أجل إعادة إعمار لبنان ضروري في أسرع وقت.من جهتها دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس سوريا وإيران إلى تبديل سياستهما في الشرق الأوسط، محملة دمشق جزءا من مسؤولية النزاع الحالي في لبنان، وإيران الجزء الآخر. وأضافت "حان الوقت ليتخذ كل خياره" بشأن دوره في الشرق الأوسط، مؤكدة أنه "لا يمكن العودة إلى الوضع القائم سابقا".الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان جدد دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله, معتبرا الوضع الميداني على الحدود الإسرائيلية اللبنانية "مروع وخطير".ودعا أنان حزب الله "لوقف استهدافه المتعمد للمراكز السكنية الإسرائيلية", وإسرائيل إلى "وقف عمليات القصف والحصار والعمليات البرية". وأضاف أن الهدنة المؤقتة ستتيح بعض الوقت للأمم المتحدة للأمم المتحدة للقيام بالمهام الإنسانية الأساسية.أما رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة فدعا إلى وضع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت إشراف الأمم المتحدة تمهيدا لإشراف الحكومة اللبنانية الكامل عليها. وطالب بترسيم الحدود مع سوريا تحت إشراف دولي, ومنح اللبنانيين من أصحاب الأملاك في تلك المنطقة حق الوصول إلى ممتلكاتهم، كما دعا إسرائيل لتقديم كل خرائط الألغام في جنوب لبنان إلى الأمم المتحدة.وقدم خطة شاملة للحل في لبنان تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار وتبادل للأسرى تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر.وقد ألقت الغارة الإسرائيلية على موقع القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة فجر أمس والتي أسفرت عن مقتل أربعة مراقبين دوليين بظلالها على مؤتمر روما. وقد أعرب الاتحاد الأوروبي على لسان الرئاسة الفنلندية عن صدمته للغارة, مطالبا إسرائيل بفتح تحقيق دون إبطاء. وأفادت مصادر أمنية لبنانية أن صينيا ونمساويا وفنلنديا وكنديا قتلوا عند قصف مركزهم.الأمين العام لحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر لم يستبعد أن يلعب الحلف دورا في إطار القوة الدولية لحفظ السلام التي قد تنشر في لبنان. وأكد أن الدول الـ26 الأعضاء في الحلف تتابع عن كثب الوضع في المنطقة.إسرائيل من جهتها قالت على لسان مسؤول كبير, إن رئيس الوزراء إيهود أولمرت يريد إقامة شريط أمني بعرض كيلومتر إلى كيلومترين في جنوب لبنان. وقال المسؤول الذي شارك مع أولمرت في اجتماع مغلق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست (البرلمان) إن الهدف من الشريط إبعاد حزب الله عن الحدود بين إسرائيل ولبنان. وفي سياق متصل، اقترح الرئيس الفرنسي جاك شيراك في مقابلة نشرتها صحيفة "لوموند" أمس, نشر قوة دولية غير تابعة لمنظمة حلف شمال الاطلسي على الحدود "الاسرائيلية اللبنانية والسورية اللبنانية" بعد التوصل الى تسوية للنزاع الحالي بين لبنان واسرائيل. ووجه شيراك انتقادات شديدة اللهجة الى النظام السوري الذي وصفه بانه "من الصعب ان يتلاءم مع الامن والسلام", كما اعتبر ان ايران تتحمل "قسما من المسؤولية" في النزاع الحالي بسبب مساعدتها لحزب الله. كذلك اتهم طهران بتحمل "قسم من المسؤولية" في النزاع في لبنان. وقال "ان ما لدينا من معلومات يثبت ان ايران ترسل اسلحة متطورة وتمويلا لحزب الله عبر سوريا على الارجح وهذه مشكلة".تدعو النقطة الاولى من الخطة الى "اطلاق سراح الاسرى والمحتجزين اللبنانيين والاسرائيليين تحت اشراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر".وتدعو النقطة الثانية الى "انسحاب الجيش الاسرائيلي الى ما وراء الخط الازرق وعودة النازحين الى قراهم".اما النقطة الثالثة فتدعو الى "التزام مجلس الامن بوضع منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت ولاية الامم المتحدة بانتظار ترسيم الحدود واقرار السيادة اللبنانية عليهما بشكل كامل".واضاف السنيورة انه خلال فترة اشراف الامم المتحدة على هاتين المنطقتين "يحق للبنانيين اصحاب الاملاك هناك الوصول الى ممتلكاتهم, كما تقدم اسرائيل كل خرائط الالغام في جنوب لبنان الى الامم المتحدة".وتتضمن النقطة الرابعة من الخطة ان "تقوم الحكومة اللبنانية ببسط سلطتها على اراضيها بقواتها المسلحة الذاتية بشكل لا يعود فيها اسلحة او سلطة لغير الدولة اللبنانية حسب ما هو وارد في اتفاق الطائف".وحسب النقطة الخامسة "يتم تعزيز قوة الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان بالعديد والعتاد, ويتم تعزيز مهمتها ومدى عملياتها حسب الحاجة لتتمكن من القيام بالاعمال الانسانية الطارئة وضمان استقرار وامن الجنوب لضمان عودة النازحين الى منازلهم".وفي النقطة السادسة "تقوم الامم المتحدة بالتعاون مع الاطراف المعنية باتخاذ الاجراءات اللازمة لتطبيق اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان واسرائيل عام 1949, ولضمان تطبيق بنود هذه الاتفاقية واستطلاع امكانية تعديل او تطوير هذه البنود حسب ما تدعو الحاجة".وفي النقطة السابعة دعوة الى "المجتمع الدولي لدعم لبنان على كل المستويات (... ) في مجال اعادة الاعمار واعادة بناء اقتصاده الوطني".وقد عقد المؤتمر برعاية الأمم المتحدة بمشاركة 15 دولة وثلاث منظمات دولية, في محاولة للتوصل إلى مخرج للحرب بين إسرائيل وحزب الله والأزمة الإنسانية التي يواجهها لبنان منذ أسبوعين. وبالإضافة إلى إيطاليا المضيفة، حضر المؤتمر وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا واليونان وقبرص وإسبانيا وروسيا وتركيا والأردن ومصر والسعودية وكندا. ويمثل لبنان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ووزراء الخارجية فوزي صلوخ والدفاع إلياس المر والمال جهاد أزعور والمواصلات مروان حمادة. ومن المشاركين أيضا رئيس البنك الدولي بول وولفويتز والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والمفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر والممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا ووزير الخارجية الفنلندي أركي تويوميوجا ممثلا الرئاسة الفنلندية للاتحاد الأوروبي.إلى ذلك أعلنت فنلندا التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي أمس الاربعاء ان وزراء الخارجية بدول الاتحاد سيعقدون اجتماعا طارئا لبحث الازمة في لبنان يوم الثلاثاء المقبل.وقال متحدث باسم الرئاسة ان الاجتماع لن يتعامل الا مع الوضع في الشرق الاوسط. ومن النادر ان يعقد مثل هذا الاجتماع في أغسطس اذ انه يتخلل عطلة صيفية.وتبحث العديد من دول الاتحاد الاوروبي الانضمام الى قوة سلام دولية في لبنان في محادثات في روما تضم وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ومسؤولي السياسة الخارجية في دول اوروبية وعربية.ويزمع وزير الخارجية الفنلندي اركي تيوميويا ومفوضة الاتحاد الاوروبي للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر زيارة اسرائيل وغزة يوم الخميس وبيروت يوم الجمعة بعد المشاركة في محادثات روما.واعلنت المفوضية الاوروبية أمس الاربعاء تقديم مساعدات قيمتها 11 مليون يورو (13.85 مليون دولار) لمساعدة مواطنين من دول فقيرة معظمهم من العمال الاسيويين على مغادرة لبنان.والتزمت بالفعل بتقديم 20 مليون يورو مساعدات انسانية للبنانيين الذين حوصروا في الحرب المستمرة منذ 15 يوما بين حزب الله واسرائيل وتزمع تقديم مبلغ اخر قيمته 30 مليون يورو.