الدعوة للحكومة الفلسطينية وللرئاسة بترك السلطة قد تدعو للغرابة عند البعض وتبعث تساؤلات عند اخرين، ولكن تعالوا نتحاور، بعيداً عن الحساسية وبصراحة وشجاعة وصدق السلطة الفلسطينية عنـد أعلان المبادئ الفلسطينية ـ الإسرائيلية "أو باتفاق غزة" ـ اريحا أولاً.وكانت ابرز نقاطه اقامة سلطة حكم ذاتي محدود للفلسطينيين في الضفة والقطاع لفترة خمس سنوات، وعند بداية العام الثالث من الحكم الذاتي تبدأ مفاوضات الوضع النهائي للضفة والقطاع بحيث تؤدي إلى تسوية على اساس قراري الامن الدولي "338ـ 242" ، أي حدوث نقل مرحلي للحكم المباشر على الضفة الغربية وغزة إلى السلطة الفلسطينية.جيد ـ ماذا حصل؟اغتيل رابين الذي وقع الاتفاق، وكان ذلك اغتيال لاوسلو من قبل "إسرائيل"، وجاء نتيناهو الليكود، وتنصل من إعادة الانتشار الثاني، واعيد التفاوض، وبلغت خيبة الأمل الفلسطيني اقصاها، وعلقوا الامال على حكومة باراك، والتي لم تلتزم باعادة الانتشار الثالث أو أصرت على الانتقال إلى مفاوضات الوضع النهائي، وتم الدخول بالمفاوضات في تموز 2000م، والسلطة لاتتمتع بسيطرة تامة على المساحة المتواجدة فيها من ارض فلسطين وكانت خطة باراك مع امريكا تعني ان على السلطة ان تعيد التفاوض من جديد على أي انتشار آخر حتى يتم تقديم تنازلات بشأن الوضع النهائي وهنا فوجئ الفلسطيني بان واشنطن تمارس دورها وفقاً لحاجات الحكومة الاسرائيلية وبأنها تقبل طلبات إسرائيل باعتبارها مسلماً بها، وكانت خيبة الأمل الكبرى عند الفلسطينيين الذين راهنوا على كلينتون، وانتهت المفاوضات، وحوصر رئيس السلطة الفلسطينية حتى اغتياله.اما شارون، فسياسته معروفة، وقال في اوسلو أنها لاتساوي الحبر الذي كتبت فيه!أي سلطة نتحدث عنها اليوم، .. ماذا تعني السلطة؟ اليست النفوذ والسيطرة والسيادة، هل يوجد نفوذ للسلطة الفلسطينية في الاراضي المتواجدة عليها، اين السيطرة ,اين السيادة؟في كل يوم عدوان، اجتياح، احتلال، وكان آخر مشهد دخول القوات الاسرائيلية لرام الله العاصمة السياسية للسلطة ايام عيد الاضحى المبارك وعاثت فساداً في الارض، وماذا فعلت السلطة؟ وهل كان بإمكانها ايقاف الزحف الاسرئيلي وقيل رام الله كانت غزة، قتل وتدمير للمنازل, وجرف للمزارع واعتقالات واسعة في صفوف المناضلين، ومع الأسف في ظل هذا كله نرى الازدواجية في السلطة، الخلاف على الحقائب الوزاية، الخلاف على تشكيل القوات، اقتتال فلسطيني ـ فلسطيني، ونسينا الخط الأحمر!إلى أين انتم ذاهبون يا حكومة ويا رئاسة بالساحة الفلسطينية، خاصة وان العوائق لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية باتت واضحة كل الوضوح، وغير مقنعة للمواطن العربي الذي بات يتحسر على الوضع الفلسطيني ويـتألم ويخجل ماذا يقول اليس من العدل ان نعود لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني نعيد لها الاعتبار، يدخل كل من هو خارج المنظمة في اطارها، اليست هي الهوية الوطنية المعبرة عن آمال وطموحات الشعب الفلسطيني، الم تحظى بالاعتراف الدولي، الم تحقق الانتصارات للشعب الفلسطيني.السلطة تمثل فلسطيني الضفة وغزة ولكن ماذا عن مايزيد عن مليون وثلاثمائة الف فلسطيني داخل فلسطين المحتلة عام 1948م، وماذا عن ما يزيد عن الخمسة ملايين بالشتات، من يمثل هؤلاء، ومن هو الاطار الاوسع اليس منظمة التحرير، لماذا لانوفر على انفسنا الكم من الاموال التي تصرف على الوزارات الوهمية، وتنصب هذه الاموال في المشاريع الخدماتية، لماذا لانصارح انفسنا بالحقيقة؟ وعندما نحرر الارض ونكون اصحاب السيادة الحقيقية حينها سنفرح بالدولة وبالرئاسة والحكومة، ونعتز بها، عندما نكون قادرين على حماية ارضنا ونمنع الصهيوني من دخولها وقتما شاء، لن يعترض أحد على السلطة، ربما تكون دعوتي كمن يصرخ في الصحراء، ومع ذلك سنبقى نصرخ ونصرخ.
|
آراء حرة
لم لاتتركون السلطة ـ حكومة ورئاسة
أخبار متعلقة