ولد إدجار ألان بو في بوسطن في الولايات المتحدة عام 1809م ، وكان والداه ممثلين في فرقة متنقلة، ولقد ماتا قبل ان يكمل عامه الثالث ، وبعدها تبناه تاجر من ريتشموند يدعى جون ألان وقد أعطاه اسمه الثاني كي يحمله إدجار . لم يكن إدجار طالباً متفوقاً في المدرسة . كما أننا لا نعرف الكثير عن الخمس سنوات من حياته التي قضاها في المدرسة (1815-1820م) ،في عام 1826م التحق بجامعة فيرجينيا ولكنه لم يستمر بها أكثر من سنة لكثرة ديونه ، وكانت ديونه هذه نتيجة للتبذير ولعب القمار والمراهنة .التحق إدجار بالجيش عام 1828م ، وكان في هذه الفترة قد بدأ بالكتابة وخصوصاً الشعر وكان يطبع كتبه على نفقته الخاصة . وقد ساعده أبوه بالتبني جون ألان بالالتحاق بالكلية العسكرية ، ولكن بو لم يكمل تعليمه بها ، كما أن بعض من زملائه في الكلية العسكرية قد أعجبوا بأسلوبه في كتابة الشعر كثيراً بحيث انهم ساهموا معه مادياً لطبع مجموعة من قصائده .وجد بو نفسه في كتابة الشعر ، ولكن شعره لم يكن يساعده على كسب مايكفيه للعيش ، أصبح بعد ذلك كاتباً لعدد من المقالات والقصص لبعض من الصحف وأصبح بعدها ناقداً أدبياً لأعمال الغير ومن هنا بدأت الشهرة تنتقل إليه وبسرعة ، وكان نقده لأعمال الغير قوياً ورصينا كما امتاز بأنه ذو رؤية لمدى أبعد ، وقد امتدح الروائي الكبير تشارلز ديكينز عندما كان في بداية الطريق وشجعه على الكتابة ، ولكن انتقد بعض الأعمال التي لم يكن لها قيمة أدبية لبعض الكتاب المعاصرين له في الولايات المتحدة .وقد بين أنه أثناء كتابة القصص القصيرة يجب على القاص أن يركز على ما أسماه وحدة الثأتير والتركيز على مؤثر واحد فقط على القارىء وليس على عدد من المؤثرات . وأثناء الكتابة أصبح بو شيئا فشيئا مغرماً بكتابة القصص التي تمتاز بطابع الغموض والرعب .وكان ولعه بالغموض قد قاده إلى تأليف العديد من الروايات البوليسية التي سبق بها غيره . وقد أكد كثير من القراء بأن قصته جريمة قتل في حارة رومارجيو كان لها الصدارة في مجال القصة البوليسية التي تزخر بها مكاتبنا اليوم .وهناك نوعان من قصص الرعب التي اشتهربها بو وهي الاضطراب الهائل التي من خلالها يتحول شخص من مرحلة الشباب إلى الكهولة في سويعات قليلة ، وكذا قصته الشهيرة الحفرة والبندول التي فيها يقترب الموت بشكل تدريجي رهيب من بطل القصة التي تضاءلت فرصة نجاته من الموت المحتم .وأخيراً نقول بأن الغموض والرعب كانا يشكلان نسبة كبيرة في خيال بو وحياته أيضاً فقد وجد مقتولاً في شارع بلتمور ولم يكن قد تجاوز الاربعين من عمره . وقد قيل بأن سبب الوفاة كانت نتيجة لمعاقرته الشديدة للخمر ، ولكن الصحف الرسمية صرحت بأن سبب الوفاة هو توقف فجائي لوظائف الدماغ .
