وكالات/ متابعات :افتتحت في العاصمة القطرية الدوحة بعد ظهر أمس قمًّة دول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة زعماء الدول الأعضاء الست وحضور لافت للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في أوّل مشاركة من نوعها لإيران في قمّة لهذه المجموعة الإقليميًّة منذ إنشائها في العام 1981. ودخل أحمدي نجاد والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والسلطان قابوس بن سعيد يدًا بيد إلى قاعة المؤتمر. وافتتح أمير قطر القمّة بكلمة ركّز فيها على الربط بين الأمن والتنمية وأثر التوترات الإقليمية على استمرار معدلات التنمية التي قال إنها سجلت معدلات عالية في المنطقة. ولم يقدم أمير قطر أي مقترحات بهذا الشأن لكنه تحدث بإسهاب عما لعبه البترول في ازدهار المنطقة وتأمين الاستقرار وطالب بأن يتفهم الجميع إن هذه المنطقة تستحق الأمن والاستقرار . ودعا الأطراف الإقليمية والدولية إلى مراجعة مواقفها وتجنب الإقدام على خطوات غير محسوبة ذات عواقب خطيرة. كما تطرّق في كلمته إلى ضرورة اهتمام دول المنطقة بالبحث العلمي. وتحدث في الجلسة الافتتاحية الرئيس الإيراني الذي أعرب عن سعادته في المشاركة في القمة منوها بالعلاقات التاريخيًّة والقواسم المشتركة بين بلاده ودول المنطقة. واقترح تعزيز منظمة التعاون الاقتصادي وإلغاء التأشيرات بين دول المنطقة لتوطيد التعاون والاستثمار المشترك، كما اقترح إنشاء منطقة للتجارة الحرة وإقامة مناطق حرة باستثمارات مشتركة وتوفير الماء والغاز لدول الخليج. ودعا إلى تشجيع السياحة البرية والقائمة على تشجيع القيم الأسرية، وإنشاء مؤسسات أمنيًّة مشتركة وان تكون خالية من أي تهديد لأمن المنطقة وإنشاء منظمة للتعاون الأمني في هذا المجال. ووجه الرئيس الإيراني دعوة لزعماء دول الخليج لعقد اجتماع في طهران لبحث هذه المقترحات. وقالت مصادر إيرانية ترافق الرئيس محمود احمدي نجاد إن إيران ستعرض على دول الخليج توسيع التعاون الأمني بين دول مجلس التعاون وايران (واستبدال الاتفاقيات الامنية القائمة بينه وبين بعض دول المنطقة باتفاقية امنية جماعية) وقالت (ان الاتفاقية الجماعية التي تقترحها ايران تشمل طائفة واسعة من مجالات التعاون بما في ذلك قضايا الارهاب والتهريب وتبادل المعلومات المتصلة بامن الخليج والملاحة). وقالت (ان العرض الايراني الجديد هو احياء لمشروع قديم كانت ايران قد عرضته على دول المنطقة الا انها لم تلق التجاوب المأمول).وشككت مصادر خليجية في امكانية موافقة دول التعاون على المشروع الايراني وقالت (ان الصيغة التي تقترحها ايران لها بعد سياسي وامني يتجاوز اطر الاتفاقيات الثنائية الامنية الحالية) واضافت (ان لايران اجندة امنية مختلفة عن الاجندة الامنية الخليجية) وتفصل هذا الاختلاف بالقول ان (ايران تريد من اي اتفاقية امنية واسعة النطاق استعادة دورها الاقليمي الذي فقدته منذ الاطاحة بنظام الشاه من جهة ورفع المظلة الامنية الدولية التي باتت تتمتع بها المنطقة والتي تجد فيها ايران تعارضا مع طموحاتها الاقليمية) وقالت المصادر الخليجية انه (بالرغم من حرص دول المنطقة على اقامة علاقات حسن جوار مع ايران وتوسيع اطر التعاون الاقتصادي والتجاري معها فأن الخليجيون لا زالوا يعتقدون ان هذه العلاقات تحتاج الى مزيد من الخطوات السياسية لبناء الثقة من ابرزها استعداد ايران لبحث قضية الجزر الاماراتية الثلاث والتي تعتبر دول الخليج ان عدم حلها يشكل مصدر تهديد لامن واستقرار المنطقة) .وأضافت المصادر ان طرح موضوع الاتفاقية الأمنية الجماعية في هذا الوقت (يبدو محاولة ايرانية لتشتيت الانتباه عن المواجهة الدولية بينها وبين المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي وجعل دول الخليج بمثابة حصان طروادة في هذا المسعى).وقد أعرب قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن سعادتهم بالمشاركة فى القمة الخليجية والتي يأملون في أن تحقق طموحات الشعوب الخليجية خاصة فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية.واكد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان فى بيان ادلى به لدى وصوله مجددا حرص الامارات الدائم على كل ما من شانه دعم مسيرة مجلس التعاون فى مختلف المجالات والسعي المستمر الى توحيد المواقف بالتنسيق والتشاور فى كل ما يهم دول المجلس في إطار الرؤى الواحدة والمصير المشترك لدوله وشعوبه.وأوضح انه سيتم تدارس الموضوعات السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها من الموضوعات المهمة وما سيتخذه من قرارات ويتوصل اليه من رؤى مشتركة سيعزز مسيرة التكامل بين الدول الخليجية في شتى المجالات وتدفع بالعمل الخليجي المشترك نحو آفاق أوسع تخدم مصالح دولنا وشعوبنا.وأضاف ان القمة تعقد وسط ظروف بالغة الاهمية وفى ضوء العديد من التطورات والمستجدات فى المنطقة والعالم مما يفرض التوصل الى رؤية جماعية مشتركة ويتطلب منا تضافر الجهود وتنسيق المواقف على جميع المستويات لتجنيب المنطقة ما يمكن ان ينتج من اثار وانعكاسات سلبية لهذه التطورات والعمل على تعزيز امننا واستقرارنا.واكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى ال خليفة فى بيان ادلى به لدى وصوله الدوحة حرص المملكة على ممارسة دورها كاملا فى مسيرة التعاون الخليجي معتبرا القمة انطلاقة اخرى تعكس العزم على مواصلة مسيرة التعاون المشترك وتعزيز وتطوير العمل الجماعي بما يلبي ويحقق الخير والرخاء لدولنا وشعوبنا. واعرب عن امله فى سرعة البدء بالعمل بالسوق الخليجية المشتركة واستكمال متطلبات الاتحاد الجمركى والبرنامج الزمنى للاتحاد النقدى وازالة كافة المعوقات التى تواجهه وان يتم الالتزام بموعد تنفيذه الذى حدد فى العام 2010.كما اكد اهمية البحث فى نتائج دراسة الجدوى الاولية للبرنامج النووي المشترك ذي الطابع السلمي لدول مجلس التعاون وفقا للمعايير الدولية التى اعدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتنسيق مع الامانة العامة لمجلس التعاون.
افتتاح أعمال قمة مجلس التعاون الخليجي الـ( 28)بحضور الرئيس الايراني
أخبار متعلقة