فيما العنف يهدد الهدنة في غزة مع زيارة المبعوث الأمريكي
رام الله (الضفة الغربية) / غزة / 14 أكتوبر / رويترز:دعا المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل يوم أمس الخميس إلى فتح معابر تجارية مع قطاع غزة بمشاركة السلطة الفلسطينية.وفي أعقاب محادثات في رام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال ميتشل للصحفيين «كي ننجح في منع تهريب السلاح إلى غزة ينبغي أن تكون هناك آلية تسمح بتدفق السلع المشروعة وينبغي أن يكون ذلك بمشاركة السلطة الفلسطينية».وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة قائلة إنها تهدف من هذا لمنع حصول حركة حماس المسيطرة على القطاع على الحصول على أسلحة.ومن ناحية أخرى هددت هجمات صاروخية فلسطينية وغارات إسرائيلية يوم أمس الخميس بتقويض الجهود التي يبذلها مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط لتثبيت الهدنة الهشة.وفي وقت متأخر ليل الأربعاء الماضي أطلق نشطاء فلسطينيون في قطاع غزة الذي تحكمه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صاروخا على إسرائيل في أول هجوم من نوعه منذ إعلان وقف إطلاق النار في 18 يناير كانون الثاني ثم أطلقوا صاروخا آخر يوم أمس الخميس. ولم يسفر الهجومان عن وقوع إصابات.وقال مسعفون انه بعدها أغارت طائرات إسرائيلية على جنوب قطاع غزة وهاجمت ورشة حدادة قال الجيش الإسرائيلي إنها لإنتاج الأسلحة وقصفت دراجة نارية ما أسفر عن إصابة اثنين من النشطاء وعشرة مارة.وهدد تزايد وتيرة العنف خلال اليومين الماضيين بإشعال جديد للحرب التي شنتها إسرائيل يوم 27 ديسمبر كانون الأول بهدف معلن هو إنهاء إطلاق الصواريخ عبر الحدود على بلداتها الجنوبية.ويعتزم مبعوث أوباما السناتور السابق جورج ميتشل الاجتماع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة بعد محادثات أجراها يوم الأربعاء الماضي في مصر.. التي تحاول التوسط في هدنة طويلة.. وفي إسرائيل.وفي تكرار لدعوة أوباما بالعودة إلى محادثات السلام قال ميتشل «من المهم للغاية تمديد وتعزيز وقف إطلاق النار».ولكن مع اقتراب موعد الانتخابات في العاشر من فبراير شباط يتحدث قادة إسرائيل بنبرة صارمة عن الأمن وهو من بين المخاوف الرئيسية للناخبين.وتوعد القادة الإسرائيليون بالرد بقوة على تفجير قتل جنديا إسرائيليا عند حدود غزة يوم الثلاثاء وعلى إطلاق الصاروخين. وقال نشطاء فلسطينيون إن إطلاق الصاروخين جاء ردا على قتل إسرائيل ثلاثة فلسطينيين منذ بدء سريان الهدنة.وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت «يجب أن تعرف حماس أنها مسؤولة عن هذه الصواريخ وسيعرفون أن إطلاق الصواريخ على إسرائيل ببساطة ليس من مصلحتهم».وقالت وزارة الصحة في حكومة حماس في غزة إن نحو 1300 فلسطيني بينهم 700 مدني على الأقل استشهدوا في الهجوم الإسرائيلي على غزة والذي استمر 22 يوما. وقالت إسرائيل إن عشرة من جنودها وثلاثة مدنيين قتلوا.وفي القدس قال ميتشل يوم الأربعاء الماضي إن أي هدنة قابلة للاستمرار يجب أن تشمل إنهاء التهريب إلى قطاع غزة وإعادة فتح المعابر الحدودية لتخفيف الحصار الاقتصادي الذي تفرضه إسرائيل على القطاع حيث يعيش نصف السكان البالغ عددهم 1.5 مليون على المساعدات الغذائية.وقال مسؤول إسرائيلي إن أولمرت أبلغ ميتشل أن إسرائيل لن تعيد فتح المعابر إلا أمام شاحنات المساعدات حتى يتم الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة منذ عام 2006 .وتوقع بنيامين نتنياهو زعيم المعارضة الذي يتقدم استطلاعات الرأي قبل الانتخابات مزيدا من العنف.وقال لراديو إسرائيل «من الواضح أن حماس تعيد تسليح نفسها. بالطبع تهاجمنا.. وتختبرنا. لن يكون هناك خيار أمام الحكومة القادمة إلا إنهاء العمل واستئصال قاعدة الإرهاب الإيراني إلى الأبد».وحصلت إسرائيل على تعهدات أمريكية وأوروبية بالمساعدة في منع حماس التي تقول الدولة اليهودية إنها تحصل على أسلحة من إيران من إعادة التسلح عبر الأنفاق على حدود غزة مع مصر أو عن طريق البحر.كما حشدت حلفاءها الغربيين للضغط على القاهرة لتشديد إغلاق حدودها مع غزة.وشددت إسرائيل حصارها على قطاع غزة بعد أن سيطرت حماس على القطاع عام 2007 . وأصبحت الأنفاق شريان الحياة الاقتصادي الذي يعتمد عليه سكان غزة في تهريب السلع التجارية التي لم تسمح بمرورها إسرائيل.ووزعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) يوم أمس الخميس راتبا قيمته 100 شيقل إسرائيلي (25 دولارا) على كل طالب من طلاب المدارس التي تديرها في قطاع غزة وعددهم 200 ألف.