من تجربة لي معه .. (1-2)
[c1]توطئة:[/c]هنالك مثل متعارف عليه كمقولة متداولة، لها مغزاها عند اطلاقها للتعبير عن حدوث شيء ما أنياً يكون مرتبطاً بالذاكرة بسابقة بشأنه، حيث يقال "الشيء بالشيء يذكر" وأضيف إليه بالقول: خاصة إذا كان هذا الشيء له مغزاه ودلالته المتصلان بقول حق في جوانب الوطنية والصدق والوفاء، والواجب المحتم على المرء بالافصاح عن القول الحق بشأن هذه الجوانب والأمور المعنية به.. هذه الأسطر أوردتها أنفاً كتوطئة لما أود الخوض فيه من خلال تناولي لهذا الموضوع من منطلق مقولة المثل المشار إليه سلفاً "الشيء بالشيء يذكر" وهذا الشيء الذي أعنيه هو مضمون المقال الذي نشرته صحيفة 14 أكتوبر الغراء لكاتبه الزميل حسن العديني، في العدد (13452) الصادر يوم السبت 11 أكتوبر2006م والمقال تحت عنوان (عرفت هذا الرجل) والمقصود بالرجل هو العميد علي حسن الشاطر رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر الغراء..وبمجرد مشاهدتي لذلك العنوان الذي كان أعلى مضمون المقال، وبجانبه الصورة الفوتوغرافية للعميد علي حسن الشاطر يتصدران ـ العنوان والصورة ـ موقعهما الرئيس أو الأعلى من صفحة (3) من صفحات هذه الصحيفة الأكتوبرية الغراء، أنشددت تلقائياً إلى القراءة المتأنية لمضمون ما ورد في المقال، ظناً مني، في البداية، أنه يأتي في سياق الخوض بما تضمنه النصف الثاني من الصفحة نفسها، وبعض الصفحات الأخرى من الصحيفة، فيما يتعلق بالتفاعلات الاستنكارية والتضامنية للزملاء الصحفيين، والإدانة الواسعة بشأن التهديدات الهمجية التي تعرض لها العميد والزميل علي حسن الشاطر رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر، بتصفيته جسدياً، من قبل مصدر هذه التهديدات، حميد الأحمر، عضو مجلس النواب/ وبهذه الفرصة السانحة أضم صوتي وموقفي إلى زملائي الصحفيين في الاستنكار والإدانة لهذه التهديدات الخطيرة الموجهة إلى الأستاذ والزميل علي حسن الشاطر والتضامن معه في تعرضه لهذه التهديدات.لكن ما ظننته في البداية تبدد، مع استرسالي ومواصلتي لقراءة مضمون ذلك المقال حتى الانتهاء من قراءته كاملاً وبتمعن واهتمام.ولعل ما يهمني بل يستدعي مني الإشارة إليه بصدد مضمون ذلك المقال، هو انني أثناء استرسالي ومواصلتي لقراءة المقال، الذي كان كتبه، الزميل العديني يتحدث فيه ويتطرق من خلاله وعبر أسطر فقراته عن تجربة من التعامل له وعبره شخصياً مع العميد الشاطر وما أورده الزميل من وقائع تجربته هذه، من المناقب والصفات الوطنية والإنسانية والتعاونية مع الآخرين التي يتحلى بها هذا العميد الشاطر الإنسان وما يتسم به تعامله المسؤول والشخصي المتواضع والمتعاون، من موقعه العسكري المسؤول وقربه من دائرة الرئيس، فأنني في الوقت نفسه ومن خلال قراءتي للمقال، كنت استعرض في مخيلتي شريطاً من أهم الذكريات لبعض الوقائع من تجربتي المتواضعة وما تخللت هذه التجربة من العلاقة العابرة عن قرب مع هذه الشخصية العسكرية الصحفية الإنسانية المتواضعة، العميد والأستاذ علي حسن الشاطر، مما جعلني ذلك أجزم فعلاً بمصداقية كل ما تضمنه مقال الزميل العديني حول هذا العميد الشاطر رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر الغراء.[c1]بدايات وقائع التجربة[/c]من هنا، ولأن "الشيء بالشيء يذكر" ـ كما أسلفت ـ فقد وجدت نفسي مشدوداً لتأدية واجبي في قول كلمة الحق والانصاف في حق العميد الزميل علي حسن الشاطر من خلال سرد واقعة تجربتي العابرة معه في وقت كنت فيه أواجه ظروف صعبة لم يكن لي فيها أية حيلة لأنها فرضت علي فرضاً، بعد أن دفعت فيها ثمناً لواجب وطني وحدوي أديته حينها فقوبلت بتصرف استقوائي معي جعلني أواجه ما مررت به من تلك الظروف الصعبة التي لم أتجاوزها إلا بعد أن أمتدت إلي يد التعاون والمروءة للعميد الإنسان الأستاذ علي حسن الشاطر الذي غمرني بمعروفه ووقوفه المتعاون معي، دون أن تكون لي سابق معرفة مباشرة معه أو علاقة ارتباط بشخصه الكريم، ولا أنسى أيضاً القلة الخيرة التي تعاطفت معي في ظروفي الصعبة تلك والتي سأتي على ذكرها لاحقاً في إطار سردي لواقعة تجربتي تلك، وهي كالتالي:[c1]1/ [/c]بدأت واقعة تجربتي زمنياً منذ الثلاثة الأشهر الأخيرة من العام 1993م، وتحديداً أثر الاعتكاف الأخير لشهر أغسطس من ذلك العام المشهور الذي أقدم عليه "البيض" في عدن وبقية حكاية ذلك الاعتكاف وما تلاه معروفة.[c1]2/ [/c]ومع تفاقم الأزمة الشديدة التي عاشها الوطن بعد ذلك الاعتكاف وما شهدته الأشهر التالية له من العام نفسه، تلقيت مكالمة هاتفية من صديق لي في قيادة حزب جبهة التحرير في صنعاء إلى مقر عملي في فرع وكالة أنباء سبأ في عدن، حيث طلب مني ذلك الصديق أن أتوجه حالاً إلى صنعاء لمقابلة الأخ عبدالسلام العنسي المسؤول الأول حينها في اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام وهو حالياً عضو مجلس الشورى.[c1]3/ [/c]وفعلاً توجهت في اليوم التالي لتلك المكالمة إلى صنعاء التي وصلت إليها في سيارة أجرة في حوالي الساعة التاسعة مساء ذلك اليوم، حيث التقيت صديقي وتوجهت معه مباشرة إلى منزل الأستاذ عبدالسلام العنسي الذي التقيت به في منزله في "الجراف" وابلغني بأنهم في اللجنة الدائمة للمؤتمر يرغبون في الاستفادة من تجربتي الصحفية الطويلة بتفريغي للعمل ضمن هيئة تحرير صحيفة "الميثاق" لسان حال المؤتمر الشعبي العام.[c1]4/ [/c]وأبدى الأستاذ العنسي استعدادهم بتأجير منزل لي ولأسرتي في صنعاء واحتساب مكافأة شهرية لي مقابل تفرغي وانتدابي للعمل كصحفي في صحيفة الميثاق.[c1]5/ [/c]ودون أي تردد أبديت استعدادي التام وقبول العرض المطروح علي من قبل الأستاذ "العنسي" منطلق في ذلك من اعتبارين أساسيين، الأول وطني مبدئي وهو يتعلق بموقفي الوحدوي المؤيد للشرعية الوحدوية الدستورية بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح، والأعتبار الثاني المتمثل بتجسيد التزامي بعضويتي التنظيمية الانتمائية للمؤتمر الشعبي العام كعضو مشارك في المؤتمر التأسيسي لفرع المؤتمر في عدن المنعقد عام 1990م.[c1]6/ [/c]وعلى الرغم مما كان يعنيه قبولي لذلك العرض، مما سيكلفني ذلك ما يحتمل من تعرض متوقع من رد فعل انتقامي يطال أبنائي وأفراد أسرتي في عدن من قبل الأجهزة القمعية للحزب الاشتراكي الذي كان حينها باسطاً هيمنته على عدن كجزء من المحافظات الجنوبية سابقاً، وهو ما حصل فعلاً بعد ذلك من محاولات للهجوم على منزلي في مدينة الروضة في عدن لغرض الاستيلاء عليه وأخذ بعض الموجودات فيه التي اكتفى بها المهاجمون حيث فشلت محاولة استيلائهم للمنزل بعد أن اصطدموا بوجود أحد أبنائي وأسرته وأطفاله الذين كانوا قد انتقلوا من منزلهم في كريتر وسكنوا في منزلي بدلاً عن أفراد أسرتي الذين أخذتهم وانتقلوا معي إلى صنعاء.[c1]7/ [/c]نعم، أقول على الرغم من تلك المحاذير، المشار إليها أنفاً، والتي رميت بها جانباً، قبلت عرض الأستاذ عبدالسلام العنسي، وكان ذلك بحضور ووجود الأخ احمد الشرعبي رئيس تحرير صحيفة الميثاق حينذاك، والذي اتفقت معه صباح اليوم التالي لتلك الأمسية على فرصة للبحث عن منزل ثم قدمت إلى عدن وأخذت بعض أفراد أسرتي، زوجتي وأطفالي، وانتقلت بهم معي إلى صنعاء للسكن في المنزل الذي كنت قد استأجرته بواسطة احد السماسرة.[c1]8/ [/c]وعند عودتي إلى صنعاء تمت إجراءات تفرغي وانتدابي رسمياً من قبل وزارة الإعلام وقيادة الوكالة في صنعاء وباشرت عملي الصحفي في صحيفة الميثاق منذ أواخر عام 1993م التي من خلالها والكتابة فيها أديت دوري الإعلامي وواجبي الوطني الوحدوي في خندق الجبهة الإعلامية للشرعية الوحدوية الدستورية.[c1]9/[/c] واستمرت في عملي الصحفي في صحيفة الميثاق في ظل تطورات الأحداث وما أقترن بها من حرب لعصبة فتنة حرب الردة والانفصال التي توجت بالانتصار المحقق للشرعية الوحدوية الدستورية وذلك في يوم السابع من يوليو عام 1994م.[c1]10/ [/c]وما هي إلا بضعة ايام انقضت تلت يوم النصر الوحدوي السابع من يوليو 94م ـ وتحديداً بعد منتصف شهر يوليو ـ حتى جاءت المفاجأة لي من قبل الأخ رئيس تحرير صحيفة الميثاق احمد الشرعبي عندما فاجأني بابلاغي بتوقيف صرف المكافأة الشهرية لي التي كنت أستلمها شهرياً عبر الصحيفة وضمن الكشف الخاص بالصحفيين والعاملين فيها، وأضاف المذكور: بان عليّ من الشهر نفسه متابعة الإخوة في اللجنة الدائمة بشأن استلام مكافأتي هذه من قبل المسؤول المالي في اللجنة الدائمة.[c1]11/ [/c]وبقدر ما صدمتني هذه المفاجأة، وحز في نفسي ما مثلته في ثناياها من تصرف استقوائي بحقي، دون غيري، استهدف ابعادي والتخلص مني ومن وجودي في صحيفة "الميثاق" مجازاة لي وتنكراً اًلدوري وواجبي الوطني الوحدوي اللذين قمت بهما وأديتهما في خضم تلك الظروف والأحداث التي كان فيه يعلم ـ الشرعبي ـ صعوبة التواصل مع المسؤولين في اللجنة الدائمة وعلى رأسهم الأستاذ العنسي لانشغالاتهم في ظروف بعد 7 يوليو 94م.[c1]12/ [/c]المهم حدث ذلك وظللت نتيجة له على مدى ثلاثة أشهر أعاني من تأثيراته وانعكاساته المادية والمعيشية عليّ وعلى البعض من أفراد اسرتي، زوجتي وأطفالي، المتواجدين معي في المنزل السكني المؤجر لي، والذي هو الآخر، المنزل، كنت مطالباًً من مالكه دفع ما تبقى عندي من الإيجار للأشهر الثلاثة للفضل الثالث بعد أن دفعت إيجار الستة الأشهر الأولى التي كنت أستلم مقابله المادي عن كل ثلاثة أشهر من قبل المسؤول المالي للجنة الدائمة.[c1]تنويه عارض[/c]"وهنا أود التنويه بان سردي الاستعراضي للتفاصيل الواردة أعلاه من رقم (1 ـ 12) انما هو أمر كان لزاماً عليّ القيام به باعتباره سرداً متصلاً لما سأتي للتطرق إليه وذكره لاحقاً بشأن مقولة "الشيء بالشيء يذكر" التي بدأت بها تناولي لهذا الموضوع، وصولاً إلى الافصاح عن قول الحق الذي يستدعيني الواجب الشخصي الوطني وتقتضيه مني الأمانة المهنية والإنسانية، قوله، من قبيل الوفاء ورد الجميل لمن تعاون معي وغمرني بجميله ومعروفه وشهامته، في وقت كنت فيه في أمس الحاجة لمن يتحلى بهذه الصفات الخيرة والإنسانية للوقوف معي في ظل تلك الظروف الصعبة المشار إليها، التي كنت أمر بها". [c1]يتبع غداً...[/c]