الإعلان الختامي للقمة دعا إلى شراكة إستراتيجية بين المنطقتين
القمة العربية اللاتينية في الدوحة
الدوحة/متابعات:أكدت غالبية الكلمات التي ألقاها المشاركون في افتتاح واختتام أعمال القمة العربية اللاتينية أن الفواصل الجغرافية لا تعوق إمكانية التواصل والتعاون الاقتصادي الذي ألح الجميع على أهميته، وبأن القمة من شأنها أن تقلص المساحات الجغرافية الفاصلة بين المنطقتين.وفي حين دعا الإعلان الختامي للقمة إلى شراكة إستراتيجية بين المنطقتين، وإلى «ضرورة استحداث نظام مالي دولي جديد»، وإلى أهمية «عقد مؤتمر دولي في أقرب فرصة في إطار الأمم المتحدة لمناقشة الأزمة المالية»، دعا العديد من قادة الدول المشاركين في كلماتهم إلى تكسير عوائق الجغرافيا لقيام شراكة اقتصادية حقيقية. الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، صاحب فكرة القمة والمدافع القوي عن ضرورة قيام شراكة بين دول الجنوب بعيدا عن هيمنة الشمال، أكد «ضرورة تقليص المساحات الجغرافية بين بلداننا عن طريق الدفع بعجلة التبادل التجاري بيننا».وفيما دعا إلى «جعل التجارة محركا للتنمية» أعلن أن التبادل التجاري بين بلده والمجموعة العربية ارتفع من نحو تسعة مليارات دولار غداة عقد أول قمة بين المجموعتين في العام 2005 إلى 21 مليارا حاليا، في حين ارتفعت التبادلات التجارية بين الأرجنتين والمجموعة العربية من مستوى الصفر تقريبا في تلك الفترة إلى حوالي خمسة مليارات دولار حاليا. الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز من ناحيته اعتبر اقتصاد الدول الكبرى «نمرا من ورق» وطالب دول الجنوب بالعمل على الإسراع في تقويضه، ودعا في سبيل ذلك إلى سحب ودائع دول المنطقة بالبنوك الغربية، في حين أيد اقتراح الصين وإيران وروسيا بإصدار عملة عالمية جديدة تحل محل الدولار، أما رئيسة تشيلي ميتشيل باشيليت التي تتولى رئاسة اتحاد دول أميركا الجنوبية فاعتبرت في الجلسة الافتتاحية أن «القمة فرصة في غاية الأهمية فيما يتعلق بتعزيز التعاون متعدد الأطراف».وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد بن عبد الله آل محمود، دعت ميتشيل إلى نظام عالمي اقتصادي يمثل العالم تمثيلا حقيقيا.ورغم أن بعض الصحفيين والمحللين اعتبر القمة ترفا لا ضرورة له، وأنها مجرد لقاءات شكلية تدخل في إطار العلاقات العامة وأن عامل الجغرافيا ليس في صالحها، فإن العديد من السياسيين والباحثين ثمّنها لوصفها وسيلة لتبادل الخبرات.وقد أقر هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية بأن «العامل الجغرافي عائق بالفعل»، لكنه شدد على أن «مهمتنا هو التغلب على هذا العائق، مثلما تغلبت عليه الولايات المتحدة في تعاملاتها التجارية والاقتصادية مع كل من الصين واليابان»، مشيرا في هذا الصدد إلى أن «عامل الجغرافيا قائم مع الولايات المتحدة التي تربطنا بها علاقات متينة.وفي حين دعا يوسف إلى الإفادة مما سماها التجارب الثرية لتلك الدول، خاصة تجربة البرازيل في مجال مكافحة الفقر، فقد طالب الباحث العربي منذر سليمان «بتعلم العرب من تلك الدول كيف تتصرف حيال مصالحها وبشأن خلافاتها»ونفى سليمان وجود تأثير للعامل الجغرافي باعتبار أن «ثورة المعلومات والاتصالات لم تعد معها فوارق زمنية واسعة بين المساحات الجغرافية». أما الصحفي المصري الكاتب في صحيفة تلغراف البريطانية عادل درويش فدعا في سبيل التغلب على هذا العائق للاستثمار في وسائل النقل لخلق قاعدة للتبادل قابلة للحياة والديمومة.وأكد أهمية القمة في الظروف الحالية باعتبار أنها ستخلق أسواقا بديلة، خاصة مع بروز سياسة الحماية التجارية التي بدأت دول غربية عديدة تنتهجها، مشيرا إلى الشعار الذي يرفعه الرئيس الأميركي باراك أوباما «اشتروا المنتج الأميركي أولا»، ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون «الوظائف للبريطانيين».من جهته دعا أحمد علي الصيفي رجل الأعمال البرزيلي المستشار السياسي للرئيس لولا دا سيلفا إلى جعل الاقتصاد والتبادل التجاري بين المنطقتين أحد العوامل في مواجهة الغطرسة الغربية والأميركية خاصة.ونوه الصيفي بأهمية الخطين الجويين اللذين يربطان المنطقتين -أحدهما يربط دبي بالبرازيل، ويربط الثاني بين دمشق والعاصمة الفنزويلية كراكاس- باعتبار أنهما الخطوة الأولى في سبيل هدم حواجز التباعد الجغرافي.