أطروحة دكتوراه للباحث : حسين مثنى العاقل مقدمة إلى قسم الجغرافيا بكلية الآداب – جامعة عدن في 31 / 1 / 2007م
رصد ومتابعة / نعمان الحكيم :مقدمة لابد منها :فعلاً .. ما كنا توقعناه , قد حصل .. الامتياز مع مرتبة الشرف للباحث الأستاذ / حسين العاقل , رغم أننا وضعنا أيدينا على موضع القلب , جراء النقاشات الدائرة حول البحث , ولما عرف عن الدكتور / أحمد شجاع الدين من صرامة وتمحيص وتشديد , ألا أن ذلك كله كان داعماً للباحث وإغناء للبحث , وتوسعة له علمياً ولغوياً وكل ذلك لا ينتقص من البحث والجهد العلمي المبذول حسب تعبير اللجنة المناقشة وحسب ما لمسناه نحن من تمكن الباحث وهو يسرد البحث ملخصاً على آلة ضوئية مدعمة بالصور والأعمدة الاحصائية والأرقام الغنية .. ما جعل التفاؤل بالامتياز وشيكاً .. وقد حدث .. فمبروك لزميلنا وأستاذنا / العاقل على هذا النجاح الباهر .. وإن شاء الله يكون البحث إضافة علمية هامة للوطن والمشتغلين بالمياه والموارد المائية .[c1]ملخص الدراسة الموسومة بـ :[/c]" الموارد المائية واستخداماتها في حوض الضالع / قعطبة – اليمن – دراسة هيدرو – جغرافية " المقدمة من قبل الباحث / حسين منى العاقل مسعد العاقل إلى قسم الجغرافيا بكلية الآداب – جامعة عدن لنيل الدكتوراه :[c1]الموقع والمساحة[/c]1 – يقع حوض الضالع – قعطبة ( منطقة الدراسة ) ضمن المساحة الإدارية لمحافظة الضالع وتقدر مساحته بحوالي 850 كم2 , وهي تمثل نسبة 19,5% من المساحة الاجمالية لمحافظة الضالع البالغة 4356كم2 .2 – يتحدد الموقع الفلكي لمنطقة الدراسة بين دائرتي عرض 13,40 – 13,55 شمال خط الاستواء , بين خطي الطول 44,20 – 44,45 شرق جرينتش , ووفق الاحداثيات الجغرافية ( U . T . M ) 1515000 – 1540000 شمالاً , وبين 450000 – 485000 شرقاً .3 – تتوزع مساحة حوض الضالع – قعطبة بصورة غير متساوية , ضمن مساحة ست مديريات من مديريات محافظة الضالع , هي ( الضالع , قعطبة , الحصين , الشعيب , جحاف , والحشا ) .4 – يتراوح ارتفاعها ما بين 1400 – 2800 متر فوق مستوى سطح البحر , وهي بذلك تدخل ضمن النطاق الأوسط لمرتفعات اليمن حيث تشكل نقطة اندماج بين سلاسل المرتفعات الجنوبية المحاذية لامتداد خليج عدن من جهة الجنوب , والمرتفعات الغربية الموازية لامتداد البحر الأحمر من الجهة الغربية .5 – كما تشكل أيضاً حداً فاصلاً لخطوط تصريف المياه السطحية بين الروافد العليا لوادي بنا التي تتصل بها من الجهة الشرقية , وروافد وادي تبن العليا من الجهتين الشرقية والجنوبية .6 – يعد حوض الضالع – قعطبة من القيعان الجبلية المرتفعة , حيث يشكل سهلاً رسوبياً محصور بين سلاسل المرتفعات شديدة التضرس والانحدار .7 - طول السهل الرسوبي حوالي 38كم2 , وعرضه ما بين 8 – 10 كم , ويشغل مساحة 320 كم2 تقريباً وهب تمثل نسبة 37,6% من المساحة الحوضية لمنطقة الدراسة .8 – تنتشر فيه العديد من التلال والنتواءات البركانية لتكوينات الزمن الثالث , مثل تلال دار الحيد , والعرشي , والسويداء , وحيد عقرم , وشحذ , والقراعي , وحيد الوبح / خوبر / سناح .9 – تستلقي بداخله طبقات من الرواسب الرباعية الحديثة التي ارسبتها المياه السطحية عبر مجاري الشعاب وتظهر على هيئة مساطب سميكة من الرواسب الرملية متعددة الأحجام , بالاضافة إلى التربة الفضية الخصبة .10 – تدخل منطقة الدراسة حسب التقسيم العام للنطاقات المناخية في اليمن , ضمن النطاق المحلي للمرتفعات الوسطى , حيث يتصف مناخها حسب البيانات المسجلة في محطة الضالع خلال الأعوام 73 – 1987م بأن كان المجموع السنوي لقيم الإشعاع الشمسي يصل إلى 586 مليون جول م2 / سنة , والمعدل السنوي لفترة السطوع الشمسي 8.7 ساعة / يوم .11 – أما المتوسطات الشهرية لدرجات الحرارة العظمى فتقدر بنحو 82,8م , والصغرى 16م , والمتوسط الحراري 22,1م , والمدى الحراري 11,3م , والمعدل السنوي لسرعة الرياح حوالي 0,8متر / ثانية , والرطوبة النسبية 14% والمعدل السنوي لقيم التبخر النتحي بنحو 4 ملم / سنة , في حين يكون المعدل السنوي للأمطار إلى 360 ملم / سنة .12 – بلغ المعدل للأمطار في منطفة الدراسة حسب البيانات المعتمدة من محطة الضالع للأعوام 1956 – 2003م حوالي 350,2 ملم تتوزع فصلياً بنسبة 60% في فصل الصيف , ونسبة 23% في فصل الربيع , ونسبة 13% في فصل الخريق , بينما لا تمثل أمطار الشتاء سوى 4% من مجموع الأمطار السنوية .13 – أظهرت المعطيات المناخية لقيم درجات الحرارة والأمطار حسب طريقة احتساب معادلة ثورنتوبت , وقيم التبخر النتحي الكامن لايفانوف , لإن الموازنة المالية المناخية في منطقة الدراسة تكون في حالة عجز مالي طوال العام , وهذا يعني أن المعدلات السنوية لقيم التبخر تفوق معدلات الأمطار .14 – لقد تشكلت تربة منطقة الدراسة وفق تأثيرات عوامل النحت والترسيب للمياه السطحية , لكنها لم تكن صالحة للاستخدام إلا بعد أن أسهم فيها الجهد البشري بما فيها من نشاط متواصل في إقامة الحواجز السيلية , وتشييد المدرجات على جوانب المنحدرات والسفوح الجبلية , التي مكنت من حماية تربتها من الانجراف , وتحويل مليارات من الأطنان من المواد الدقيقة الصخرية والعضوية إلى ترب جيدة غطت قسطاً هاماً من الحاجات الغذائية للسكان .15 – يتعرض الغطاء النباتي في منطقة الدراسة لعمليات الاحتطاب والرعي الجائر , إلى درجة أن اصبحت العديد من أنواع الأشجار والنباتات البرية معرضة للانقراض , وهناك العديد من النباتات المعروفة في كثافتها التي كانت قبل ثلاثة عقود ثم لم يعد منها سواء بعض الشجيرات المتناثر على المنحدرات الوعرة .16 – يقدر عدد سكان منطقة الدراسة بحوالي 158746 نسمة يمثلون نسبة 33,7% من اجمالي عدد السكان في محافظة الضالع – البالغ عددهم حسب النتائج الأولية للتعداد العام 2004م حوالي 470460 نسمة .17 – نتيجة التداخل الطبيعي والبشري بين المساحة الحوضية لكل من حوض الضالع – قعطبة ( 158746 نسمة ) مع المساحة الحوضية لوادي ميتم ( 410243 نسمة ) , فان العلاقة بين سكان الحوضين المتجاورين ( 568,989 نسمة ) تجعلهم شركاء في استغلال واستهلاك الموارد المائية في المساحة الحوضية لوادي تبن الأعلى .18 – التركيب النوعي لسكان حوض الضالع – قعطبة يتوزعون بين 83224 نسمة من الذكور ويمثلون نسبة 2,4% والإناث 75522 نسمة ويمثلن نسبة 47,4% .19 – الكثافة السكانية حوالي 189,7 نسمة في الكيلو متر المربع الواحد , ومعدل النمو السنوي لمحافظة الضالع هو 3,69% عام 2004م .20 – يتوقع أن تصل الزيادة السكانية عام 2015م في منطقة الدراسة إلى حوالي 236,757 نسمة يتوزعون بين 123616 نسمة من الذكور بنسبة 2,2% ومن الإناث 113141 نسمة بنسبة 47,8% .21 – تقدر المساحة الصالحة للزراعة في محافظة الضالع بحوالي 14009 هكتار , والمساحة المحصولية بنحو 13311 هكتاراً , في حين قدرت المساحة المحصولية في منطقة الدراسة بحوالي 3401 هكتار وهي تمثل نسبة 25,6% من اجمالي الساحة المحصولية في المحافظة .22 – بلغ الانتاج الزراعي في محافظة الضالع عام 2004م حوالي 11,662 طناً , منها 6.,65 طناً من المحاصيل الغذائية ( الحبوب والخضروات والفواكه والبقولات ) وتمثل نسبة 52% من الانتاج المحصولي في المحافظة , وحوالي 5597 طناً من المحاصل النقدية وتمثل نسبة 48% .23 – ولأن زراعة القات من المحاصيل النقدية التي تشغل زراعة ( 4311 هكتاراً ) وتمثل نسبة 33% من المساحة المحصولية في م / الضالع , لذلك يعد المحصول الزراعي الأول من حيث كمية انتاجه ( 4397 طناً ) بما نسبة 37,7% من اجمالي الانتاج الزراعي في محافظة الضالع .24 – أظهرت الدراسة الميدانية لعدد المستجوبين ( 828 أسرة ) إن الذين يعتمدون على حرفة بيع وتسويق القات كانت نسبتهم 30,3% كمصدر أول للدخل في منطقة الدراسة , تليها الوظيفة الحكومية بنسبة 10,9% ثم العمل الزراعي في غير القات نسبة 4,6% فقط .25 – يعتبر نظام الري من المجاري السيلية Field Bunds in wadi Bottoms أحد أهم مصادر إرواء الحقول الواقعة على جانبي مسايل الشعاب والوديان الجبلية , وتشكل تقريباً نسبة 70,60% من استخدامات الري في منطقة الدراسة .26 – كما تنتشر ظاهرة المساقي الجبلية القائمة على تجميع وحصاد مياه الأمطار Bounded Fields with Rainfall Mountain Area في جميع مناطق المرتفعات الغربية حيث المدرجات الزراعية التي يعتمد في ريها على تجميع مياه الأمطار Water Collection أو نظام الحصاد المائي Water Harvesting .27 – تعتمد الزراعة في م / الضالع ومنطقة الدراسة على أربعة أنظمة للري , حيث يمثل نظام الري بالأمطار نسبة 59,5% ونظام الري من الآبار نسبة 35% , أما نظامي الري بالسيول والغيول فتمثل نسبة 5,5% .28 – ومن العادات المتبعة في استخدام مياه الآبار أن تكون حقاً مشاعاً للشرب والأغراض المنزلية , بينما استخدامات الري إلى حصص بين ملاك البئر لكل حسب سهمه ومساحة أرضه الزراعية , وهناك ضوابط ومسجلة بوثائق شرعية تحدد عمليات ري الأراضي وفق نظام الأقرب ثم الأبعد إلى البئر .29 – أظهرت الدراسة الميدانية لمن تم استجوابهم (824 أسرة ) أن الغالبية العظمى من سكان منطقة الدراسة , يعتمدون في إرواء أراضيهم الزراعية على الري المزدوج بنظامي الري بالأمطار والآبار حيث بلغت نسبتهم ( 87,5% ) من مجموع المستجوبين .30 – تعتبر محافظة الضالع من محافظات الجمهورية اليمنية الأكثر استخداماً للأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية ويتم دخولها والتعامل معها بدون رقابة حكومية وتباع في السوق المحلية إلى جانب المواد الغذائية دونما إدراك لخطورتها السمية القاتلة .31 – نتيجة الاستخدام المفرط والعشوائي للأسمدة والمبيدات الكيماوية , تبين للباحث أن هناك مساحات من التربة المزروعة بالقات شاهدها الباحث في قرى ( شخب وخمر ومنطفة مريس ) تتبع إدارياً مدير قعطبة , وقد تغير لونها وماتت فيها جذور أشجار القات بصورة مفاجئة وهذه الظاهرة يطلق عليها المزارعون ( النكاض ) وتنتشر في الأراضي المشهود لها بالخصوبة العالية , ويعتقد الباحث أن هذه المشكلة لها علاقة مباشرة بالاستخدام غير العلمي بأنواع المخصبات والمبيدات السامة والمحرم استخدامها عالمياً .32 – في عام 2000م تقدر حجم التصريف للمياه السطحية بحوض الضالع – قعطبة بنحو 37,7 مليون م3 / سنة .33 – ظاهرة حصاد مياه الأمطار والسيول من الأساليب المتبعة في منطقة الدراسة ومنها ( حصاد المياه من سطوح المنازل , وبواسطة تجميع المياه في الحفر , ثم المدرجات .34 – بينت الدراسة الميدانية بأن حوالي ( 337 أسرة ) وتمثل نسبة 39,7% ممن تم استجوابهم يمارسون عملية حصاد مياه الأمطار من سطوح منازلهم .35 – تعد الأمطار الموسمية التي لا ينتظم هطولها إلا في فترات غير معلومة من شهور فصلي الربيع والصيف ( مارس – سبتمبر ) المصدر لموارد المياه السطحية والجوفية في منطقة الدراسة , فهي وإن هطلت على شكل زخات متقطعة من العواصف الرعدية التي عادة ما يكون هطولها بصورة سريعة في فترة ما بعد الظهر , لا تدوم أكثر من 30 – 50 دقيقة .36 – كما يمارس المزارعون اسلوب تجميع مياه الأمطار في الرمال , وهذه الطريقة تتم في المجاري السيلية , حيث يشترك الأهل بعمل حفر على جوانبها بهدف الحد من سرعة تدفق السيول , فضلاً عما تحتجزه من مياه سطحية يتم تسربها ببطء في مسامات طبقات التربة لتغذية خزانات مياه الآبار الجوفية .37 – وغالباً ما يكون عمق الحفر ما بين 10 – 20 متراً , وسعتها من المياه السطحية تتراوح ما بين 50 – 200 متر مكعب .38 – من حيث الخصائص المورفومترية للرافد الأعلى لوادي تبن فقد توزعت مجاريه إلى ست مراتب , مجموعة عدد مجاريها حوالي 2776 مجرى , ومجموع أطوالها حوالي 5089 كم , ومعامل تماسك المساحة 0,45% وتماسك المحيط الحوضب 1,47% والاستطالة 0,55% ونسبة التضرس 22,57% والتضاريس النسبية 1,03% في حين كانت معامل قيمة الوعورة 0,065 .