راي
انتشرت ظاهرة التسول بصورة لافتة للنظر ، وهذه الظاهرة قديمة قدم حياة الشعوب ، وهي داء خطير متفشٍ في كل شعوب العالم ،وقل ما تجد شعباً من شعوب الأرض يخلو منها ، ولكنها تتباين حسب الحالة الاقتصادية التي تعيشها المجتمعات ،إذ تظهر للعيان في مكان وتختفي في مكان أخر .وقد لا ترى في كل الأماكن وبنفس الدرجة لوجود سلطة القانون في المجتمعات التي تر فض مثل هذه الحالة.وظاهرة التسول ازدادت في مجتمعنا في التسعينات من القرن المنصرم بعد رفض الحصار الذي طال كافة شرائحه، ولم يمس شيئاً من هيكلية النظام، إذ لا تجد مكاناً يخلو من المتسولين.ففي الأسواق وفي الإشارات الضوئية المنتشرة في شوارع العاصمة على وجه الخصوص ،أما في الأماكن المقدسة فتجد عدداً كبيراً من المتسولين ،فبعضهم اتخذها مهنة تدر عليه أموالاً كثيرة والبعض الأخر دعته الحاجة إلى المادة أن يسلك هذا السلوك ليحصل على ما يسد رمقه من لقمة العيش ، ونتيجة الخبرة المتراكمة عند بعضهم أخذ البعض منهم يتفنن في هذه المهنة ،فبعضهم يجلب معه أطفالاً صغاراً تراهم دائماً في حالة غفوة طويلة لا يفيقون منها ما دام ذووهم أو مربوهم يمارسون عملهم في التسول .وللحقيقة لا أكثر فأن البعض الآخر منهم أخذ ينشر النساء بنظام يومي في الإشارات الضوئية ، وكأنهم يؤدون واجباً لا يتخلين عنه على مدى أيام الأسبوع ، ومنهن المعاقات اللواتي لايقدرن على العمل كونهن فاقدات احد أجزاء أجسادهن ، والقسم الأخر من الشباب الذين يبررون تسولهم بأنهم عابرو سبيل انقطعت بهم السبل ، ونفدت نقودهم وهم من محافظات بعيدة كما يدعون ،ويريدون بطلب المال مواصلة الطريق . [c1] خيري علي عبد الرحمن [/c]