الرئيس اللبناني ميشال سليمان يدلي بصوته في الانتخابات البرلمانية يوم أمس الأحد
بيروت/14أكتوبر / رويترز / متابعات:قال سياسي رفيع قريب من حزب الله وحلفائه - حسبما ذكرت وكالة رويترز ان التحالف المؤيد لسوريا خسر الانتخابات البرلمانية أمس الأحد أمام التحالف 14آذار.وقال المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه لرويترز «خسرنا الانتخابات.. نحن نقبل بالنتيجة بوصفها إرادة الشعب.»فيما قال السياسي المسيحي اللبناني سمير جعجع إن ائتلافه المناهض لسوريا سيحصل على فوز بفارق طفيف في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأحد ملحقا الهزيمة بالتحالف الذي يضم حزب الله المدعوم من سوريا وإيران. وقال جعجع في تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال (ال.بي.سي) “برأيي نعم 14 اذار ...هي سترجع كأكثرية” وأشار إلى أن هامش الفوز ربما يكون صغيرا. وتوقع مصدر في المعسكر الانتخابي الخاص بتيار المستقبل التابع للزعيم السني سعد الحريري فوزا صريحا بحصول الائتلاف على 68 مقعدا على الأقل في البرلمان المكون من 128 عضوا. وقد توافد اللبنانيون بكثافة إلى مراكز الاقتراع أمس الأحد لاختيار 125 نائبا من أصل 128 حيث فاز 3 بالتزكية.وتنافس في هذه الانتخابات 450 مرشحا. وبدأ الناخبون اللبنانيون الإدلاء بأصواتهم وسط إجراءات أمنية مشددة حيث انتشرت عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي لضمان الأمن خلال يوم الانتخابات.وشارك في مراقبة الانتخابات نحو ألفي مراقب محلي وأكثر من 200 مراقب أجنبي من الاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية غير حكومية.وكانت عملية الاقتراع بدأت الساعة السابعة (4,00 بتوقيت غرينتش) في انتخابات وصفت بـ”المفصلية” نظرا لحدة التنافس بين قوى 14 آذار الممثلة بالأكثرية الحالية وقوى 8 آذار وحلفائها.وبدأت المشاركة الكثيفة جدا اعتبارا من الصباح الباكر.وتكدس الناخبون في مراكز الاقتراع الذي يحول دون قدرة الكثير من الناخبين على المشاركة.وتلعب أصوات الأرمن والمجنسين الذين يبلغون نحو 12 ألفاً - 17 ألف صوت في المتن دورا حاسما في المعركة الانتخابية.وأدى الإقبال المرتفع إلى انتظار بعض الناخبين عدة ساعات قبل أن يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم.وفي قضاء زحلة بدت المعركة حساسة للغاية بين لائحتي المعارضة والموالاة وتبلغ أصوات الناخبين نحو 146 ألف ناخب.في المقابل، بدأت نسبة المقترعين ترتفع في مدينة صور الجنوبية الساحلية اعتبارا من الساعة العاشرة (7,00 بتوقيت غرينتش)، علما أن الانتخابات في هذه المنطقة شبه محسومة لمرشحي حزب الله وحركة أمل (معارضة).وشكا المواطنون من ازدحام وتأخير في عملية الاقتراع بسبب الكثافة غير المتوقعة والالتزام بتعليمات وزارة الداخلية والبلديات القاضية بدخول الناخبين فرادى إلى قلم الاقتراع وبسبب تنظيم الانتخابات في يوم واحد للمرة الأولى في تاريخ لبنان في الدوائر الانتخابية الـ26.وقال الموريتاني محمد الأمين كتاب، وهو من فريق المراقبة العربي المشارك في مراقبة الانتخابات (الجامعة العربية) أن “الأماكن المخصصة للاقتراع، أي المدارس ودور البلدية، غير مؤهلة بشكل كاف لاستيعاب أعداد المواطنين الراغبين في الاقتراع، لهذا تتأخر العملية الانتخابية”.وعلى اثر تكاثر الشكاوى الواردة إلى وزارة الداخلية، عممت الوزارة على “القطعات الأمنية المعنية وعلى المحافظين والقائمقامين بضرورة الإيعاز فورا لكافة رؤساء الأقلام والكتبة وعناصر قوى الأمن الداخلي بالإسراع بالتدقيق في الهويات للسماح للناخبين بالإدلاء بأصواتهم بصورة فورية”.كما أوعزت للمحافظين والقائمقامين “بوضع معازل إضافية في غرف الأقلام حيث يلزم” ليكون في الإمكان دخول أكثر من ناخب واحد في وقت واحد إلى قلم الاقتراع. وأكد وزير الداخلية زياد بارود أن “الإقبال على الاقتراع غير مسبوق خلال فترة قبل الظهر”. وكان صرح في وقت سابق أن “الإقبال الكثيف دليل عافية”.وواكب العملية الانتخابية انتشار امني كثيف في كل المناطق اللبنانية لقوى الأمن وعناصر الجيش بلغ عدده نحو 50 ألفا.وكان لافتاً ارتفاع عدد المقيمين في الخارج الذين عادوا خصيصا للمشاركة في الانتخابات والذين اعتبر رئيس مركز كارنيغي للدراسات للشرق الأوسط بول سالم أن دورهم سيكون مهما على سير العملية الانتخابية.ويقول محللون أن المعركة الانتخابية تتركز على حوالي 30 مقعدا فقط وان الأغلبية في البرلمان ستحدد بالاستناد إلى عدد ضئيل جدا من المقاعد.أما المقاعد الأخرى فمحسومة أو شبه محسومة بسبب الاصطفافات الطائفية الحادة لا سيما في المناطق ذات الغالبية السنية والغالبية الشيعية.وتتوزع المقاعد المتنازع عليها في الدوائر ذات الغالبية المسيحية، كون المسيحيين مقسومين بين الأكثرية والمعارضة.ومقاعد البرلمان موزعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين يتم انتخابهم وفق النظام الاكثري البسيط. ومدة ولاية المجلس النيابي أربع سنوات.ويشارك في مراقبة الانتخابات حوالي 2200 مراقب محلي وأكثر من مئتي مراقب أجنبي، أبرزهم من الاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية غير حكومية.وقال الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر بعد جولة له على عدد من مراكز الاقتراع، “ليست لدينا أي مخاوف في ما يتعلق بالانتخابات نفسها وإنما مخاوفنا تتعلق بقبول النتائج أكان ذلك خسارة أو ربحا”. وأكد مصدر امني عدم تسجيل أي حادث امني مهم. إلا أن مصادر في فرق المرشحين للانتخابات وشهوداً تحدثوا عن حصول تلاسن وتعارك في عدد من المناطق على خلفية الخلافات السياسية والانتخابية.وتحدث مندوب من فريق النائب الياس سكاف (معارضة) عن حادث من هذا النوع في زحلة “تدخل الجيش بسرعة وفضه”.وحصلت حوادث مماثلة في عكار وفي قضاء بعبدا.وشهدت بلدة علي النهري في قضاء بعلبك الهرمل اشتباكا بين عناصر تابعة لحزب الله والدرك اللبناني، ما أدى إلى سقوط جريحين من الدرك.من جهة ثانية، أمر النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا بتوقيف ثلاثة أشخاص بتهمة تزوير بطاقة هوية.ويتنافس في الانتخابات 14 أذار والفريق الذي يقوده حزب الله. وتفيد استطلاعات الرأي بأن الفائز سيربح الانتخابات بفارق مقعدين أو ثلاثة.وتتوقع بعض الاستطلاعات تحقيق انتصار بفارق ضيق لحزب الله الشيعي ولحلفائه ومن بينهم الزعيم المسيحي عون.ويواجه عون وهو قائد سابق للجيش منافسين مسيحيين في صورة حزب الكتائب بزعامة الرئيس السابق أمين الجميل والقوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع.ومقاعد البرلمان موزعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين يتم انتخابهم وفق النظام الاكثري البسيط الذي يرى مراقبون انه يلحق الغبن بالأقليات ولا ينتج نخباً جديدة. ومدة ولاية المجلس النيابي أربع سنوات.وتملك قوى 14 آذار في المجلس الحالي 67 مقعداً، بينما حصة المعارضة فيه 55، وهناك خمسة نواب مستقلين، بالإضافة إلى مقعد شاغر في البرلمان منذ اغتيال النائب أنطوان غانم في سبتمبر 2007.وركزت قوى 14 آذار حملتها على التحذير من “الخطر الإيراني” في حال فوز المعارضة بقيادة حزب الله. في المقابل، أكد حزب الله “إسقاط المشروع الأمريكي”، بينما دعا التيار الوطني الحر بزعامة النائب المسيحي ميشال عون إلى تغيير الأكثرية الحالية محملاً إياها كل مسؤولية الفساد والديون التي ترهق لبنان.