الرئيس المصري حسني مبارك لدى اجتماعه مع المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل في القصر الرئاسي في القاهرة يوم أمس الأول الأحد
القاهرة/14 أكتوبر /رويترز : استضاف الرئيس حسني مبارك يوم أمس الأول الأحد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل وكان موضوع العودة إلى المفاوضات المباشرة مطروحا لكن يبدو أن إحراز تقدم لا يزال بعيد المنال.وتقوم مصر منذ أمد طويل بدور الوسيط في سياسات الشرق الأوسط ومع ذلك فمن غير المعتاد بالنسبة للقاهرة أن تستضيف زعيمين في يوم واحد حيث تفضل أسلوب الدبلوماسية المكوكية.وبحضور وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات العامة عمر سليمان استقبل مبارك كلا من الزائرين على حدة واحدا بعد الآخر ولم يلتق أي منهم بالآخرين.وعقد ميتشل الذي بدأ مهمة مكوكية مدتها أربعة أشهر من المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين اتفق عليها في مايو محادثات استمرت ساعة مع مبارك ثم غادر قصر الرئاسة مسرعا دون أن يتحدث الى الصحافيين.وبعد دقائق من خروج ركب ميتشل المكون من سيارات بيضاء نوافذها معتمة دخل موكب مماثل من السيارات السوداء ذات النوافذ المعتمة يقل عباس الذي اجتمع معه ميتشل في رام الله يوم السبت الماضي.وبعد نحو نصف ساعة انصرف عباس دون أن يتحدث هو الآخر الى الصحافيين. ووصل نتنياهو بعد قليل من انصراف عباس.وأضافت وكالة أنباء الشرق الاوسط ان محادثات مبارك مع المسؤولين الثلاثة تركزت على «مناقشة وضع عملية السلام والمفاوضات على المسار الفلسطيني الاسرائيلي في ضوء تأكيد مصر على ضرورة تهيئة الظروف اللازمة لتحقيق رؤية حل الدولتين على أرض الواقع.» ولم تدل بمزيد من التفاصيل.وقال أبو الغيط للصحافيين بعد الاجتماعات ان اجراء محادثات مباشرة غير ممكن في الوقت الراهن لكن لا زال هناك وقت.وأضاف «لا زال الامل لدينا في امكان أن نسد الفجوة. الفجوة بين متطلبات الامن لاسرائيل والحدود للفلسطينيين».وأضاف «انهم (الاسرائيليون) يقولون انهم عازمون على أن يقدموا للفلسطينيين اتفاقا جيدا».وتابع أن مصر تحث الامريكيين على مواصلة الضغط من أجل المفاوضات المباشرة.وفي وقت سابق يوم الاحد قال نتنياهو للصحفيين في القدس «أعتزم أن أناقش مع الرئيس مبارك سبل الاسراع بعملية الدخول في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين. أنا أعرف أن مصر حريصة على النهوض بالعملية الدبلوماسية مثلنا».وفي بيان بعد المحادثات قال نتنياهو «الرئيس مبارك يمثل الطموح الى توسيع نطاق السلام والحفاظ على الاستقرار والامن لشعوب المنطقة. لقد وجدت فيه من جديد شريكا كبيرا في تحقيق هذه الاهداف المهمة».وأضاف عباس لصحيفة أردنية يوم السبت الماضي ان من الضروري أن توافق اسرائيل على فكرة أن يقوم طرف ثالث - مثل حلف الاطلنطي - بتأمين حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية وحدد شروطا أخرى لازمة للعودة الى المفاوضات المباشرة.ولم يشر نتنياهو الى هذه الشروط في تصريحاته.وتضغط اسرائيل والولايات المتحدة من أجل العودة على وجه السرعة الى المفاوضات المباشرة بينما يقول الفلسطينيون انهم في انتظار رد واضح من اسرائيل بشأن قضايا مثل اتساع وشكل الدولة الفلسطينية والامن والانشطة الاستيطانية الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.وكان نتنياهو أمر في نوفمبر تشرين الثاني بتجميد جزئي للمستوطنات سينتهي في سبتمبر.