لم تفاجئنا أخبار التخريب الذي أصاب طرقات محافظة أب ، والذي لم يمر على رصفها وسفلتتها مدة بسيطة – شهر - حتى أتت الأمطار لتفضح منفذيها ، الذين لم يتوقعوا سرعة حدوث ذلك،ومع ذلك لايخيفهم هذا . والأمر اصلا ليس بغريب ،فتقريبا كل طرقات البلاد تمر اوسبق لها أن مرت بذلك ، ولكن من يحاسب المتسببين ؟ لااحد ،بل يعاد الترميم ثلو الآخر و سنويا ، وعليه فإن الأمر لايحتاج أن تركز عليه الصحف ، ولا المواطن ،لان الاهتمام أو التركيز عليه لن يؤدي ألا إلى الحنق والغضب المكتوم ، وهذا بدوره سيسرع بالذبحة القلبية ، والأمر لايستحق ، طالما للكل عيون لكنها لاتبصر ، وآذان لكنها لاتسمع . الحل الأفضل هو أن نستمر في العيش مع دعوة الرحمن ،بأن لانجد أنفسنا يوما تحت الأرض بفعل انشقاقها ، وهبوط المنازل إلى جوفها ، لنصبح في خبر كان ،شعب مدفون بفعل البشر وليس الطبيعة .لقد اعتدنا على الصمت ، والألم يعصرنا ونحن نكره أن نكون شعبا ذا شأن ،بل ونكتفي بان نأكل مايقدم لنا لأننا لانريد أن نزرع ما نأكله .إن الحياة لن تغيرنا ،والله لايغير ما بقوم حتى يغيروا مابانفسهم ،ولو أردنا أن نعيش بسلام ،علينا أن نحب هذا السلام ونفهم معناه ،وأول معانيه أن لانؤذي الآخرين ،وكوارث الطرقات أذية ،أو ليس نحن الذين نسير عليها كل يوم ؟ إن الأمر مؤلم للجميع ، إذ ليس من العدل أن يغتني أفراد على حساب جماعات ، أو يستفيدوا من موتهم . كما إننا لانريد العيش مثل النمل ، يوميا بنط اعتيادي وكأنه خط سير مستقيم ، ولكننا نريد أن تصحو ضمائرنا ،فالدنيا فانية ، ولا يبقى فيها إلا العمل الصالح والخير، الذي لابد أن يعم ، ليس الكل ،وإنما السواد الأعظم ، فأيامنا معدودة ،وذكرانا وحدها التي ستخلد ،وكل واحد بعمله . نتوقع ، ولو بنسبة بسيطة ، أن يخجل المنفذون لطرقات محافظة أب ، ولكل طرقات البلاد أيضا من أخطائهم ، ويبدأوا بتصحيحها ،متطوعين بذلك وحتى يغفر الله لهم هذه الأخطاء المتعمدة .[/c][email protected][c1]
|
آراء حرة
من يحاسب المتسببين ؟
أخبار متعلقة