حماس تقول إنها ملتزمة بوقف الصواريخ ومستعدة لتهدئة جديدة
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز/متابعات:رصدت مؤسسة فلسطينية حقوقية اعتداءات إسرائيل على الفلسطينيين خلال فترة التهدئة التي أقامتها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية أواخر يونيو الماضي والتي استمرت ستة أشهر وانتهت صباح الجمعة الماضية .وكشفت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان بنابلس أن هذه التهدئة كانت هشة منذ لحظاتها الأولى, حيث أقدمت قوات الاحتلال على انتهاكها وخرقها عشرات المرات وبأساليب مختلفة من اجتياحات وإغتيالات واعتقالات وهدم للمنازل واقتحامات للمؤسسات والجمعيات الفلسطينية وإغلاق العشرات منها، واعتداءات على الصحفيين واستمرار لسياسة الاستيطان وما تمارسه من حصار وإغلاق وتجويع ضد الشعب الفلسطيني.وأكدت أن قوات الاحتلال أقدمت على قتل أكثر من خمسين فلسطينيا في الضفة والقطاع خلال التهدئة، بينهم سبعة أطفال دون 18 عاما ورجل وامرأة مسنان. وتمثلت عمليات القتل في الاغتيال المباشر أو التصفية الجسدية أو الاحتجاز والمنع من التنقل على الحواجز التي تقيمها إسرائيل على مداخل ومخارج المدن والقرى بالضفة.وأوضحت المؤسسة أن إسرائيل ارتكبت العديد من الانتهاكات في هذه الفترة وكان من أبرزها اعتقال 1586 مواطنا فلسطينياً معظمهم من مدن الضفة, كما هدمت أكثر من ستين منزلاً ومنشأة وخيمة اعتصام لمواطنين فلسطينيين معظمها في مدن الضفة. وسجلت المؤسسة 65 اعتداء طالت المقدسات الفلسطينية والمسيحية ودور العبادة، و44 اعتداء على المؤسسات والجمعيات الخيرية من اقتحام ومصادرة وإغلاق معظمها في مدن الضفة الغربية، فضلاً عن الاعتداءات المتكررة على الصحفيين الفلسطينيين ومصادرة الأراضي وتصاعد وتيرة الاستيطان وإقامة الحواجز العسكرية وتقطيع المدن وغيرها من الانتهاكات المنافية لاتفاقات حقوق الإنسان والمحرمة دولياً.على صعيد أخر قال أيمن طه المسئول البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة أمس الاثنين إن الفصائل الفلسطينية المسلحة بالقطاع ملتزمة بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل لمدة 24 ساعة بناء على طلب وسطاء مصريين. وأضاف أن هذه التهدئة القصيرة بدأ سريانها الليلة (قبل) الماضية. وأضاف أن حماس قد تبحث تطبيق تهدئة أطول إذا كانت إسرائيل سترد بوقف كل الهجمات العسكرية التي تشنها في غزة وترفع الحظر الذي تفرضه على القطاع وأن يتمثل ذلك في التصريح بتلقي جميع المعونات القادمة من مصر. وقال طه إن حماس وغيرها من الفصائل وافقت على الأمر حتى تعطي الفرصة للوساطة المصرية ولإظهار أن المشكلة توجد دائما عند الجانب الإسرائيلي. وتابع أنه إذا تم التقدم بعرض جديد للتهدئة ولبيت طلبات الحركة حينئذ ستكون حماس مستعدة لدراسته. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية ردا على سؤال عن تصريحات طه إن ذلك ليس حقيقيا على الإطلاق. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت «لا يمكن أن يكون وقف إطلاق النار من جانب واحد وحماس نسفت من خلال أفعالها التهدئة الحاصلة في الجنوب.» وتزامنت تصريحات طه بالتزام الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل لمدة 24 ساعة مع إشارات جديدة من إسرائيل بأنها قد تكون مستعدة لدراسة تهدئة جديدة مع حماس بالرغم من المطالب من الحكومة بإنهاء سيطرة حماس على غزة عن طريق شن هجوم موسع. وشكك عضو بمجلس الوزراء الأمني المصغر بحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في الفاعلية على المدى البعيد لأي اجتياح عسكري واسع للقطاع المزدحم بالسكان والفقير وقال إن تجديد التهدئة يمكن أن يكون خيارا مطروحا. وقال وزير الرفاه اسحق هرتزوج لراديو إسرائيل «التهدئة بالطبع احدى البدائل.. وهي بديل يمكن دراسته بجدية. «أنا مستعد .. مثل الكثيرين من زملائي .. لدراسة استمرار التهدئة.. بشروط مريحة لإسرائيل.» وستقصر إسرائيل على الأرجح أي هجوم أوسع على غزة على ضربات جوية تستهدف قادة حماس. لكن محللين يعتقدون أن ذلك سيتسبب في موجات هجمات صاروخية انتقامية من حماس فيما يثير غزوا إسرائيليا دمويا لغزة. وقال طه إن تصعيد إسرائيل قد يثير هجمات ثأرية فلسطينية بما في ذلك هجمات انتحارية داخل إسرائيل. وخلال التهدئة اتهمت حماس إسرائيل بعدم الالتزام بالشروط بسبب إغلاقها للمعابر لفترات طويلة. والمعابر منفذ للبضائع الإنسانية والتجارية لنحو 1.5 مليون فلسطيني يسكنون القطاع.