( 14 اكتوبر) تتجول في معرض الكتاب الدولي بصنعاء وتستطلع الآراء
صنعاء / (استطلاع) أحلام الحملي – تصوير- توفيق العبسي :ما شهده المعرض الدولي (24) للكتاب والذي تنظمه الهيئة العامة للكتاب من إقبال كبير بلغ 200 ألف زائر في الأيام الأولى بمعدل 2000 – 4000 ألف زائر كل ساعتين وهو الأمر الذي يدل على التزايد التراكمي للقراء في اليمن وأن الكتاب أصبح ذأ أهمية في حياة المواطن اليمني على الرغم مما يعانيه من شطف العيش وقلة الإمكانات . وما يؤكده بعض أصحاب دور النشر من أن اليمن تأتي بعد معرض القاهرة الدولي للكتاب في الاقبال على الشراء ما يدل أيضا على أصالة هذا الشعب وعراقته واهتمامه بتطوير نفسه. ولكن هل وجد الزائر اليمني في معرض الكتاب لهذا العام ما يغطي احتياجاته من نوعية جيدة للكتب . وهل الأسعار تتناسب مع الإمكانيات والقدرة الشرائية للريال اليمني . ودور النشر المحلية والخارجية هل وجدت في هذا العام التسهيلات والتنظيم الذي يساعدها على ارفاد المواطن اليمني بكل ما هو جديد وتوعوي من العناوين . في هذا الاستطلاع تلتقي “14أكتوبر” ببعض أصحاب دور النشر وزائري المعرض فإلى ذلك . [c1]معرض يحتوي أمهات الكتب[/c]وحين سألنا عن نوعية الكتب التي عنيت دور النشر بعرضها ويلاحظ الإقبال عليها يجيب محمد يحيى مالك صاحب دار نشر ( المكتبة الحديثة تريم ) قائلا”في دار النشر التابعة لنا حرصنا كل الحرص على جلب الكتب والعناوين التي غالبا ما يشتريها الزائر اليمني وأكثر الكتب إقبالا عليها هي الكتب الدينية والصوفية والتي تأتي في المرتبة الأولى ثم تأتي بعد ذلك كتب التاريخ والشعر”.ويؤيده بشير توابة ( دار ابن الأرقم ) ويضيف بقوله إن هناك إقبال لا بأس به على كتب البرمجيات والكتب الإدارية.[c1]اهتمام بالموروث الإسلامي[/c]لكن احد أصحاب دور النشر العرب يعلل السبب في اتجاه المواطن اليمني لشراء الكتب الدينية إلى أصالة وعراقة هذا الشعب واهتمامه بالموروث الإسلامي الكبير والحرص على الاستزادة من كل جديد في الدين.ولكن عندما ينصب اهتمام أكثر دور النشر بعرض الكتب الدينية من اجل إرضاء القارئ العادي هل يؤثر هذا على التنويع المعرفي واحتياجات الباحثين في أبحاثهم. يقول عصام القبسي وهو احد الباحثين في طلبة الماجستير كلية الآداب جامعة صنعاءأنا باحث واحضر إلى المعرض لأبحث عن عناوين معينة تفيدني في مجالي ولكن للأسف في كثير من الأحيان لا أجد هذه الكتب وكأن دور النشر فرغ مخزونها من التأليف وغير المرغوب فيه وتصرفه عندنا. ولا ادري هل الغلط في عدم تنوع العرض للكتب وعدم وجود عناوين قوية ونوعية حديثة في هذا المعرض على خلاف غيرة من المعارض الأخرى في القاهرة ودول الخليج يعود على أصحاب الدور أم للهيئة المنظمة لهذا العرض؟ [c1]رأي هيئة الكتاب[/c]بدوره يعقب احمد العواضي وكيل الهيئة العامة للكتاب بقوله”هذه ليست مشكلة الهيئة العامة للكتاب ولا مشكلة اليمن هذه مشكله تخص الوطن العربي بشكل عام. فالمطابع العربية تنتج في العام الواحد اقل من 10 ألف عنوان مقارنة بالدول الأخرى التي تنتج مئات الآلاف من العناوين في السنة حيث ترصد هذه الدول مئات ألآلاف من المبالغ اعتماد لإنتاج كتب البحث العلمي المتنوعة ولكننا نستقبل دور النشر العربية ولا نستطيع أن نفرض عليها نوعية الكتب لأننا لا نمولها. كما أن الدول النفطية خارجة من لعبة الكتاب نهائيا. ودور النشر تأتي وتطبع من اجل العرض والطلب ولا تهتم إلا بما يفيدها وما يقبل عليه الناس. ومعرض هذا العام لا يوجد فيه إلا 8000 ألف عنوان جديد على مستوى دور النشر العربية لان الكتاب ليس مدعوم من المال العربي ولا الحكومات العربية فالباحث يعتمد على نفسه في طباعة رسائله ونحن كمنظمين لهذا المعرض نقوم بدورنا بانتقاء أحسن دور نشر وأعرقها ونقدم لهم دعوات مثل مكتبة مدبولي وغيرها.[c1]أسعار الكتب تعيق الكثير من القراء [/c]ويشكو الكثير من زوار معرض صنعاء الدولي للكتاب من ارتفاع أسعار الكتب وعجز الكثير عن الشراء حيث تقول منى عبد الله احد الزائرين أن أسعار الكتاب لهذا العام جنونية ونلاحظ أن أصحاب دور النشر يتلاعبون في الأسعار. فيما يضيف احد المثقفين الزائرين انه لم يستطع شراء إلا قليل من الكتب بسبب ارتفاع أسعارها ويطالب الهيئة بان تتحكم بأسعار الكتب وتقديم التسهيلات لأصحاب الدور من اجل خفض أسعار الكتب.وكيل الهيئة الكتاب اليمنية احمد العواضي فسر ذلك قائلا”سعر الكتاب هذه الأيام خاضع للعرض والطلب. ولكن ما يخص الهيئة ووزارة الثقافة فهي تحاول جاهدة خفض الأسعار وذلك بما تقدمه من تسهيلات لدور النشر من حيث تخفيض إيجارات الأجنحة”.[c1]اختلاف في التنظيم[/c]وقد اتفق إسماعيل محمود مالك مكتبة المجلد العربي بالقاهرة ومحسن عبد الحميد احد أصحاب دور النشر العربية على نجاح التنظيم الذي قامت به الجهة المختصة وقالوا لاحظنا التنظيم لهذا العام جيد كما قدمت لنا تسهيلات مناسبة. غير أن ذلك الرأي قد خالفه بشير ثوابة من مكتبة دار ابن الأرقم. وقال بشير”ترتيب هذا العام سيء جدا و ذلك بسبب حضور دور نشر غير مدعوة للحضور بدلا عن الدور المدعوة للمشاركة بالإضافة إلى إعطاءنا مساحة ضيقة وغير مناسبة للعرض مما شكل لنا ازدحام داخل الجناح”. ويرى العواضي أن الهيئة اليمنية للكتاب قد بذلت جهودا كبيرة في الترتيب والتنظيم لهذا المعرض وقال “حاولنا تجهيز 270 مكان ل(270 ) دار نشر مشاركة في هذا المعرض ووضعنا بعض الامتيازات لدور النشر العريقة ووزعنا الأماكن المتبقية عن طريق القرعة”. [c1]الكتاب للجميع[/c]وما يميز المعرض هذا العام عن الأعوام السابقة ما نظمه اتحاد الناشرين والهيئة العامة للكتاب بما يسمى “الكتاب للجميع” حيث تقوم بعض دور النشر بعرض كتب جيدة وقيمة بأسعار منخفضة يصل سعر بعض الكتيبات إلى 15 و 10 و 5 ريالات لتعم الفائدة ويستفيد الناس.[c1]توقعات هيئة الكتاب[/c]من جانبه توقع الدكتور فارس السقاف رئيس هيئة الكتاب أن يصل عدد زائري المعرض الكتاب الدولي بصنعاء عند اختتامه إلى المليون وأكثر.وعن نسبة البيع في المعرض يقول “نسبة البيع كبيرة جداً والدليل على ذلك من خلال الفواتير التي نفدت إلى الآن فقد كانت دفاتر الفواتير التي جهزت على أساس للفترة كاملة إلا أن جزءا كبيرا منها انتهى والآن نعمل على طباعة دفاتر أخرى فهناك نسبة مبيعات كبيرة جداً يمكن أن تبلغ حتى الآن 500 مليون – 600 مليون ريال يمني في هذا الحدود وسيشهد زيادة في الأيام القادمة”.