لحظة صفاء
خرجت الصباح باكرا من بيتي ومازال نور الشمس ينشر أشعته على ملامح الأرض بكسل، نزلت درجات السلم وأنا اسمع خطوات رجلي متزامنة مع دقات قلبي، وفي هذه اللحظة احتوتني لهفة وأنا أتخيل الشمس قد أصبحت وجه امرأة مشرقة تبتسم لي تذكرني بأمي الحبيبية وهي توقظني كل صباح من اجل أن اشرب كوب اللبن وخبز الصباح الساخن من الفرن. احتضنت حقيبة يدي وكأني احمل طفلي بين يدي وخائفة عليه من السقوط شعور جميل أن يختلط حب الأمومة والحذر من ارتكاب الأخطاء ولهذا تلقى كل أم تضحي الكثير من اجل فلذات كبدها. خرجت جارتي تسلم علي مستعجلة وهي ذاهبة إلى العمل وتمسك ابنها في يديها الأخرى فعليها قبل الذهاب إلى العمل إيصاله إلى المدرسة ونظر إلي وهو يحمل إلى جانب حقيبته المدرسية لعبته الصغيرة والذي يرفض الافتراق معها حتى في المدرسة.وقفت على شارع حينا العتيق استنشق هواء الصباح النقي، اتامل الشارع الطويل واتذكر جدي وهو يحكي قصص مختلفة وروايات عديدة كنت احبها كثيرا، واطلب منه مرارا ان يحكيها لي رحمه الله لقد مات ولكني ما زالت اتذكر كل قصة رواها لي. فانا لم اعد طفلة صغيرة ولقد اهملت جميع العابي ودخلت عالم النضوج حيث تجري كل امراة منذ الصباح ذاهبة الى مقر عملها لانجاز مهامها العملي امام الله تم نفسها تم الوطن. ومن هذا المنطلق رايت اليوم قصة جميلة اردت فيها تعظيم ورفع القبعة امام المراة اليمنية والتي بالرغم من كل الظروف الا انها رفضت الاستسلام بل وإلى الان تكافح من الاسرة وتخرج الى ساحة العمل وتربي الاطفال وتهتم بنظافة المنزل ولم شمل العائلة، وحين يمرض احد تتحول في دقيقة الى ممرضة ومطعمة لتلبي احتياجات المريض، تبكي لبكاء اولادها وتفرح لافراحهم تقف وارء كل عظيم وتجلس خلف قضبان السجن لتدعم من تحبه وتعيش من أجل غيرها وتعرف من الوفاء ما يكفي ليبني مجتمع باكمله وتتحول إلى مدافع عنيد اذا حاول أحد الاعتداء على اطفالها ويأتي ساعة الفرح وتراها وردة جميلة يتغزل بها اعظم الشعراء.كم اصبحت المراة اليمنية رائعة كونها امراة وام وجدة وحفيدة وابنة وزوجة في هذا العالم حيث يئس كثير من الرجال من صعوبات وعقبات وقفت امامهم اثناء معركة الحياة اليومية اما المرأة اليمنية تتاقلم مع كل الاجواء لتلبي احتياجات الأسرة اليومية من جميع النواحي إلى جانب دورها الأساسي كزوجة وابنة وام إلى جانب وقوفها إلى جانب الرجل الزوج الابن الاخ . ولدا أحييك ايتها المراة اليمنية والتي ما زالت والى الان منبر عظيم لدور المراة العربية في الدخول الى ساحة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والرياضية والعسكرية في دعم المسيرة التنموية لصالح الاسرة تم المجتمع تم الوطن. وانتهيت من المشي في الشوارع وانا ارى كل امراة منشغلة في اداء واجبها وعملها في كل مكان لا شي يقف أمامها لا جوع لا فقر لا مرض لا الم بل تستمر حتى النهاية في مسيرتها. نظرت الى الساعة وخفت من التاخر في الذهاب الى العمل دخلت مسرعة أمام انظار الجميع وامسكت بقلمي وبدأت أكتب بكل فخر قصة حقيقية عن امراة يمنية رأيتها اليوم على حقيقتها.