استطلاع: د. زينب حزام** في زحمة حياتنا اليومية صار الناس في المدينة يميلون الى الاستماع الى الاغاني السريعة التي تتناسب مع اللحظة التي هم فيها واصبحت الموسيقى الصاخبة التي لاترتبط بالمعاني الجمالية للأغنية شيئاً من الترف وضرورة لمتطلبات العصر الحديث، ولكننا في كل الاحوال لانود ان نسيء الى التقدم العلمي او التطور الذي صاحب الادوات الموسيقية فمهما كانت زحمة حياتنا اليومية لابد ان يكون هناك وقت ولو قصير للاستمتاع بالموسيقى الراقية التي تعالج انفسنا من متاعب الحياة وقسوة التقدم التكنولوجي لكي تستريح النفس للنغمة العذبة الشافية من التوثر العصبي الذي يصاحبنا كل يوم في زحمة الحياة العملية وفي موضوعنا هذا سوف نتحدث عن اغاني الفلاحين والصيادين هذه الاغاني التي تأتي من واقع الحياة المعيشية للفلاح اثناء حرثه للارض ومن هدير المياه التي يسقي بها الاشجار وصوت الاشجار الرقيق ونسمة الازهار والفواكه والخضار نسج الفلاح اليمني اجمل الاغاني والاشعار لكي يخفف عن نفسه متاعب الحياة فهو يصحو مع الصباح الباكر ولا يعود الى منزله الا مع غروب الشمس ونهك القوى لايجد سلواه غير حنجرته التي تغني اعذب الالحان والكلمات مثل الشعر الغنائي للشاعر اليمني القاضي الانسي:-وامغرد بوادي الدور من فوق الاغصان ومهيج صباباتي بترجيع الالحانومن اغاني الفلاحين كلمات الشاعر حسين بن عبدالله القعيطي:سالك بحق المصطفى وآله واصحابه الكرامتمتناعا خاتمه زينة وترزقنا الثبات.[c1]أغاني الحطب[/c]للفلاحات في الريف اليمني اغاني خاصة بالحطابة حيث يقومن الفلاحات قبل بزوغ الشمس ويذهبن الى الغابة لقطع الاشجار واختيار اجود انواع الحطب من اجل استخدامة وقود للنار من اجل طبخ الطعام ولايعودن الى منازلهن الا مع غروب الشمس لذا يقومن بالغناء لتخفيف الشعب من هذا العمل الشاق والبحث عن اجود انواع الحطب مثل ( العسق هو نوع من الحطب القوي) يستخدم في طبخ المرق والوجبات الدسمة.وفي الاغاني الفولكلورية الزراعية يغني الفلاح هذه الاغنية :سيل جانا من الوادي هول حولوا به حولوا به وسقوا به جميع السواقِ[c1] اغاني الصيادين[/c]للصيادين اليمنيين اغانيهم الخاصة هم يغنون الاغاني التي تخفف همهم من مخاطر البحر والتيارات العالية والحيتان المفترسة التي توجد في اعماق البحار اليمنية، واغاني الصيادين تختلف من محافظة الى أخرى لكانها تحمل اجمل المعاني والكلمات الغنائية العذبة التي تطرب اذن السامع مثل اغاني الصومانة في حضرموت ، المواويل العدنية للصيادين في بحثهم عن الرزق الوفير في بحر صيرة الغني بالاسماك المتنوعة والغنية بالبروتين ومن اشهر اغاني الصيادين اليمنيين اغنية :سرى الليل وانائم على البحرماشي فائدة في منام الليل حل السرية.وهناك العديد من الاغاني التي يغنيها الصيادون تخفيفاً من خوفهم من مخاطر البحر والتيارات البحرية.اغاني الشاعر اليمني احمد محمد بكير:لى دخلوا البحر رجعوا طاويين النسعجابوا مخاجر ما جابوا جواهر ولولوساد اعتقاد الصيادين ان الاغاني تخفف من مخاطر التيارات البحرية التي تهدد حياتهم وتصبرهم على ارتياد البحر وتساعدهم في تخطي المخاطر من الامواج الكبيرة التي تبتلع قواربهم الصغيرة.ومن هذه الاغاني كلمات الشاعر صالح فقية اللحجي:عدمتني الصيد لي قدني من العصر شومةومن اشهر الفنانين الذين غنوا للصيد والبحر الفنان اليمني القدير يوسف احمد سالم والفنان الكبير محمد مرشد ناجي واغنيته الشهيرة " وصياد" والتي ترددها دائماً الفنانة امل كعدل واغنية الفنان الكبير محمد محسن عطروش واغنيته المشهورة " هيب هيبا"لقد غنى العديد من الفنانين اغاني شعبية للبحر وللصياد والسواحل العدنية الذهبية في منطقة التواهي وخورمكسر وبحر صيرة وكان لها تأثير كبير على نفسية كل صياد يرتاد البحر والامواج الخطيرة التي تصبره على السهر وتحدي المخاطر في البحر فيطلق حنجرته بالاغاني والالحان يناجي الصياد وقاربه الصغير لمواصلة الابحار فوق الامواج العالية من اجل صيد السمك الوفير الذي تجلب له النقود وتحسن معيشته.[c1] توثيق الأغاني الشعبية[/c]لذا يجب ان نقوم بتوثيق الاغاني الشعبية في مكتبة الاذاعة والتلفزيون حسب تواريخها والمرحلة التي تم فيها التسجيل الاذاعي والتلفزيوني لان بعض الاغاني تحمل اهداف سياسية او تاريخية او اجتماعية خاصة بالفنان نفسه وكما يجب ان تتحمل المعاهد الفنية للفنون الجميلة الموسيقى والفن التشكيلي والمسرح مثل معهد الفنون الجميلة بعدن ومعهد الفنون في الحديدة توثيق الاغاني الشعبية اليمنية في المكتبات الخاصة بهذه المعاهد توثيق الاعمال الفنية للفنانين اليمنيين الذين لهم مشوارهم الفني الطويل ولهم بصماتهم الخاصة على الاغنية اليمنية.فما احوجنا اليوم الى باحثين وبيليوجرافين يقومون بالبحث عن الاغاني الشعبية للصيادين والفلاحين في المدن والقرى اليمنية وتوثيقها في مكتبات متطورة حتى يمكن الدارس والباحث الاكاديمي من الاطلاع عليها ووضع الحلول المناسبة التي تقوم بانقاد حضارتنا اليمنية من التدهور بسبب المفهوم الخاطئ للغناء والموسيقى والفنون الجميلة اضافة الى التعصب القبلي في التوثيق التاريخي وايجاد طرق النجاة والخلاص من هذه الظواهر السيئة والسعي الى الوسائل التي تقودنا نحو أرقى الحضارات علماً وفناً وتقنية.
|
ثقافة
أغاني الفلاحين والصيادين في الفنون الشعبية اليمنية التراثية
أخبار متعلقة