استطلاع وتصوير/سعيد العمودي[c1]أطلال[/c] البداية كانت من مشروع جنوب شرق مدينة أحور عاصمة المديرية حيث ذهبنا لاستطلاع الأمر عن قرب ومعرفة ما تم إنجازه وما لم ينجز لكننا لم نر إلا مباني أشبه بالأطلال وقد يخيل للرائي أنه أمام أنقاض منازل ولن يتصور أن الذي أمامه معهد لتأهيل وتدريب الحرفيين: مبان لم تكتمل بعد،آلات عمل متروكة في العراء،وغرف مهجورة عشقتها الأشباح..كل ذلك هو ما يسمى المعهد المهني الصناعي الذي يراد له أن ينطلق بالشباب نحو آفاق ارحب من التقدم والتطور واستلهام روح العصر.تلك هي الصورة المحزنة لموت المشروع/الحلم الذي تسلمته شركة إيلاف للمقاولات في2006/2/22م وبدأ العمل به في العام ذاته بكلفة قدرها(554) مليون ريال ليستقبل خريجي المرحلة الأساسية درجة الدبلوم.وبموجب الاتفاق - بحسب مصادر المحافظة- فالمفترض أن يتم إنجاز المشروع خلال ثلاث سنوات من تاريخ توقيع الإتفاقية بما معناه أنه كان يجب أن يكون جاهزاً بأقسامه الدراسية وسكن الطلاب الداخلي لكن ذلك لم يحدث والأسباب تبدو غير واضحة هل هي عائدة للمقاول المنفذ أم للجهة الممولة؟[c1]مشروع لم يكتمل بعد[/c]صحيفة 14أكتوبر وهي تبحث عن إجابة لتساؤلاتها حاولت أن تلتقي مقاول المشروع لكنها لم تجده لغيابه عن المديرية وتعذر علينا الاتصال به،فيممنا وجوهنا شطر السلطة المحلية بالمديرية وبعض المواطنين وخرجنا بالحصيلة التالية:أول المتحدثين كان أحمد محمد أحمد الأمين العام للمجلس المحلي للمديرية وقد أعرب عن استغرابه لما يحدث مؤكداً أنه قام بما يقرب من أربع زيارات ميدانية للمشروع من دون أن يجد أحداً وأوضح “إلى الآن لم يتم إنجاز إلا ما نسبته 40 % فقط من البناء من دون معرفة أسباب التوقف”لكن عضو المجلس المحلي للمديرية الأخ عوض أبوبكر أمسعيدي لم يكن رده خالياً من نبرات الألم والأسى وهو يقول:“المعهد يقع في نطاق الدائرة المحلية التي أمثلها في محلي المديرية والحقيقة أنه أحد المشاريع المتعثرة التي سببت لنا الحرج أمام الأهالي فالكل يسألنا - ليس من المديرية والمحافظة فحسب بل من محافظات أخرى مثل شبوة، حضرموت والبيضاء - عن عدم استكمال بناء المعهد وهذا يجعلنا نجيب بخجل بسبب ما وصلت إليه بعض المشاريع المركزية من تعثر مريب وأنا بدوري أسأل: أي وزارة هذه التي تضع الأساس لمشاريعها من دون أن تستكمل مبالغها المالية وتحديد فترة زمنية لإنجازها؟وأضاف أمسعيدي قائلاً: “هذا المشروع منذ وضع الحجر الأساس له لم ينجز حتى خمسين بالمائة من مبناه فكم ننتظر إذن؟ إنني أناشد المحافظ الشاب أحمد بن أحمد الميسري أن يتواصل مع وزارة التعليم الفني والتدريب المهني أو يعتمد الدعم الإضافي للمحافظة لأن هذا المشروع الضخم الذي يحتوي على أكثر من ثمانية أقسام لن تكون فائدته عائدة على المديرية فقط بل ستتخرج فيه العديد من الأيادي الماهرة من أبناء اليمن عموماً”الأخ علي محمد قطن مدير مكتب الأشغال العامة والطرق بالمديرية قال: “ليست عندي فكرة عن أسباب توقف العمل في المشروع لكنني أتمنى من الجهات ذات العلاقة أن تعمل على استئناف البناء وفي أسرع وقت”أما أحمد ناصر عوض فقال:“بفضل توجيهات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله تحصلت مديريتنا على مشروع بناء معهد مهني واستبشر شباب المديرية خيراً بهذا المشروع وبدت البسمة على شفاههم حين شاهدوا العمل قد بدأ في المعهد لعله يحقق أحلامهم التي يتطلعون إليها لكن عندما توقف العمل أصيب الشباب والطلاب بإحباط شديد حيث أن هذا التوقف أثار مخاوفهم وبدد أحلامهم بخلق فرص عمل من خلال المهن التي سوف يكتسبونها بدراستهم في المعهد ويبقى أملنا في الله ثم في فخامة الرئيس والجهات المعنية ممثلة بوزارة التعليم الفني والتدريب المهني بضرورة الإسراع في إنجاز المعهد لما في ذلك من خير ومصلحة تعود على أبناء المديرية”.تلك هي شهادات من التقيناهم وفيها تعرفنا على مشاعر وأحاسيس أهالي المنطقة وأحلامهم التي يداعبون بها أبناءهم بأمل الدراسة في المعهد واكتساب حرفة ومهنة تعينهم على مقاومة شظف العيش ويسهمون من خلالها في بناء الوطن ونفع المجتمع غير أن آمالهم انقلبت آلاماً وآهات توحي بتبخر الأمل وضياع الحلم. ونحن بدورنا عبر هذه الصحيفة الرائدة نبعث برسالة إلى كل من له علاقة مفادها أن مشروع المعهد المهني الصناعي بأحور بحاجة إلى من يعيد الحياة إليه .. فهل من مجيب؟!!
المعهد المهني الصناعي بأحور..مشروع حلم ولد ميتاً
أخبار متعلقة