قصة قصيرة
ميرفت مسعود حسن باذيب في ذلك البيت الذي نقش الزمن على جدرانه تسكن عائلة ) سالم( هو وزوجته يذهب زوجها للعمل في الصباح كانوا يعيشون حياة سعيدة برغم بساطة العيش ورثاتته وفي اليوم التالي عاد سالم من العمل وهناء تنتظره وتحمل له نبأ حملها فرح سالم فرحاً عندما تلقى الخبر وكان يعتني بها ويساعدها في أعمال المنزل وفي الجانب الآخر من الحياة يعيش أحمد وزهراء حياة ترف شديد ولكن لم يهنآ بالحياة وكانت الخلافات مستمرة بينهما بسبب عدم إنجاب زوجته زهراء وفكرت زهراء في حل لكل الخلافات التي تحدث مع زوجها فإذا لم تنجب سوف تخسر كل الاموال التي تحت يدها وتوصلت بضرورة الطفل واستغلت أول فرصة سفر أحمد الذي يستمر عشرة اشهر خارج البلدة ، وبعد سفر زوجها بثلاثة ايام ارسلت زهراء خبراً بأنها قد اصيبت بمرض وذهبت لطبيبها الخاص وبشرها بأنها حامل فرح احمد حتى أنه لم يصدق الخبر ، واتصل بها وأخبرها أنه سوف يعود ولكن زهراء أخبرته بأن يستمر في سفره ويكمل عمله وسوف تهتم بصحتها وطفلها كلفت زهراء مجموعة من الاشخاص الذين هم تحت سيطرتها بالبحث عن طفل ومرت الايام والاشهر كالحلم بالنسبة لهناء وسالم وفي الصباح ذهب للعمل كعادته وفي المساء وجد هناء في حالة مخاض ذهب بها الى المستشفى ولدت هناء وأنجبت ولداً أطلق عليه اسم جواد ،وفي صباح اليوم الثاني عادت هناء للمنزل الصامت الكهل - وملئ بصراخ والحياة وفرح والديها به لأنه أجمل هدية من الله زادت مخاوف زهراء لأن زوجها سوف يعود بعد يومين وعندما علمت زهراء بقدوم زوجها جن جنونها واشتد خوفها وامرت رجالها أن لا يعودوا إلاّ والطفل لديهم وبعد البحث المضني قادهم القدر الى منزل سالم وتوقفوا فوجدوا نوراً من احدى شرف المنزل ولمحوا هناء وهي تحمل الطفل تنتظر عودة زوجها من العمل .. قال إحدهما :" لقد وجدنا ضالتنا وهاهو الطفل أمامنا" . رد عليه الآخر :" ولكن كيف ؟ كيف يمكننا الدخول للمنزل ؟! فقال :" لابد من اقتحام المنزل" . واندفعوا الى المنزل دون تردد ولم يكن في المنزل سوى هناء وطفلها الوليد - دق جرس الباب ، أحست هناء بالخوف ينتابها فحاولت السيطرة على نفسها ولاحظت أن زوجها لديه المفتاح ولكن من يقرع الباب !!زاد خوفها وتضاربت دقات قلبها واتسعت حدقات عينيها واتجهت نحو الباب بخطى مثقلة حتى وصلت الى الباب فتحته فإذا بأناس غريبين اندفعوا يبحثون في كل أرجاء المنزل ولم يكترثوا لحديث هناء من أنتم ؟ ماذا تريدون ؟ عمن تبحثون ؟وعندما رأت هناء رجلاً يحمل طفلها استماتت بالدفاع عنه ، ولكن أحدهما ضربها برأسها وأغمي عليها وتركوها مرمية على الارض والدماء تتدفق من رأسها ورغم ذلك حاولت النهوض وفتحت عينيها رأتهم كأشباح يحملون طفلها وغابت عن الوعي مرة أخرى ، وبعد نصف ساعة عاد سالم وهو فرح يحمل المتاع لزوجته وطفلهما وعندما وصل حاول فتح الباب وعند فتح الباب اندهش مما رأى حاول الدخول فجأة لمح هناء مرمية على الارض وهي غائبة عن الوعي والدماء تتدفق من رأسها ذهل سالم تركها وحاول البحث عن الطفل لم يجده ثم عاد الى زوجته وأخذها للمستشفى ثم ذهب لمركز الشرطة ودون بلاغاً بشأن الاعتداء على زوجته وخطف طفله، ثم عاد فوجدها قد أستعادت وعيها وهي في حالة هستيريا تحاول الوقوف والممرضات يحاولن إعادتها الى السرير وهي تصرخ ثم دخل أحمد والطفل الى المنزل وهناء متشبثة بالطفل ولا تريد تركه أبداً قال لها أحمد إنه ولدك لن يأخذه منك أحد بعد اليوم ، واشرقت شمس يوم جديد على حياة هناء وسالم لتمحي ظلام السنوات الغابرة وسرد أحمد كل القصة لهما وطلب منهم العيش معه لأنه ليس لديه أحد وإنه لا يستطيع فراق جواد وبعد الإلحاح وافقوا العيش معه وهكذا عرفت الحقيقة الغائبة التي ظلت تسع سنوات غائبة وسط زحام الايام والسنين .