الجيش الباكستاني يبدأ حملة ضد الارهابين
باكستان/14 أكتوبر/ رويترز:قال مسئولون إن الجيش الباكستاني بدأ يوم أمس عملية برية ضد متشددي حركة طالبان في إقليم وزيرستان الجنوبية على الحدود الأفغانية حيث تتقدم القوات الباكستانية من ثلاثة اتجاهات.ويأتي الهجوم بعد سلسلة من هجمات المتشددين بدأت في الخامس من أكتوبر بتفجير انتحاري على مكتب للأمم المتحدة في إسلام أباد كما تضمنت هجمات على مقر الجيش والشرطة وفي أماكن عامة مما أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصا.وفي إظهار للوحدة قبل الهجوم البري أعطى مسئولو الحكومة وزعماء الأحزاب السياسية يوم الجمعة دعمهم الكامل للجيش الذي تعهد باستئصال التمرد واستعادة سلطة الدولة.وقال الميجر جنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني «العملية البرية بدأت.» ورفض إعطاء مزيد من التفاصيل أو الكشف عن المدة التي ستستغرقها العملية. وذكر مسؤولو مخابرات ومسؤولون حكوميون ان القوات تتحرك من ثلاثة اتجاهات وأن بعض الاشتباكات اندلعت عندما واجهت القوات مقاومة. وأفاد مسؤول بأن أربعة جنود أصيبوا.ويقول الجيش ان نحو 28 ألف جندي تأهبوا لمواجهة ما يقدر بعشرة آلاف من مقاتلي حركة طالبان من بينهم حوالي ألف من مقاتلي أوزبكستان الاشداء وبعض العرب الأعضاء في القاعدة.ولجأ الجيش منذ شهور للهجمات الجوية والقصف بالمدفعية لإضعاف دفاعات المتشددين في الوقت الذي كان يحرك فيه القوات لاغلاق المنطقة. وعزز الجيش هجماته بنيران المدفعية والهجمات الجوية خلال الايام الماضية.واطلع قائد الجيش الجنرال أشفق كياني مسؤولي الحكومة وقادة الاحزاب السياسية يوم الجمعة على الوضع واتفقوا جميعا على ان المتشددين يشكلون تهديدا شديدا لسيادة وسلامة الدولة.وقال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني «تأكد التوافق الوطني على فرض سلطة الدولة لاستئصال هذه العناصر.»وقال عباس ان ما يصل الى 100 الف مدني فروا من وزيرستان الجنوبية تحسبا للهجوم بينما قدرت الأمم المتحدة عدد من يغادرون المنطقة كل يوم بحوالي 500 شخص. وفر كثير من أعضاء القاعدة وطالبان الى شمال غرب باكستان بعد ان أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بحكومة طالبان في كابول في عام 2001 وأصبحت المنطقة محورا للمتشددين لاسلاميين.وقد تكون العملية أصعب اختبار للجيش الباكستاني منذ انقلاب المتشددين على الدولة ويأمل أن تبقى فصائل طالبان الافغانية في أماكن أخرى في وزيرستان الجنوبية ووزيرستان الشمالية بعيدة عن القتال.وقال سكان فروا من مناطق القتال ان تبادلا كثيفا للنيران اندلع.وقال أحد سكان القرى لرويترز بعد أن وصل الى مكان آمن في مدينة ديرا اسماعيل خان شرق وزيرستان «كان هناك اطلاق نيران كثيف من الجانبين والناس يفرون.»وقطعت خدمات الهاتف في المنطقة على ما يبدو. ولم يسمح للمراسلين الاجانب بدخول المنطقة وغادرها كثير من المراسلين الباكستانيين.وفي وقت سابق قال مسؤول حكومي ان السلطات فرضت حظر تجول على طول الطرق في وزيرستان الجنوبية لحماية القوات التي تتحرك باتجاه معاقل المتمردين.وذكر مسؤول بالمخابرات ان قنابل زرعت على طرق انفجرت قرب قوافل عسكرية في كل من اقليمي وزيرستان الجنوبية والشمالية ما اسفر عن مقتل ثلاثة جنود واصابة خمسة.وتقدمت طالبان الباكستانية باتجاه اسلام اباد في وقت سابق من العام الحالي ما زاد المخاوف بشأن استقرار باكستان حليفة الولايات المتحدة.لكن المكاسب الكبيرة التي حققها الجيش في وادي سوات شمال غربي اسلام أباد طمأنت الولايات المتحدة وحلفاء اخرين بشأن التزام باكستان بقتال المتشددين.وفي علامة على استمرار الدعم الامريكي وقع الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الاربعاء مشروع قانون بمنح باكستان مساعدات غير عسكرية بقيمة 7.5 مليار دولار على مدى خمس سنوات.لكن الجيش الباكستاني شكا من ان مشروع القانون يربط بعض الاموال بقتال المتشددين وينظر اليه منتقدون على انه ينتهك سيادة باكستان.وقال مسؤولون أمريكيون في واشنطن يوم الجمعة ان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) تعجل بتسليم الجيش الباكستاني عتادا عسكريا يحتاجه منذ فترة طويلة لاستخدامه في قتال المتشددين.