أمين عبدالله إبراهيممن المعلوم أن احكام الفقه الإسلامي توجب رعاية الطفولة المبكرة وحق الطفل في العيش بصحة وسعادة، وكما هو معروف طبياً أن الرعاية الصحية للطفل يجب أن تبدأ مع الجنين داخل الرحم، الذي يحتاج في هذه المرحلة إلى تغذية خاصة غنية بالبروتينات والفيتامينات والمعادن ومنها الكالسيوم، يحصل عليها فقط من خلال حرص الأم الحامل على تناول الغذاء الجيد والمناسب ومن ثم فقد أوجبت الشريعة الإسلامية على الزوج الإنفاق على الأم ووليدها وزيادة المخصص لها من مطعم ومشرب للمحافظة على صحتها مع رعايتها نفسياً.ولقد أثبت الإحصائيات والدراسات العلمية أن النصف وفيات في السنة الأولى من عمر الأطفال الرضع تحدث في الشهر الأول و75% من هذا النصف تحدث في الأسبوع الأول إلى جانب الاعاقات التي قد تحدث أثناء تلك الفترة من عمر الأطفال الرضع، ولذلك أكدت هذه الدراسات ضرورة اتخاذ كل الاجراءات اللازمة للحد من هذه الوفيات بدءاً من المرحلة الجنينية.لذا، يترتب على الوالدين أن يحرصا على القيام بواجبهما كاملاً تجاه وليدهما المنتظر من خلال تجنب كل ما يمكن أن يترتب عليه أذى أو ضرر له من ناحية، والأخذ بالاسباب التي تدعم من فرصة في التمتع بالصحة والعافية من ناحية أخرى، إيماناً بقول الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) (إن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه حفظ أم ضيًع) وكذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت) وفي رواية “من يعول”.كذلك فإنه من حق الطفل على والديه إلا يتهاون في تهيئة الظروف الصحية الملائمة لاستقبال وليدهما الجديد استقبالاً طيباً، وهذا الاستقبال الطيب للأطفال وهم قادمون للحياة ينبغي أن يكون دون تمييز أو تفرقة بين ذكر وأنثى، ومن هنا كان إنكار القرآن الكريم على أولئك الذين احتفوا بالذكور بينما استقبلوا الإناث محزونين كارهين، كما أشارت إلى ذلك الايتان الكريمتان رقم 58 و59 من سورة النحل (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب الاساء ما يحكمون) صدق الله العظيم.ومن حق الطفل أيضاً على والديه إذا ما اشتد عوده واجتاز مرحلة الرضاع واحتاج في غذائه إلى ما يبني جسده حسب مراحل سنه، أن يعملا على تغذيته بالغذاء الذي يناسب تدرجه في العمر، كما يتعين على الوالدين أن يحرصا على المتابعة الطبية لأي حالة مرضية قد تعتري طفلهما، واتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات التي تحول دون إصابته بالأمراض، وعلى رأس ذلك إعطاء الطفل التطعيمات الواجبة له في مواعيدها المفروضة، لأن التفريط في ذلك شأنه شأن التفريط الذي يؤدي إلى الضياع،والذي يكون فيه راعي البيت مسؤولاً عنه أمام الله رب العالمين.
الإسلام ورعاية الطفولة
أخبار متعلقة