أنصار المرشح المهزوم في انتخابات الرئاسة الإيرانية مير حسين موسوي يشاركون في مظاهرة ضد نتائج
طهران/14 أكتوبر/اليستير ليون: جاء فوز الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية المتنازع عليها بخيبة أمل للإيرانيين المنادين بالإصلاح ولأطراف خارجية أملت في أن “ترخي إيران قبضتها” وتتحاور مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما في ظل زعامة إيرانية جديدة.وقد يرى الإسرائيليون ميزة في نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم الجمعة فتصريحات احمدي نجاد النارية هي أفضل سلاح يستخدمونه لإقناع العالم بالتصدي لطموحات إيران النووية.لكن الإيرانيين الذين صوتوا للمرشح المعتدل مير حسين موسوي يشعرون بالخيانة بسبب ما يعتبرونه تزويرا صارخا للانتخابات التي حرمتهم حتى من الاختيار المحدود المطروح في ظل نظام حكم رجال الدين المعقد في الجمهورية الإسلامية.واشتكى موسوي قائلا “لم يتصور احد هذا القدر الكبير من التزوير وأمام أعين العالم من جانب حكومة تقول انها ملتزمة بعدالة الدين...مثل هذا التصرف من بعض المسئولين سيهدد أركان الجمهورية الإسلامية وسيؤدي إلى استبداد.”ومن جانبه أعلن الزعيم الأعلى الإيراني اية الله علي خامنئي تأييده للنتيجة وحث جميع الإيرانيين على تجنب “السلوك الاستفزازي” والاحتشاد وراء احمدي نجاد الذي وصف الانتخابات بأنها “حرة وصحية.”واتخذت السلطات إجراءات صارمة ضد المعارضة منذ ظهور النتائج الرسمية يوم الأحد والتي منحت احمدي نجاد نحو 63 في المائة من الأصوات ولم تعط موسوى غير 34 في المائة فقط وهي نتيجة تتناقض مع الحماس الذي أشعله بين الإصلاحيين والمحافظين المعتدلين.ولم تفتح قوات الأمن النار على الآلاف من المحتجين من أنصار موسوي الذين خرجوا إلى شوارع طهران يوم السبت لكن الصور التي بثها التلفزيون لرجال يرتدون زيا موحدا على دراجات نارية ويضربون بهراواتهم بعثت إشارة واضحة على الأقل للعالم الخارجي.ويقول تريتا بارسي مدير المجلس الوطني الإيراني الأمريكي الذي يتخذ من واشنطن مقرا له أن المعسكر المناهض لاحمدي نجاد “ أخذ على حين غرة ويسارع بوضع خطة.”وكتب “نظرا لفشلهم المتزايد في إقناع خامنئي بالتدخل يبدو أن الخيار الوحيد أمامهم كان التحدي أو التهديد بتحدي الزعيم الأعلى.”ومن غير المعروف ما إذا كان أي تحد من هذا النوع من خلال استغلال المؤسسات القائمة أمامه أي فرصة واقعية للنجاح.ويقول علي رضا نادر من مؤسسة (راند) “على الرغم من أن القرار الاخير ليس في يد الرئيس الا ان فوز احمدي نجاد مؤشر على أن السياسة الايرانية في حالة تقلب.”وأضاف “سلطة النخبة التقليدية الحاكمة.. رجال مثل (اكبر هاشمي) رفسنجاني.. تعرضت للتحدي من قبل احمدي نجاد وأنصاره بما في ذلك أعضاء بارزون وأصوليون بالحرس الثوري.”وفي مناظرة تلفزيونية قبل الانتخابات اتهم احمدي نجاد الرئيس الأسبق رفسنجاني وأبناءه بالفساد مما دفع رفسنجاني إلى إرسال خطاب لخامنئي عبر فيه عن غضبه وطالبه بالتدخل.ويقول علي الأنصاري مدير معهد الدراسات الإيرانية بجامعة سانت اندروز “كل شيء يتوقف على ما تفعله المعارضة. لقد القي القفاز على الأرض” في علامة تحد. وأضاف أن السلطات “أعلنت الفوز. وهي تحسب أن كل من أصيب بالذهول والصدمة سيعود إلى الديار مرتبكا.”وأيا كانت نتيجة الصراع على السلطة في الدرجات العليا بإيران يواجه العالم الآن معضلة هي هل يواصل التعامل مع احمدي نجاد وبالتالي يكسبه شرعية او يتجنبه وفي هذه الحالة قد يخسر أي فرصة ضئيلة باقية للحوار.وقال مارك فيتزباتريك الباحث المتخصص في منع الانتشار بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في العاصمة البريطانية لندن “من المتصور في ظل تمتعه بهذا الانتصار أن يحاول القيام بمناورة على غرار (الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشادر) نيكسون عندما زار الصين ليصبح المحافظ الذي يقوم بتحسين العلاقات مع القوة العظمى المكروهة حتى الآن.”واستطرد قائلا “لكنني لست متفائلا كثيرا حيال هذا.”وقال نادر المحلل من مؤسسة راند أن فوز احمدي نجاد ربما يجعل تعامل الولايات المتحدة أصعب وقد يؤدي إلى “استمرار القمع الاجتماعي والسياسي وسوء الإدارة الاقتصادية وسياسة خارجية أكثر صرامة خاصة بشأن البرنامج النووي.”وفي نهاية المطاف يتخذ خامنئي وليس الرئيس الإيراني القرارات بشأن السياسة النووية والخارجية لكن احمدي نجاد مارس نفوذه بشن هجمات تسخر من الولايات المتحدة وإسرائيل.وكان اوباما الذي عرض إجراء محادثات مباشرة مع إيران قد قال انه يريد أن يعلم بحلول نهاية العام ما إذا كانت طهران مستعدة لإجراء حوار له مغزى بشأن القضية النووية وقضايا أخرى.وقال بارسي من المجلس القومي للعلاقات الأمريكية الإيرانية أن الخلاف بشأن تزوير الانتخابات عقد إستراتيجية اوباما وان أي صراع داخلي يمكن أن يرجئ اتخاذ القرار في إيران.وأضاف “موقف البيت الأبيض حتى الآن ايجابي لكن على الرغم من انه لا يستطيع أن يظل غير مبال بالمخالفات في الانتخابات إلا انه يجب أن يكون حذرا ولا يستبق الشعب الإيراني أو المرشحين المناهضين لاحمدي نجاد ابدا.”وإذا فشلت جهود اوباما للتواصل ربما تجد الولايات المتحدة وحلفاؤها خيارات قليلة بخلاف فرض مزيد من العقوبات على إيران التي تنفي اتهاماتهم بأنها تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية.ويقول فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية “ العقوبات أعدت وهي جاهزة للتطبيق لكن المؤكد أن هذا لن يتم بعد. اوباما قال لنعطي التعامل فرصة.”