كنا قد كتبنا في وقت سابق.. وفي هذه الصحيفة الرائدة.. وتحديداً في صفحتها الأخيرة.. وقلنا ان منطقة المعلا/ دكة بحاجة إلى مدرسة.. وأذكر أن عنوان هذه المادة كان "من أين أجيب الأرض"؟ وكان العنوان لوحده دليلاً على حجم المشكلة؟!.. فالمجلس المحلي لمديرية المعلا قد أقر في سلسلة اجتماعاته ضرورة بناء مدرسة في منطقة (الدكة.. في المعلا) وكان للأستاذ الدكتور يحيى الشعيبي محافظ محافظة عدن (السابق) ونائبه الأستاذ عبدالكريم شائف الأمين العام للمجلس المحلي م/عدن الدور البارز إلى جانب قيادة المجلس المحلي في مديرية المعلا في استكمال إجراءات تحقيق الحلم لابناء منطقة الدكة الذي طال انتظاره، ولتوفير التعب والإرهاق والمعاناة التي يتحملها أبناؤهم في ترحالهم عبر وسائل النقل وطرق التنقل التي لا تخلو من الخطورة خاصة وان مدارسهم تبعد كثيراً عن مساكنهم.وقلنا رحمة بهؤلاء الصغار يجب على قيادة المحافظة العمل على إيجاد أرض لبناء المدرسة الحلم؟!.. وكنت واحداً من أبناء المديرية وأعضاء المجلس المحلي للمديرية الذين تابعنا قضية الأرض التي سيتم بناء المدرسة فيها!.. وبتكاتف الجميع قدمت عدة خيارات.. واتفق على خيار واحد.. وهو الأنسب.. فظهرت كالعادة ـ مشكلة الأرض! وظهر التعقيد وبرز أكثر ذلك النوع الذي يبحث عن مصالحه ولا يراعي مصالح الآخرين.. وبرزت أكثر الأنانية.ولو أن واحداً من هؤلاء شاهد الأطفال أو الطلبة الصغار وهم يسحبون حقائبهم خلفهم من تأثير التعب والإرهاق لسكن قلبه ذلك الإحساس بأحقية هؤلاء (فلذات الاكباد) بالأرض التي حرموا منها وحرمت أيضاً المنطقة لكسب صرح تعليمي جديد.وفي نهاية المطاف سكنت قضية مدرسة (الدكة) بارتياح تام ملفات (دوسيهات) المكاتب وأضيعت بل تحولت المدرسة الحلم إلى مجموعة ورق.. وقراطيس منتظرة من ينبش مسكنها في الأدراج ويخرجها إلى وضح النهار.والحلم لا يتحقق إلا برجال يعرفون كيف يحولون الحلم إلى واقع معاش. وهي رسالة إنسانية لصاحب القلب النقي والسمعة العطرة الأستاذ الفاضل احمد محمد الكحلاني محافظ محافظة عدن.ونحن في ظلال الحلم سنظل ننتظر تلك اليد الجسورة والقادرة على نفض الغبار الذي يتسلل شيئاً فشيئاً إلى مكاتب بعض المسؤولين الذين اعتادوا على تركين مشاريع الناس في أدراج مكاتبهم.فان هناك قضية أكثر تعقيداً.. وأكبر علامة يمكن رسمها للاستغراب والاستفهام.. تلك القضية هي تعطيل وعرقلة تنفيذ مشروع بناء مستشفى مديرية المعلا! كل الأوراق والتعليمات الكل يؤكد ان لحظة البدء بهذا المشروع تؤجل.. وتلغى.. وتغلف بأسباب لا يقرها منطق.. ولا أدنى احساس بالمسؤولية.هذا المشروع شبيه إلى حد بعيد جداً بالمشروع الشهير في زمن فائت والذي كان اسمه (بابا لا تسرع) مع ان هذا المشروع تحقق رغم بطء وسير السلحفاة فيه.لكن مشروع مستشفى المعلا يكشف حقائق مزرية ومواقف توحي بان هناك من لازال ينظر إلى المجالس المحلية بانها مضيعة للوقت.. وهذا الزمن ليس هو زمانها .. وهذا القول سمع.. وتجسد أكثر في تعطيل مشاريع المجالس المحلية!!عزيزي القارئ هل يتصور عقل أن يكون التقييم النهائي لمديرية المعلا والتي يبلغ عدد سكانها 65.000 نسمة لا تستحق بناء مستشفى لها ولأهلها المعروفة ظروفهم وأحوالهم المعيشية؟ علماً بأن مشروع مستشفى المعلا قد استوفى شروطه (الموضوعية والذاتية على حد تعبير أصحاب زمان) وصادق عليه الجميع.. تخطيط ومحافظة ومديرية وأكمل المشوار الأخ الفاضل رئيس مصلحة أراضي وعقارات الدولة الذي شدد على ضرورة تنفيذ هذا المشروع.وهنا لم تعد مشكلة الأرض قائمة.. لأن الأرض موجودة وجهة الصرف وافقت على إقامة المشروع في الأرض المحددة.. فماذا يبقى لكي يتم عرقلة هذا المشروع؟ ألم أقل لكم أن الورق والقراطيس التي تتكدس في الملفات هي أم المشاكل.. أم انني لازلت غائباً كمواطن لا يعرف طلاسم الأوراق والملفات.. وملاحظات المسؤولين التي تلغي بعضها بعضاً وتتنكر لما سبق من تعليمات (ويا زعيمة جري الصنبوق)!
|
مقالات
التعليم والصحة.. في الورق؟!
أخبار متعلقة