أخبار معاصرة
فنلندا / متابعات :تنعم النساء في فنلندا بسمعة سياسية جريئة إلى حدّ أنّ المباريات الشهيرة لحمل الزوجة يتمّ التعامل معها كدعابة وطنية. إلا أنّ بعض النساء بدأن امتحان صورتهن ويجدن بعض نقاط الخرق.(ومينز إي نيوز)—عندما كانت المصورة الصحافية الأميركية باولا جيانتوركو تجمع معلومات لكتاب تتناول فيه لمحات عن حياة النساء في عدد من الثقافات منذ عدد من السنوات، قدّمت فنلندا عدداً من الإحصائيات السياسية الاستثنائية للتفكير والتأمل بها. في العام 1906 ، كانت فنلندا البلد الأوّل الذي يمنح المرأة حقّ التصويت والترشح للإنتخابات وفي العام 2000 ، انتخب الشعب رئيسة أنثى هي تارجا هالونين التي تنتهي ولايتها الحالية في العام 2012 . ومنذ الوقت الذي أجرت فيه جيانتوركو البحث، ارتفعت المكانة السياسية للمرأة الفنلدية أكثر فأكثر. وفي آذار / مارس، انتخبت البلاد عدداً كافياً من النساء ليضمّ البرلمان 42 في المئة من الإناث. وحالياً تحتل فنلندا مركز الصدارة من حيث عدد أعضاء الإناث في الحكومة ويبلغن 60 في المئة من المجموع. ووفقاً لتصويت أجرته الصحيفة الفنلدية اليومية «تورون سانومات» في البرلمان فإنّ 32 عضواً في البرلمان المنتخب حديثاً يعرّفون عن أنفسهم كـ»نسويات». 22 من الأعضاء هم نساء و10 رجال. في غضون ذلك، في العام 2004 ، كان لدى فنلندا القوى العاملة الأكثر توازناً بالنسبة إلى الجندر في الإتحاد الأوروبي وانقسمت نسب التوظيف بالنسبة للرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و 64 سنة إلى حوالى 54 في المئة لكلّ فئة. وفي بعض القطاعات، حقّقت النساء تقدّماً سريعاً نحو المساواة فعلى سبيل المثال في الكنيسة الإنجيلية في لوتران فنلندا تمّت رسم أوّل قسّ أنثى في العام 1988 وحالياً يبلغ عددهن حوالى ثلث مجموع رجال الدين. وتحثّ اللغة بدورها على المساواة السياسية للمرأة فهذه اللغة لا تفرّق بين الناس على أساس الجندر. فالضمير «هان» Han يعني “هو” أو “هي”. لكن في النهاية، جيانتوركو اختارت أن تنظر بعيداً عن الأمور الجدية التي حقّقتها المرأة الفنلدية لتركّز على الجانب المحبّ والمرح. وتقول جيانتوركو: “أشارت تجربتي إلى أنّ المرأة الفنلندية مرنة ومرنة على الصعيد العاطفي وواثقة. أحبّ مقابلة أجريتها مع شقيقتين... إحداهما قالت لي” تعرفين، لا تستطيعين السخرية كثيراً من نفسك”. وفكّرت إنّه تصريح استثنائي، وأنا أفكّر كم يحتاج المرء إلى إحترام الذات ليفكّر حتى بذلك”. مباراة حمل الزوجة في كتابها للعام 2004 ، “الإحتفال بالنساء”، صوّرت جيانتوركو بطولة فنلندا لمباريات حمل الزوجة – وتقول عنها “رياضة ساذجة”—حيث يركض الثنائي والمرأة محمولة فوق أكتاف الرجل. إنّها أحد التقاليد الخاصة التي تميّز هذه البلاد. ففي فنلندا أيضاً مباريات رمي الهواتف الخلوية وتقاذف الأحذية ولعب القيثارة في الهواء. وبالرغم من وجود كلّ هذه الإحصائيات المتفائلة وكلّ هذه الألعاب والمباريات إلا أنّه ثمة حذر من أنّ واقع حياة النساء الفنلنديات أكثر تعقيداً. وكشفت دراسة أُجريت في العام 2005 أنّ الكحول تشكّل السبب الأساسي الذي يؤدي إلى وفاة الرجال وتوفي عدد كبير من النساء لأسباب متعلّقة بالكحول كسرطان الثدي.