صـباح الخـير
ما أروع اللحظات التي ترى بها البسمة على شفاه الآخرين والفرحة في عيون الأطفال واللمة التي تجمع الأسر والشباب ومجاميع الرحلات التي جاءت من مختلف المحافظات لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك في مدينة عدن .مدينة عدن التي تختزن موروثاً ثقافياً وفنياً عريقاً ومواقع أثرية وشواطئ خلابة دافئة وجواً معتدلاً ، رغم صغر مساحتها إلاّ أنها شهدت تدفقاً وإقبالاً متزايداً من الزائرين إليها فاق عدد سكانها بكثير وقد أحتضنتهم بصدر واسع وقلب مفتوح وترحاب كبير كل حسب إمكانيته فمنهم من سكن الفنادق والشقق ومنهم (الأغلبية) قد أفترش الشواطئ منعمين بدفء رمالها في أجواء من الأمن والاستقرار .ورغم تواضع تنوع بهجة العيد وما يجده الزائر من فعاليات لقضاء الإجازة ما بين السباحة وخطورتها والتنزه في الشواطئ والحدائق العامة والمتنزهات والملاهي المتواضعة إلاّ أن هناك قصوراً في جوانب عدة ومنها الفعاليات الثقافية المتضمنة إقامة الحفلات للفرق الفنية الشعبية وإحياء دور السينما بأفلام تنافسية بعد تأهيل مبانيها بالاضافة إلى العروض المسرحية الجوالة .. حتى يجد الزائر فرصاً متعددة وفعاليات متنوعة يمكن توزيعها مع فترة أيام الإجازة بعيداً عن الملل المعتاد في كل المناسبات المتمثل في التنزه والذهاب إلى المطاعم .فمدينة عدن تتمتع بمرتكزات سياحية هائلة وأثرية فريدة وبانجذاب الزائرين والوافدين إليها وبانفتاحها وطيبة أهلها وهي حقيقة بحاجة إلى توسيع الاهتمام من قبل السلطة المحلية في المحافظة للاهتمام بمنشآتها السياحية والأثرية التي يمكن من خلالها أن تحقق المحافظة إيراداً سنوياً ثابتاً عبر وسائل عديدة للاستفادة من أعداد الزائرين وما تصرفه من مبالغ خلال أيام معدودة .. كما يجب إعطاء دور حقيقي لمكتبي السياحة والثقافة وفرع هيئة التنمية السياحية لتشجيع السياحة الداخلية في المدينة من خلال الإعداد الجيد والمسبق لإقامة البرامج والفعاليات الثقافية والفنية والترويج للمواقع السياحية والثقافية وطباعة الخرائط المحددة لأهم هذه المواقع ومواقع الخدمات الأخرى التي يحتاجها الزائر في مثل هذه المناسبات .. والاستفادة من خبرات وتجارب عدد من الدول في هذا الجانب التي تعد السياحة فيها إحدى أهم روافد الاقتصاد .
